1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Palestine

الأرض الفلسطينية المحتلة: شباب متعلم وعاطل عن العمل... تركيبة خطرة

Trainee mechanic Abdullah Nam Rooti, 21, at work in Khan Yunis, Gaza Phoebe Greenwood/IRIN

حذر الخبراء من أن عدم توفر فرص عمل للشباب في الأرض الفلسطينية المحتلة قد خلق أزمة بطالة يمكنها أن تزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة العربية.

وقد لاحظ عالم الاجتماع والسكان فيليب فارغ، وهو أيضاً مدير مركز سياسات الهجرة في معهد الجامعة الأوروبية في فلورنسا أن أكبر جيل، الذي ولد في ثمانينيات القرن الماضي، قد وصل إلى سن العمل" وأنه "يُنظر إلى الشباب الآن على أنهم الفئة العمرية الأكثر إشكالية".

وأضاف أن "نموهم قد تخطى الموارد المتاحة لهم، من فرص العمل التي توفر الدخل والمركز الاجتماعي، إلى الحرية والمشاركة" موضحاً في بحث حديث أن "ازدياد عدد الشباب" سيعيد تشكيل العالم العربي. وقال فارغ أنه لم يبق أمام الشباب العربي المحبط سوى خيارين: إما البقاء في بلدانهم والاحتجاج، أو المغادرة بحثاً عن عمل وفرصة في الخارج. ويعد عدد السكان في الفئة العمرية التي تتراوح بين 15 و29 سنة هو الأكبر في تاريخ العالم العربي.

وأشارت أحدث الإحصاءات الصادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إلى أن 21.7 بالمائة من السكان دون عمل. وتنقسم هذه النسبة إلى 30.8 بالمائة في قطاع غزة و17.4 بالمائة في الضفة الغربية.

ووفقاً للأمم المتحدة، تقل أعمار 43.4 بالمائة من الشعب الفلسطيني عن 15 سنة، وفي قطاع غزة، 63.4 بالمائة من السكان الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة عاطلون عن العمل. وترتفع هذه النسبة إلى 75.8 بالمائة بين النساء.

خيارات قليلة

مع ذلك، ومنذ فرض الحصار الإسرائيلي عام 2007، لم تعد الهجرة خياراً بالنسبة للغالبية العظمى من سكان قطاع غزة. ونتيجة لذلك، لم تعد هناك سوى خيارات قليلة أمام الشباب الذي يبحث عن وظيفة.

وقال محمود أبو لبدة، المشرف على ورشة هندسية يدعمها تحالف أكت ACT Alliance في خان يونس، جنوب قطاع غزة أن "هذا الجيل يواجه صعوبات أكثر مما واجهنا بكثير".

ويقوم أبو لبدة بتدريب الشبان على العمل كميكانيكيين، وهي ربما الصنعة الوحيدة التي لا تزال مزدهرة في غزة. فانقطاع التيار الكهربائي باستمرار والاعتماد على المولدات الكهربائية يعني أن الميكانيكيين نادراً ما يتعطلون عن العمل. وفي كل عام يتولد طلب كبير على العمل في الورشة، ويتقدم ما لا يقل عن 150 شخصاً للفوز بواحدة من الـ 22 وظيفة المتاحة.

وأضاف قائلاً: "أهم شيء بالنسبة للشباب هو العثور على وظيفة. كنا نستطيع العمل في إسرائيل ودول الخليج، ولكن في ظل الحصار، نحن نعيش في سجن هنا. إن الانضمام إلى فصيل سياسي [فتح أو حماس] أو إلى المتطرفين [تنظيم القاعدة] هو أسهل الطرق للحصول على دعم وكسب المال في قطاع غزة... أحضرت ابني للعمل [في الورشة] لتجنب انضمامه إلى جماعة متطرفة – من أجل حمايته. كما من الخطورة بمكان العمل مع المقاومة".

من جهته، قال عبد الله النمروطي، البالغ من العمر 21 عاماً، والذي يقضي السنة الأخيرة من تدريبه في الورشة التي يديرها أبو لبدة: "كنت سعيداً جداً بالحصول على مكان في الدورة. معظم الناس الذين ذهبت معهم إلى المدرسة عاطلون عن العمل. كما يعمل معظم الذين لا يستطيعون العثور على عمل في الأنفاق، على الرغم من تضاؤل العمل هناك منذ تخفيف اسرائيل للحصار بشكل طفيف".

"ذات مرة، انهار نفق في نقطتين وحوصر ثلاثة من أصدقائي في الداخل... إذا لم أكن قد اشتركت في هذه الدورة، لكنت قد عملت في الأنفاق أيضاً، ولأصبحت خائفاً جداً. من الأفضل أن نتمكن من العمل في الخارج. سأذهب إلى أي مكان يتيح لي العمل، على الرغم من أنني أفضل العيش والعمل هنا".

الكثير من نقاط التفتيش

وأخبر كريس غانيس، المتحدث بإسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "الشباب في غزة يواجه معضلة مزدوجة – مستوى تعليمي عالي وعدم توفر فرص عمل. يشكل وجود شبان على درجة عالية من التعليم، ولكنهم عاطلون عن العمل وصفة للاحباط والسخط وأسوأ من ذلك. هذا لا يصب في مصلحة أحد، خاصة إسرائيل".

وعلى الرغم من أن الوضع الاقتصادي في الضفة الغربية مختلف ولكنه لا يزال قاتماً. فعلى الرغم من عدم وجود حصار، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي يعني أن سوق العمل لا يمكنها دعم هذا الجيل من الباحثين عن عمل.

وقال غانيس: "لقد سمعنا الكثير عن النجاح الاقتصادي في الضفة الغربية، ولكن سنوات الاحتلال جعلت خط الأساس منخفضاً للغاية. كما أن هذا النجاح الاقتصادي ليس موزعاً بالتساوي على السكان... بالإضافة إلى ذلك، تشكل إدارة الاقتصاد وتمكين الشباب عن طريق التوظيف تحدياً كبيراً عندما تكون حواجز الطرق ونقاط التفتيش عائقاً يُصعّب الوصول إلى مكان العمل ومغادرته، وعندما يجب أن يتم تصدير المنتجات من خلال نظام الاحتلال. إن الحصول على مهنة مناسبة وحياة عملية في الضفة الغربية أمر شديد الصعوبة بالفعل. ولهذا السبب، لدينا الكثير من برامج تمويل المشاريع الصغيرة هناك".

ومن سخرية القدر أن الهجرة الاقتصادية بالنسبة لمعظم الفلسطينيين في الضفة الغربية تعني العمل في إسرائيل بصورة غير مشروعة في كثير من الأحيان. فوفقاً للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، ارتفع عدد الفلسطينيين العاملين في إسرائيل والمستوطنات من 75,000 إلى 78,000 في الربعين الثالث والرابع من عام 2010، من بينهم 17,000 لا يملكون تصاريح عمل، و50 بالمائة منهم يعملون في صناعة البناء.

وفي غزة، يتوقع المراقبون الدوليون أن يؤدي فتح مصر لمعبر رفح الحدودي مؤخراً إلى مغادرة طوفان من العمال لقطاع غزة للبحث عن فرص عمل في الخارج.

ومنذ بدء الاحتجاجات في مختلف أنحاء العالم العربي في وقت سابق من هذا العام، نجحت حماس حتى الآن في احباط أي محاولات للاحتجاج العفوي بسرعة.

pg/eo/cb-ais/dvh

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join