1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Iran

أفغانستان- إيران: مهدي، كانت يداي تؤلماني بسبب شدة ضيق الأصفاد""

Mehdi, 15, is an Afghan migrant who says he was beaten by Iran police and deported, unaccompanied, back to Afghanistan Mohammad Popal/IRIN

 في محاولة منها لإيجاد حلول طويلة الأجل لما يقدر بحوالي 1,4 مليون أفغاني غير مسجل يعيش داخل حدودها، قامت إيران العام الماضي باعتماد نظام يسمح للأفغان بدخول إيران بصورة قانونية بتأشيرات عمل.

ويقول المراقبون أن عدداً قليلاً من الأفغان استفاد من البرنامج الجديد، في حين يواصل المهاجرون الأفغان التدفق إلى إيران بصورة غير قانونية كل يوم بحثاً عن فرص عمل. ويتم إجبار المئات منهم كل يوم على العودة إلى أفغانستان بما فيهم القُصَّر والأطفال الذين لا مرافق لهم.

ويرى البعض أن عمليات الترحيل نابعة من دوافع سياسية. حيث أشار المعهد الأمريكي لبحوث السياسة العامة في عام 2010 إلى أن حكومة أحمدي نجاد تستخدم قضية اللاجئين لزيادة ضغطها على حكومة حامد كرزاي في أفغانستان".

وأضاف المعهد أنه "كلما أغضبت السياسات الأفغانية طهران، تهدد الحكومة الإيرانية بطرد جميع الأفغان الذين يعيشون على أراضيها، مع العلم أن طهران تعي أن الحكومة الأفغانية الهشة لا تملك القدرة على استيعاب عدد كبير من العائدين في ظل الظروف الاقتصادية والأمنية الحالية. وقد سبق لإيران أن قامت في بعض الأحيان بإعادة آلاف الأفغان إلى مناطق ينعدم فيها القانون في غرب أفغانستان دون سابق تنسيق مع السلطات الأفغانية أو المنظمات الدولية. وقد أدت عمليات الترحيل الجماعية هذه إلى أزمات إنسانية وتسببت في تقويض الأمن في جنوب وغرب أفغانستان وفي اضطرابات سياسية في كابول".

وفي هذا السياق، عاينت شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) الشهر الماضي عملية عبور 44 حافلة تقل مبعدين أفغان عبر الحدود الإيرانية الأفغانية، من بينهم أربعة جثث لأفغان ماتوا في إيران. وكان من بين المبعدين مهدي، البالغ من العمر 15 عاماً، والذي أطلع شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) على قصته قائلاً:

"ذهبت إلى إيران مع أسرتي عندما كان عمري 4 سنوات فقط، ولكن كوني أفغاني الجنسية حرمني من الالتحاق بالمدرسة. ونتيجة لذلك، فأنا الآن لا أعرف القراءة ولا الكتابة، وقد بدأت العمل في مواقع البناء منذ بلغت العاشرة من العمر. كانت مهمتي تقتضي حمل الأشياء الثقيلة مثل أكياس الأسمنت.

"لدي أخوان وأختان. والدي رجل مسن لا يستطيع العمل ويظل في المنزل برفقة أمي. أتولى وأخي الأكبر إعالة أسرتنا".

"كنت في المنزل في إيران* عندما جاء ابن عمي من قم لزيارتنا. كوننا في نفس العمر جعلنا نقضي أوقاتاً ممتعة خصوصاً بعد أن تمكنت من أخذ أجازة صغيرة لأقضي مزيداً من الوقت معه ومع أسرتي.

"طلب مني ابن عمي الذهاب معه إلى مركز تسوق قريب لكي نشتري بعض الأغراض، فوافقت على طلبه. وعندما خرجنا من الحافلة بالقرب من مركز التسوق قامت الشرطة الإيرانية بإلقاء القبض علينا ووضعوا الأصفاد في أيدينا. سألت رجل الشرطة عن سبب قيامهم بذلك ولكنه بدأ في سبي وركلي. تم اصطحابنا بعد ذلك إلى مركز الاحتجاز في غرفة مليئة بغيرنا من الأفغان من بينهم كبار وشباب في مثل عمري وأطفال أصغر مني بكثير.

"كانت يداي تؤلماني بسبب شدة ضيق الأصفاد. توسلت إلى رجل الشرطة الإيراني لكي يقوم بتوسيعها بعض الشيء ولكنه شدني من أذناي وبدأ في خبط رأسي على الحائط.

"قام أفراد الشرطة بضربي وابن عمي والعديد من الأفغان غيرنا في مركز الاحتجاز. كانوا يستعملون قطعة طويلة من المعدن لضربنا.
"كانت الغرفة صغيرة جدا وعدد المحتجزين داخلها كبيراً. أستطيع القول بأنه كان هناك على الأقل المئات منا في غرفة واحدة، خاصة أثناء الليل حيث كنا جميعا ننام ونحن جالسون لأنه لعدم وجود مساحة تكفي لاستيعابنا. كان الجو بارداً ولم يكن لدينا ما يكفي من البطانيات الدافئة.

"قبل أيام قليلة فقط كانت آثار القضيب المعدني الطويل لا تزال على جسدي. لن تستطيعوا إدراك مدى ما عانيته من ألم لأنكم لم تكونوا هناك. لا يعير رجال الشرطة اهتماماً لجنسك أو سنك بل يقومون فقط بضرب الجميع كالحيوانات.

"تم اصطحابي إلى معسكرات احتجاز مختلفة وإلى مراكز شرطة عديدة لمدة ثمانية أيام قبل أن يتم إحضارنا جميعاً إلى مركز الاحتجاز الموجود على الجانب الآخر من الحدود وترحيلنا.

"أنا الآن في مركز العبور الحدودي التابع للمنظمة الدولية للهجرة. تمكنت من الاتصال بأسرتي في إيران، وطلب مني أهلي الذهاب حاليا إلى كابول والمكوث مع عمي هناك. تم ترحيل ابن عمي قبلي بيومين.

"أنا مستاء جداً لأني لم أعد مع أسرتي. ولا أستطيع اللعب مع أختي الصغيرة ولا أستطيع أن آكل ما تطهوه والدتي. لا تستطيع أسرتي الحضور إلى أفغانستان لأننا لا نملك بيتاً هناك وقد سمعت أنه لا توجد فرص عمل... لا أدري كيف سأتمكن من البقاء على قيد الحياة في أفغانستان بدون أسرتي.

"لا أنكر أنني أشعر بالسعادة لكوني إنسان حر الآن. لا أحد يستطيع أن يهينني ولا أحد يستطيع القبض علي بدون أي سبب ويعذبني. إنه وطني وأنا أستطيع الذهاب إلى أي مكان دون التعرض لأية مشكلة".

mp/ha/cb-ais/amz

* تم حجب اسم المدينة لحماية عائلة مهدي"

Share this article

Our ability to deliver compelling, field-based reporting on humanitarian crises rests on a few key principles: deep expertise, an unwavering commitment to amplifying affected voices, and a belief in the power of independent journalism to drive real change.

We need your help to sustain and expand our work. Your donation will support our unique approach to journalism, helping fund everything from field-based investigations to the innovative storytelling that ensures marginalised voices are heard.

Please consider joining our membership programme. Together, we can continue to make a meaningful impact on how the world responds to crises.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join