على خلاف المنظمات الإنسانية الكبرى التي تجد صعوبات في الوصول إلى المحتاجين في المناطق المتضررة بالنزاع، لا يواجه متطوعو الهلال الأحمر الأفغاني الشباب أية صعوبات في الوصول إلى المتضررين المحتاجين إلى المساعدة بإقليم غزني. فقد أوضح غلام محمد مجاهد، مدير الهلال الأحمر في غزني لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) ذلك قائلاً: ليست لدينا أية مشاكل مع طالبان...فمتطوعونا يتمكنون دائماً من توصيل المساعدات الإنسانية للمتضررين من الكوارث الطبيعية أو النزاعات".
وفي الوقت الذي لا تستطيع فيه منظمات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية الكبرى الوصول إلى مناطق عديدة من البلاد بسبب تردي الأوضاع الأمنية، يتمكن متطوعو الهلال الأحمر الأفغاني غير المجهزين بالشكل الكافي من الاستجابة للتحديات الإنسانية في إقليمهم الفقير.
ويرى الخبراء بأن الجفاف ورداءة الخدمات الصحية وانتشار الفقر وتفاقم النزاع المسلح والفيضانات المتكررة هي من أهم المشاكل التي تضع آلاف الأشخاص بغزني على حافة أزمة إنسانية معقدة.
ومن أساسيات عمل المتطوعين المحافظة على أمنهم وسلامتهم، ويزيد من أهمية ذلك التزامهم بمبادئ وإرشادات الحياد وعدم الانحياز، إذ قال فايز أحمد، أحد المتطوعين، واصفاً السر وراء تمكنه من توصيل المساعدات الإنسانية إلى المناطق الواقعة تحت مراقبة كلا الطرفين المتنازعين: "نحن لا نظهر أية إشارات أو علامات تشير للحكومة الأفغانية أو القوات الأمريكية خلال عمليات توزيعنا للمساعدات".
أزمة الرهائن
وفي 19 يوليو/تموز، قامت قوات طالبان باختطاف 23 كورياً جنوبياً يعملون في منظمة إنسانية، وذلك أثناء سفرهم بالحافلة من العاصمة كابول إلى إقليم قندهار في الجنوب. ونفذت قوات طالبان تهديداتها باغتيال اثنين منهم بعد أن رفضت الحكومة الأفغانية الانصياع لمطالبها بالإفراج عن العديد من سجنائها المحتجزين في سجون السلطات الأفغانية.
وتمكن ممثلون عن قوات طالبان ودبلوماسيون كوريون من إجراء محادثات مباشرة في مكتب الهلال الأحمر الأفغاني بمدينة غزني يوم 10 أغسطس/آب، لتكون تلك هي المرة الأولى التي يحضر فيها وفد من قوات طالبان اجتماعاً رسمياً لمناقشة أنشطتهم المحرمة منذ الإطاحة بنظام طالبان عام 2001.
وتولت اللجنة الدولية للصليب الأحمر وشريكها المحلي، الهلال الأحمر، مهمة تسهيل هذا اللقاء الذي كان يهدف إلى التوصل إلى سبل "مربحة للطرفين" تمكن من إطلاق سراح 21 مختطفاً كورياً لا يزالون في قبضة طالبان.
وبعد ثلاثة أيام من بدء المفاوضات بين ممثلي طالبان والدبلوماسيين الكوريين في مقر الهلال الأحمر الأفغاني بغزني، أفرجت طالبان عن كيم كيونغ جا، 37 عاماً، وكيم جينا، 32 عاماً، اللذين تسلمتهما اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وقال ريتو ستوكر مدير بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في أفغانستان: "نحن سعداء لتمكننا من لعب هذا الدور ونحن فخورون لتوصنا إلى هذه النتائج في هذا الوقت المبكر [من المفاوضات]".
تسهيل المساعدات دخول الإنسانية
عندما يتعلق الأمر بالمحتاجين لمساعدتنا بسبب تضررهم جراء النزاع القائم، يجب ألا تتأثر جهودنا لمساعدتهم بانتمائهم أو مكان تواجدهم |
وبالرغم من ذلك، لا يزال الصليب الأحمر وشريكه الأفغاني، اللذان تمكنا من المحافظة على حق التواصل مع طرفي النزاع في أفغانستان، يحاولان توسيع مجال التدخل الإنساني في كل أنحاء البلاد. وقال ستوكر لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "عندما يتعلق الأمر بالمحتاجين لمساعدتنا بسبب تضررهم جراء النزاع القائم، يجب ألا تتأثر جهودنا لمساعدتهم بانتمائهم أو مكان تواجدهم".
"