1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Pakistan

باكستان: حلقة مفرغة من التلوث بالفلوريد والمرض والفقر

Rainwater harvest helps but due to inadequate rainfall its not a permenant solution. Tharparkar District in Sindh province Sumaira Jajja/IRIN
Women fetching water in Tharparkar District, Sindh province, Pakistan

 تعتمد ثارباركار في إقليم السند الباكستاني اعتماداً كبيراً على مصادر المياه الجوفية لعدم وجود أنهار فيها، إلا أن الخبراء أفادوا أن التلوث بالفلوريد يشكل مصدراً رئيسياً للمرض في المنطقة.

وفي هذا السياق، قال افتكار أحمد، الباحث في جامعة داو للعلوم الصحية DUHS أن "أكثر القرى تضرراً هي سامون ريند وكالاريو وناروفاري وسوكاني... ففي سامون ريند وحدها، يعاني أكثر من 300 شخص من السكان البالغ عددهم 950 نسمة من تسمم الأسنان والهيكل العظمي بالفلور".

وأضاف قائلاً: "أجرينا العديد من الفحوصات لهؤلاء الأشخاص لاستبعاد أي اضطراب وراثي...إن ضعف مناعة السكان هو نتاج سوء التغذية وانخفاض مستويات النظافة الشخصية".

ويتسبب امتصاص نسب عالية من الفلوريد في تسمم الأسنان والهيكل العظمي بالفلور وحدوث مشكلات في العظام والغدة الدرقية والكلى. كما يؤدي ذلك أيضاً إلى تشوهات مزمنة يتعذر شفاؤها في العظام والمفاصل.

وقد وجدت دراسة أجرتها جامعة داو للعلوم الصحية عام 2010، بالتعاون مع مجلس باكستان للبحوث العلمية والصناعية PCSIR ورابطة المياه والتعليم التطبيقي والطاقة المتجددة AWARE، وهي منظمة غير حكومية محلية، أن أكثر من 80 بالمائة من المياه الجوفية في المنطقة غير صالحة للاستهلاك البشري.

وقال أحمد الذي لا يزال يدرس المشكلة منذ عدة سنوات: "أثناء إجراء البحث هنا في ثار [ثارباركار]، رسمنا خريطة للمنطقة ككل...من المفترض أن يكون المستوى العادي للفلوريد في الماء جزءاً واحداً في المليون بينما يصل في الكثير من المواقع هنا إلى 13 جزءاً في المليون، ما يجعله غير صالح للاستهلاك البشري".

ووجدت دراسة أخرى أجرتها رابطة المياه والتعليم التطبيقي والطاقة المتجددة تحت عنوان "جودة المياه الجوفية في ثار: تحليل تفصيلي للأعوام 2003-2008" أن أكثر من 50 بالمائة من السكان يستخدمون ماء يحتوي على مذيبات تزيد عن 5,000 ملغم للتر الواحد. وقد ارتفع هذا الرقم في إحدى قرى نارواري إلى 20,000 ملغم للتر، وهو ما يتجاوز كثيراً الحد الأقصى الذي أقرته منظمة الصحة العالمية والذي يبلغ 1,500 ملغم للتر.

وكان عدد سكان ثار يقدر بنحو 1.23 مليون نسمة عام 2008. ويقدر المعدل السنوي للأمطار في المقاطعة بما يتراوح بين 100 و300 ملم فقط، وهذا سبب اعتمادها على المياه الجوفية.

الفقر

وقد دعا علي أكبر رحيمو، المدير التنفيذي لرابطة المياه والتعليم التطبيقي والطاقة المتجددة لإنشاء مشاريع تحلية للمياه ورفع مستوى الوعي في المنطقة.

وأوضح بالقول: "ما نحتاج إليه هنا هو محطات للتحلية وإزالة أيون الفلوريد" مضيفاً أن "الرابطة قامت بتركيب طواحين هواء للحصول على المياه من أعماق الأرض، وأنشأت محطات لتحلية المياه وإزالة الفلوريد في عدة قرى ولكن هذا لا يزال غير كاف".

غير أن اثنتين من محطات التحلية التي أنشأتها رابطة المياه والتعليم التطبيقي والطاقة المتجددة في ساجاي وسامون ريند مهجورتان الآن لنقص التمويل اللازم لشراء الوقود لتشغيلهما.

وقال رحيمو لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "المجتمعات فقيرة هنا ولا يمكنها جمع ما يكفي من المال لتشغيل هذه المرافق... على الحكومة الاتحادية وحكومات الأقاليم أن تأخذ المشاكل هنا بعين الاعتبار".

وأضاف أن "تالوكاس '[وهي منطقة فرعية] في عمركوت وتشاتشرو وميثي قد تأثرت بشدة بالتلوث بالفلوريد. ومع أن حفر آبار أعمق هو من الحلول الممكنة، إلا أن الناس هنا يفتقرون إلى الموارد اللازمة للحفر وصيانة هذه التجهيزات".

وقال أيضاً: "علاوة على ذلك، سيزيد ذلك العبء الذي تتحمله النساء، فهن من يتوجب عليه جلب الماء وسحب الحبل مسافة طويلة والانتظار لفترة أطول للحصول على الماء. قد تكون المضخات الشمسية مفيدة جداً في هذا الصدد، ولكن من جديد تبرز قضية التكلفة. إننا نعمل على مشروع لجمع مياه الأمطار ولكن هذا يعتمد إلى حد كبير على كمية الهطول".

تشوهات

ويقول السكان المحليون أن التشوهات تؤثر على الأسر، حيث أفاد موهان*، وهو مدرس في منتصف العمر من بلدة مالو بيل، التي تبعد 55 كيلومتراً عن ميثي: "بناتي جميلات ولكن تم رفض الزواج منهن عدة مرات لأن الضعف والمرض باد عليهن وبسبب مظهر أسنانهن السيئ...إنني مستعد لتقديم مهر جيد، ولكن قبل ذلك أتمنى أن أفعل شيئاً حيال الأسنان الصفراء وضعف العظام...بالإضافة إلى ذلك، ولدت ابنتي الكبرى ولدين مشوهين".

وقال طبيب محلي أن "بنات [موهان] وأحفاده يعانون من التهاب المفاصل وهم إما ضحايا للتسمم بالفلور أو لاضطراب وراثي".

ولكن موهان قال: "لا يعاني أحد في أسرتي من ضعف العظام أو تحدب الكتفين بهذا الشكل... قال لي الأطباء أن السبب قد يكون مياه الآبار عندنا. مع مرور السنين، تزايدت ملوحة المياه وأصبحت موحلة أكثر. أشعر أننا نستهلك السم ونحن نعلم ذلك...أتمنى وأصلي دوماً ألا يولد أي طفل في أسرتي بهذا التشوه [من جديد]".

* ليس اسمه الحقيقي

sj/eo/cb-sm/dvh

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join