1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Palestine

الفلسطينيون يحرمون من الرعاية الصحية

The Separation Wall, built through Tantour in 2005, separates the village from neighboring West Bank towns Beit Jala and Bethlehem Phoebe Greenwood/IRIN

كانت والدة فؤاد أحمد جابو تبلغ من العمر 70 عاماً عندما توفيت بنوبة قلبية في منزلها في قرية الطنطور الفلسطينية في بيت جالا، التي تقع بين القدس التي تسيطر عليها إسرائيل ومدينة بيت لحم الفلسطينية.

وكانت الأسرة قد استدعت وقتها سيارة إسعاف فلسطينية ولكن التأخير عند نقطة التفتيش بين بيت لحم وقرية الطنطور قد عطل وصولها. وقالت خدمات الإسعاف الإسرائيلية لأسرة جابو في ذلك الوقت أنها لن تكون قادرة على المساعدة لأنه منزلها يقع داخل منطقة عسكرية. ونظراً لنفاذ الوقت، قرر جابو وابن أخيه حملها إلى المستشفى، غير أنهم لم يقطعوا سوى 200 متر قبل أن تتوفى.

وقال جابو، الذي يبلغ من العمر 50 عاماً، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "كانت سيارة الإسعاف تستغرق دقيقتين للوصول إلى هنا من القدس وكنت أحتاج إلى ثلاث دقائق للوصول إلى بيت لحم، ولكن منذ أن تم الانتهاء من بناء الجدار، أصبحت الرحلة تستغرق ما لا يقل عن نصف ساعة".

وأسرة جابو هي من بين 80 قروياً في الطنطور وعشرات الآلاف من الأسر الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة الذين قيدت الاحتياطات الأمنية الإسرائيلية حصولهم على الرعاية الصحية، بما في ذلك الجدار العازل ونظام التصاريح الصارم الذي تفرضه إسرائيل.

وقد بدأ العمل في الجدار الذي يقع على بعد حوالي 100 متر خلف منزل جابو في عام 2001. وبحلول عام 2005، عندما انتهى البناء، انفصلت الأسرة بشكل كامل عن الضفة الغربية. وبما أنهم من حاملي هوية الضفة الغربية، لم تتم تغطيتهم من قبل التأمين الصحي الإسرائيلي، وبالتالي لا يستطيعون الذهاب إلى المستشفيات في القدس الشرقية التي تسيطر عليها إسرائيل وإنما عليهم العبور من خلال نقطة تفتيش إلى الضفة الغربية للحصول على مساعدة طبية. كما لا يُسمح لهم بقيادة السيارات على الجانب الإسرائيلي.

ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، اضطر حوالي 1,500 من حاملي بطاقات هوية الضفة الغربية إلى النزوح إلى الناحية المواجهة للقدس من الجدار، وهم يواجهون الآن احتمال التأخير الذي يهدد الحياة عند التماس العلاج الطبي.

ويُسمح للمرضى والموظفين الطبيين الفلسطينيين، الذين يحملون بطاقات هوية الضفة الغربية، بدخول القدس من خلال ثلاث نقاط تفتيش فقط هي قلنديا والزيتون وجيلو. ولكن غالباً ما تكون هذه المعابر مزدحمة، إذ لا يسمح للفلسطينيين بعبورها سوى سيراً على الأقدام.

"اختيار الحياة"

ويقول مسؤولون إسرائيليون أن بناء الجدار له مبرراته. فقد صرح ستيفان ميلر، المتحدث باسم مكتب رئيس بلدية القدس، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "مدينة القدس تعبر عن أسفها لأن الإرهاب الفلسطيني والقتل المستمر للشباب الأبرياء تطلب بناء الجدار، الذي يمكن بالفعل أن يتسبب في تدهور جودة حياة بعض سكان القدس".

وأضاف قائلاً: "لكن عند الاختيار بين انخفاض جودة الحياة، والحياة نفسها، فإن أهل القدس يختارون الحياة".

ولكن الفلسطينيين يتحملون وطأة هذه المشكلة. تعاني آلاء الظواهري البالغة من العمر ثماني سنوات من الإعاقة العقلية والبدنية التي تتطلب علاجاً طبياً منتظماً. يقع منزل أسرة آلاء في منطقة أم العصافير، وهي قرية فلسطينية عالقة بين مستوطنة هار هوما الإسرائيلية والجدار العازل.

وروت والدتها معاناة الأسرة قائلة: "عندما كانت آلاء صغيرة، كنا نستطيع قيادة السيارة إلى بيت لحم أو بيت ساحور في أقل من 15 دقيقة... أما الآن فعلينا أن نجد سائق سيارة أجرة يأتي بالفعل إلى هنا ليوصلنا إلى حاجز جيلو، ثم نعبر مشياً على الأقدام حاملين آلاء بين أيدينا، لنستقل سيارة أجرة أخرى إلى العيادة أو المستشفى. تبلغ التكلفة الإجمالية للذهاب فقط 45 شيكل [13 دولاراً] وتستغرق هذه الرحلة في معظم الأوقات ما بين ساعة وساعة ونصف".

ويعني نظام التصاريح الإسرائيلي أن الفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة لا يستطيعون دخول القدس إلا بعد الحصول على تصريح. وفي حالات الطوارئ، من الممكن منح تصريح في نفس يوم تقديم الطلب، ولكن ذلك يتطلب تنسيقاً أمنياً ولا بد أن يتم نقل المريض من سيارة إسعاف فلسطينية إلى أخرى إسرائيلية. مع ذلك، قد يحدث تأخير عند نقاط التفتيش، فوفقاً لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، من بين 440 سيارة إسعاف تم تعطيلها أو منعها من الدخول عبر الأرض الفلسطينية المحتلة في عام 2009، وقع ثلثي هذه الحالات عند نقاط التفتيش في القدس.

كما كان للحصار على غزة، الذي فُرض منذ عام 2007 عندما تولت حماس السيطرة على القطاع، آثار مدمرة على النظام الصحي. وفي عام 2008، أحالت وزارة الصحة الفلسطينية 3,118 مريضاً إلى القدس الشرقية لتلقي العلاج، مقارنة بـ 382 عام 2006.

وأفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أنه في الفترة من يناير إلى ديسمبر 2010، تقدم ما يقرب من 11,600 مريض بطلب تصريح للعلاج خارج قطاع غزة، وحصل 78.1 بالمائة منهم على الموافقة، بينما تم تأخير 16.3 بالمائة وحرمان 5.6 بالمائة غيرهم.

أما جابو الذي عانى نفسه من ثلاث نوبات قلبية، فيرى أن الحل الوحيد هو تحريك الجدار أو تغيير وضعه. وقد تساءل قائلاً: "ماذا يمكنني أن أفعل في هذه المنطقة الآن إذا مرضت؟ إما أن يجعلوني مواطناً اسرائيلياً لديه الحقوق الكاملة في التأمين الصحي والوصول إلى القدس، أو إعادة تخطيط مسار الجدار من حولي حتى أصبح في الضفة الغربية. ولكنني لن أنتقل من هنا".

pg/eo/mw-ais/dvh


This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join