1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Palestine

الأرض الفلسطينية المحتلة: الكابويرا تخفف الصدمات النفسية للأطفال

Bidna Capoeira is a project that helps children overcome trauma by learning capoeira, an age-old Afro-Brazilian martial art Soraya Hosni/Bidna Capoeira

من الصعب على أي طفل أن ينشأ في مخيم شعفاط للاجئين، الذي يقع في حي عربي في القدس الشرقية بالأرض الفلسطينية المحتلة، إذ يقول ايزيك هاينريك، وهو مدير مشروع في منظمة غير حكومية تدعى بدنا كابويرا أن "هذه المنطقة تضم فرصاً قليلة جداً للأطفال للانخراط في نشاطات بناءة وايجابية".

وأضاف هاينريك قائلاً: "المكان ليس نظيفاً، كما يتم حرق القمامة خارج مدرسة المخيم أثناء وجود الأطفال في الفصول... يقع هذا المخيم على الحدود مع إسرائيل، ويحاصر الجدار العازل نصفه. بالإضافة إلى ذلك، تعد مستويات العنف مرتفعة ويبدو التهديد القادم من الخارج ساحقاً".

وقد بدأت بدنا كابويرا مشروعها هنا في شهر مارس من أجل مساعدة الأطفال على التغلب على الصدمات النفسية عن طريق تعلم الكابويرا، وهي فن قتال إفريقي برازيلي قديم. ويهدف المشروع إلى دعم الأطفال المتأثرين بالصراع المسلح وتحسين تنمية ورفاه المجتمع.

وأوضح هاينريك أن "هناك حاجة ماسة لخلق قدوة بين الشباب والكبار في شعفاط. وجزء كبير من عملنا هو تعزيز قدرات الشباب وتطوير مهاراتهم القيادية".

ويروي هاينريك قصة أربعة شبان جاؤوا إلى أول دروس الكابويرا في وقت سابق من هذا العام: "كانوا متعجرفين جداً، يمشون ويتحدثون بشكل فيه صلف وعدوانية. وكان أول انطباع لدينا أنهم سيكونون مصدراً للمشاكل. ولكن المعلم، هارامي، قال لهم: 'لدي مهمة خاصة لكم أنتم الأربعة. ستقومون بتعليم الأطفال الصغار، وهو ما سيتطلب منكم الكثير وسيعني تحملكم مسؤولية خاصة'. ثم أخذهم جانباً وأعطاهم الدرس الأول. وفي الأسبوع التالي، جاءوا قبل موعد الدرس بنصف ساعة، وكانوا على استعداد لمساعدة الأطفال الصغار".

ويشارك الآن ما يقرب من 500 طفل ومراهق فلسطيني في مختلف أنحاء الضفة الغربية في هذا المشروع، وهناك خطط للمزيد من التوسع. وتمول وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وغيرها من الشركاء هذا المشروع.

نشأ فن الدفاع عن النفس هذا في القرن السادس عشر، عندما بدأ العبيد الأفارقة يخلطون تقنيات مختلفة من القتال مع الرقص والغناء والموسيقى. وتتميز اللعبة، التي تُمارس في شكل دائرة، بالركلات والألعاب البهلوانية. ورغم أن الكابويرا ظلت محور الثقافة الأفرو برازيلية لمئات السنين، لم يتم تصديرها إلى الخارج إلا خلال الخمسين سنة الماضية.

وقد انتشرت الكابويرا في جميع أنحاء العالم الآن، وأصبح أشخاص كثيرون من جميع الخلفيات والثقافات ينجذبون إلى هذا المزيج الخاص من النواحي الاجتماعية والفنية والبدنية. كما انجذب العديد منهم إلى أسس الكابويرا الفلسفية وروح الجماعة. وعلى النقيض من الفنون القتالية الأخرى، لا يوجد في الكابويرا فائزون أو خاسرون.

كما أن هذه اللعبة لا تتعلق بضرب الخصم أو التعرض للضرب، بل هي تعبير عن المرح والتعاون، حيث قال هاينريك: "الكابويرا هي حركة شعبية حقيقية من البداية. وقد سميت كذلك نسبة إلى حشائش مرتفعة تنبت في الحقول البرازيلية كان العبيد يقطعونها لعمل دائرة يمكنهم لعب الكابويرا داخلها خفية، دون أن يراهم أحد من الخارج".

وقبل أن تنتشر في فلسطين، تجذرت هذه اللعبة في سوريا، ثم امتدت إلى مخيمات اللاجئين ومؤسسات الأحداث ومراكز الشباب.

"متعة لكل إنسان"

"لقد رأينا كيف تسعد الكابويرا الأطفال في سوريا وفلسطين على حد سواء...لأن بها متعة لكل إنسان: الحركة والموسيقى والرقص والألعاب البهلوانية والحركات القتالية، وقبل كل شيء، هناك إحساس قوي بالرفقة". كما أنها توفر منفذاً للأطفال الذين يعانون كثيراً من الاجهاد البدني والنفسي.

ووفقاً لليونيسف، يواجه الأطفال الفلسطينيون خطر القتل والإصابة والفقر والتشريد والاعتقال والمعاناة النفسية وانخفاض الإنجاز التعليمي.

وفي عام 2009، كان ما يقرب من 22 بالمائة من الفلسطينيين يعيشون تحت خط الفقر (15.5 بالمائة في الضفة الغربية)، مما أدى إلى تعريض 430,000 طفل إلى أوجه الضعف التي يسببها الفقر. وفي القدس الشرقية، ارتفع معدل الفقر [الذي يُعرف بأنه مجموع الأشخاص الذين يعيشون على أقل من دولار واحد يومياً] من 59 بالمائة في 2008 إلى 71.2 بالمائة في 2009. كما أن حياة الأطفال صعبة بشكل خاص في البلدة القديمة، حيث أثر الفقر والتسرب المدرسي وتعاطي المخدرات سلباً على اليافعين.

وقبل ثلاثة أشهر، وصل مشروع الكابويرا إلى مخيم الجلزون للاجئين (في رام الله والبيرة، على بعد 7 كيلومترات شمال رام الله والمتاخم لقرية جفنا) حيث بدأت فتاة كانت تُعرف بأنها مصدر للمتاعب تشارك في دروس الكابويرا لتأخذ على عاتقها بعد ذلك دوراً آخر، إذ بدأت بتعليم الأطفال كيفية غناء الأغاني والقيام بالحركات.

وقد تأسس مخيم الجلزون عام 1949، وهو يقع في منطقة جبلية بالقرب من واحدة من أكبر المستوطنات الإسرائيلية، وهي بيت إيل. وبينما يتمتع الأولاد في سن المراهقة بخيار الذهاب إلى رام الله للعثور على أشياء يقومون بها، لا تحصل معظم الفتيات والأطفال على نفس الميزة.

وقال هاينريك: "على الرغم من أن ثلاثة أشهر يعتبر وقتاً قصيراً لمعرفة التغيرات الطويلة المدى في سلوك الطفل، إلا أننا لاحظنا نتائج إيجابية للغاية... لقد تعرض العديد من الأطفال الذين نعمل معهم لصدمات نفسية مختلفة، ولديهم صعوبات في التعلم، وطاقة زائدة وغالباً ما يكون بداخلهم الكثير من العدوانية، لكنهم بعد بضعة أسابيع فقط من ممارسة الكابويرا، ينسجمون مع رسالتها السلمية".

jg/eo/cb-ais/dvh

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join