1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Israel

إسرائيل - سوريا: دروز الجولان منقسمون بشأن الاحتجاجات

The Druze village of Majdal Shams in Israeli-occupied Golan is separated by a mountain range from Syria Phoebe Greenwood/IRIN

عندما تجمع مؤخراً الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين على الحدود السورية مع إسرائيل بالقرب من مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، انتاب القرويين المحليين حالة من الذهول. فقد كانت هذه هي المرة الأولى منذ أكثر من 20 عاماً التي تحدث فيها مشكلة على هذه الحدود.

وبينما كان الحشد يتقدم نحو الجولان، قتل الجيش الإسرائيلي ثمانية متظاهرين بالرصاص في 15 مايو، الذي يوافق الذكرى السنوية لتأسيس دولة إسرائيل، وهو التاريخ المعروف باسم 'النكبة' لدى الفلسطينيين.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان له أنه "قام بفتح النار لمنع المتظاهرين الذين يتسمون بالعنف من التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية بطريقة غير مشروعة. وقد تسلل عدد منهم بالفعل وهم يقومون بأعمال شغب عنيفة في القرية".

وقد تمكن حوالي 200 لاجئ فلسطيني يعيشون في سوريا من اقتحام الحدود التي تحرسها قوات إسرائيلية في قرية قريبة من بلدة مجدل شمس، حيث تجمعوا للاحتجاج في الميدان الرئيسي، وفقاً لبعض المصادر.

ولكن الحادث الذي وقع يوم 15 مايو كان أحدث إشارة إلى الاضطرابات في هضبة الجولان التي عادة ما يسودها الهدوء. فمنذ بدء الاحتجاجات في سوريا في شهر مارس الماضي، انقسمت الطائفة الدرزية في الجولان بين أولئك الذين يؤيدون النظام الحالي للرئيس بشار الأسد، وأولئك الذين يؤيدون المحتجين.

والدروز هم طائفة دينية صغيرة تؤمن بالتوحيد وتعيش في العديد من بلدان الشرق الأوسط. وتؤيد القيادة المحلية في الجولان الأسد بقوة وتتخذ موقفاً متشدداً ضد كل من يدعم المتظاهرين أو ينتقد الحكومة، وتهددهم بالاستبعاد الاجتماعي والديني. ولكن المعارضين داخل المجتمع يختلفون مع هذا الموقف.

وقالت الناشطة المحلية شفاء أبو جبل، التي تبلغ من العمر 25 عاماً، والتي تخاطر بالاستبعاد من الطائفة الدرزية بسبب دعمها للمتظاهرين داخل سوريا: "إنهم [أولئك الذين يجاهرون بموقفهم] يقاتلون من أجل قضية عادلة".

وأضافت أن "هناك أجيالاً [في سوريا] لا تعرف شيئاً عن السياسة أو حرية التعبير أو الانتخابات. لقد تم حجب اليوتيوب وجميع المواقع الإسرائيلية. إنهم يستحقون الحرية".

صعوبة التحقق من المعلومات

ويصعب على الصحافيين الأجانب دخول سوريا، ولذلك من الصعب التحقق مما يحدث، ولكن جماعات حقوق الإنسان تقول أن ما لا يقل عن 850 شخصاً، بينهم نساء وأطفال، قُتلوا خلال احتجاجات دامت أكثر من شهرين. كما تم القبض على ما لا يقل عن 8,000 شخص.

ويعيش أكثر من مليون درزي في سوريا، وهم يشكلون أكبر جالية على الإطلاق في جبل الدروز، وهي منطقة جبلية بركانية بالقرب من الحدود مع الأردن. وتعتبر هذه المنطقة الأقرب إلى محافظة درعا، التي تعتبر المركز الجنوبي للثورة السورية.

ودرعا، وفقاً لجوشوا لانديس، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما، هي منطقة فقيرة يعيش 32 بالمائة من سكانها تحت خط الفقر، ويحصلون على أجر يصل إلى دولارين أو أقل في اليوم.

وقد احتلت إسرائيل منطقة الجولان منذ يونيو 1967. وفي ديسمبر 1981، ضمتها من جانب واحد وفرضت قوانينها وولايتها القضائية وإدارتها عليها.

وتعتبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي تستند في وجهة نظرها إلى القانون الدولي الإنساني، الجولان أرضاً محتلة، وبالتالي، تخضع المنطقة لاتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، وقواعد القانون الدولي العرفي على النحو المبين في لائحة لاهاي التنفيذية الصادرة عام 1907.

ولم تؤيد أية حكومة ضم إسرائيل للجولان، التي تبلغ مساحتها حوالي 1,200 كيلومتر مربع، ويعيش بها نحو 22,000 سوري و19,000 إسرائيلي، وفقاً للجنة الدولية للصليب الأحمر، ولكن من الصعب للغاية، إن لم يكن مستحيلاً، بالنسبة للغالبية العظمى من السوريين الذين يعيشون في الجولان التواصل مع باقي السكان.

الخوف من الانتقام السوري

وعلى الرغم من القيود، يتواصل الناشطون مثل شفاء مع الأصدقاء وأفراد العائلة والزملاء الناشطين في جميع أنحاء سوريا عبر الفيسبوك. وتقول شفاء أن تقاريرهم عن العنف تسبب الصدمة، ولكن الكثيرين منهم يخشون انتقام الحكومة لدرجة تمنعهم من نشر تفاصيل ما شهدوا على شبكة الإنترنت.

وأضافت قائلة: "يعمل واحد من بين كل شخصين في سوريا لدى الأمن...لقد شهد [المتظاهرون] أعمال عنف. إنه أمر يثير الخوف. حتى بالنسبة لنا، الأشخاص الذين يُظهرون دعمهم فقط على شبكة الإنترنت، نحن خائفون".

وعلى الرغم من أن الدروز يميلون إلى السرية والحكم الذاتي، إلا أنهم يشتهرون أيضاً بولائهم للدولة التي يعيشون فيها، ولكن المجتمع الذي يعيش في الجولان يعتبر نفسه سورياً، على الرغم من وقوعه تحت الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من 40 عاماً.

وقال الشيخ حسام، وهو زعيم ديني محلي يبلغ من العمر 35 عاماً، أن ولاء مجتمعه للحكومة السورية ينبغي أن يُفهم على أنه تعبير عن الولاء لسوريا وليس لرئيسها.

وأوضح بالقول: "معظم الناس هنا - 90 بالمائة - يدعمون الحكومة [السورية]... لكنهم أكثر ولاءً لسوريا من ولائهم للأسد. وهذا يأتي من الالتزام بمبادئ كوننا عرب سوريون تحت الاحتلال".

وتصر شفاء على أن الأمر أكبر من ذلك، وتدعي أن الخوف من العقاب، سواء في الداخل أو الذي قد يلحق بالأقارب في الخارج، يمنع مجتمعها من التحدث علناً. "إنهم يعتقدون لسبب أو آخر أن الانتماء إلى سوريا يعني الانتماء إلى النظام ... لكن السبب الرئيسي [لدعمهم للأسد] هو الخوف، وهو أمر يمكنني فهمه".

pg/eo/cb-ais/dvh


This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join