قد تصل تكاليف الوقاية من الإملاص، وهو وفاة الجنين داخل رحم أمه، 2.32 دولار فقط للأم الواحدة في الشهر، إذا قامت الحكومات والقطاع الخاص والمؤسسات الدولية باعتماد عشرة تدخلات صحية بدل السماح لهذه المشكلة بأن تبقى غير منظورة تقريباً.
وقال الأستاذ ذو الفقار أحمد بوتا، من المركز الطبي بجامعة الآغا خان في كراتشي ومؤلف واحدة من سلسلة البحوث المنشورة حول الإملاص في دورية البحوث الطبية "ذي لانست"، أنه في حال تنفيذ 99 بالمائة من التدخلات الموصى بها في 68 من الدول ذات الأولوية [وهي الدول المخفضة والمتوسطة الدخل]، فإن عدد حالات الإملاص سينخفض إلى النصف.
وحتى عند تغطية 60 بالمائة من التدخلات، فإن عدد حالات الإملاص قد ينخفض إلى الربع. ويموت ما يقرب من 2.64 مليون جنين بعد الأسبوع الثامن والعشرين من الحمل وتحدث معظم هذه الحالات في الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل.
وتشمل هذه التدخلات رعاية التوليد الشاملة والأساسية في حالات الطوارئ، والرعاية الماهرة عند الولادة، ورصد عوائق نمو الجنين وإدارتها، ورصد ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل وإدارته، والتحفيز الاختياري للولادة في حالات الحمل المطّول، والناموسيات المعالجة بالمبيدات الحشرية، والمعالجة الوقائية المتقطعة لمنع الإصابة بالملاريا، ورصد مرض الزهري وعلاجه، وتوفير مكملات حمض الفوليك، وإدارة مرض السكري خلال الحمل.
تحديد الحلول
وقد تم تجاهل الإملاص بشكل كبير خلال وضع الأولويات الخاصة بالسياسات وذلك لعدد من الأسباب. وقال بوتا: "كان هناك القليل من البيانات التي تم التحقق منها بشأن الإملاص وبيانات أقل لتصنيفاته- سواء كانت أثناء الولادة أو قبل الولادة- وعوامل الخطر والقليل من الثقة في إمكانية إحداث فرق من خلال التدخلات".
وتأمل سلسلة أبحاث "ذا لانست" في تغيير هذا المفهوم عن طريق إعادة صياغة الإملاص لكي لا ينظر إليه على أنه مشكلة تحدث في رحم الأم ولا يمكن تفسيرها بل كشيء يمكن منعه لو تم توفير الرعاية المناسبة أثناء الحمل والولادة.
وقد أقترح بوتا في بحثه أن يتم على الفور اعتماد الحلول الرخيصة مثل تحسين الرعاية أثناء الحمل والوقاية من الملاريا ورصد مرض الزهري وعلاجه، في الوقت الذي يمكن فيه بناء التدخلات الأكثر تكلفة مثل تدريب العاملين في المجال الصحي وشراء المعدات الخاصة بالولادة في حالات الطوارئ بشكل تدريجي.
وستتطلب التدخلات الأخرى تحسين مخصصات التمويل طويل الأجل وهو ما يشمل علاج ارتفاع ضغط الدم والسكري والحمل المطوّل (الذي يدوم أكثر من المعتاد) ومراقبة مشكلات نمو الجنين.
وقالت الدكتورة جوي لون من منظمة إنقاذ الطفولة أن توفير قابلات ماهرات أثناء الولادة سيقلل من حالات الإملاص بنسبة 23 بالمائة وهو ما يجعل هذا التدخل أكثر التدخلات الفردية فاعلية. وتلد نصف النساء تقريباً في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط في المنازل دون أية مساعدة من ذوي المهارات.
وكما مكن استخدام التحويلات النقدية المشروطة أو أنظمة الكوبونات في تشجيع النساء على ولادة أطفالهن في مرفق صحي، ففي المناطق التي تسجل أعلى نسبة لوفيات الأطفال، لا تتم سوى نصف الولادات في مرافق صحية.
الوفيات النفاسية
وفي الدول ذات الدخل المرتفع حيث تحصل معظم النساء على نوعية جيدة من الرعاية أثناء الولادة، تصل نسبة الإملاص إلى أقل من 10 بالمائة من إجمالي المواليد.
وتحرز دول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى التي تعاني من ندرة القابلات الماهرات تقدماً أسرع من آسيا في تشجيع النساء على الولادة في مرفق صحي. وقالت لون: "منذ العام الماضي أصبح المجتمع الدولي قلقاً إزاء عدم إحراز تقدم في خفض معدل الوفيات النفاسية".
وبعد مرور عام، انخفض معدل الوفيات النفاسية في دول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 2.6 بالمائة. "وهو ما يمثل تقدماً كبيراً...أما بالنسبة للإملاص، فقد جاء التركيز في الدول ذات الدخل المرتفع بسبب اهتمام الآباء بتجنب هذه الحالة. ولكن يبقى تحديد هدف للسياسات العالمية إحدى الطرق الجيدة لوضع الإملاص على جدول الأعمال".
ويمكن لثلث الدول الإفريقية تحقيق الهدف الإنمائي للألفية بخفض معدل وفيات الأطفال (الهدف الرابع) وتحسين الصحة النفاسية (الهدف الخامس) وهو ما سيقلل أيضاً من حالات الإملاص.
ولبعض الاستثمارات في خفض معدل الوفيات النفاسية تأثير إيجابي على عدد حالات الإملاص ولكن تلك النتائج لا تُعطى الأهمية المستحقة. وقالت لون لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أنه "يمكن للحكومات طلب المزيد من الاستثمارات إذا قامت بشمل الإملاص في الأنشطة التي تقوم بها بالفعل".
ويكلف إنقاذ حياة الأمهات 23,000 دولار لكل وفاة يتم تجنبها، ولكن إذا تم إدراج حالات الإملاص فإن الرقم سينخفض إلى 2,700 دولار لكل حياة يتم إنقاذها. وأضافت قائلة: "رسالتنا الوحيدة هنا هي أن الرعاية أثناء الولادة قد تكون مكلفة ولكنها تعطيك أكبر قيمة لنفس التكلفة لو قمت بحسابها بصورة صحيحة".
aj/he-hk/dvh
Our ability to deliver compelling, field-based reporting on humanitarian crises rests on a few key principles: deep expertise, an unwavering commitment to amplifying affected voices, and a belief in the power of independent journalism to drive real change.
We need your help to sustain and expand our work. Your donation will support our unique approach to journalism, helping fund everything from field-based investigations to the innovative storytelling that ensures marginalised voices are heard.
Please consider joining our membership programme. Together, we can continue to make a meaningful impact on how the world responds to crises.