يواجه آلاف النازحين عن منازلهم بسبب القتال الدائر بين القوات الحكومية والمسلحين في مقاطعة مهمند بشمال غرب باكستان درجات حرارة تحت الصفر وقد تم منعهم من مغادرة المقاطعة للبحث عن ملجأ لدى أقاربهم.
وفي مكالمة هاتفية مع شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) من مخيم كول الدنمركي، قالت مهرونيسا بيبي البالغة من العمر 35 عاماً، وهي أم لثلاثة أطفال: نشعر بالبرد طوال الوقت. فدرجات الحرارة هنا تصل لدرجة التجمد في الليل، وعلى الرغم من أننا نشعل نيران صغيرة إلا أن الأطفال يصرخون من البرد في بعض الأحيان".
وكانت الأسرة تخطط للانتقال للعيش مع أقاربها في بيشاور ولكنها قالت أنها لم تتمكن من القيام بذلك بسبب إغلاق حدود المقاطعة. ونتيجة لذلك انتهى الحال بمهرونيسا وأسرتها في المخيم.
وقال صافي خان، زوج مهرونيسا: "أعتقد أن الإغلاق جاء لمنع المسلحين من الفرار، ولكنه يعني أيضاً أن يضطر الناس مثلنا على البقاء في المخيمات وهذا أمر صعب نظراً للظروف هنا". وأخبر شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن القوات العسكرية رفضت السماح لهم بالخروج من المقاطعة.
ومهرونيسا وأسرتها هم من بين آلاف الأشخاص الذين نزحوا في مهمند- إحدى المقطعات القبلية على طول الحدود الباكستانية الأفغانية - بسبب العملية العسكرية التي بدأت هناك في 27 يناير بعد قيام المسلحين بتصعيد أنشطتهم في المنطقة.
وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قالت دنيا إسلام خان، مسؤولة الإعلام في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن "عدد القادمين من مهمند الذين تم تسجيلهم حتى الآن في مخيمات نحقي وكول وصل إلى 5,408 أسرة [ما يزيد عن 32,000 شخص]". وهذان هما المخيمان الوحيدان في المقاطعة.
وأضافت قائلة: "لا توجد لدينا إحصائيات لعدد الأشخاص الذين يعيشون مع أقاربهم في أماكن أخرى في المقاطعة أو يعيشون في مساكن مؤجرة".
وأوضحت أن الأعداد يمكن أن تتغير لأن مفوضية اللاجئين تعمل على تسجيل البيانات وتقوم بمسح من خيمة إلى أخرى للحصول على معلومات أكثر دقة عن أعداد الناس في المخيمين.
وقالت خان أن المفوضية قامت بتقديم حصائر للنوم وبطانيات وأغطية للأسر النازحة علاوة على المستلزمات الأخرى ولكنها أقرت بأن تلك الحاجيات قد لا تمنع الناس من الشعور بالبرد.
النساء يواجهن أكبر المصاعب
وطبقاً للمجلس النرويجي للاجئين- المنظمة غير الحكومية الدولية الوحيدة الموجودة في المنطقة - فإن النساء في المخيمات يواجهن أكبر المصاعب.
وقال المجلس في بيان بتاريخ 21 فبراير أن "التركيز الكبير للأسر الضعيفة جداً في المخيمات المؤقتة يخلق تحدياً تشغيلياً لوكالات الإغاثة وقلقاً متزايداً على السلامة البدنية لطالبي المأوى".
وأضاف البيان أن "لدى المجلس النرويجي للاجئين قلق خاص بشأن وضع النساء اللائي يصعب مساعدتهن بصورة مباشرة نتيجة للمعايير الثقافية الصارمة في مهمند. ومن المرجح أن تواجه النساء أكبر احتياجات الحماية نتيجة النزوح".
ويعتقد المركز النرويجي للاجئين أيضاً أن الجرحى أو المرضى قد يكونوا محاصرين في مناطق القتال.
وقالت مهرونيسا: "يوجد هنا نساء بمفردهن ولكن عدد عاملات الإغاثة قليل جداً وهذا يجعل الأمور صعبة حيث لا تنخرط النساء من منطقتنا في أي تعامل مع رجال ليسوا من أفراد الأسرة".
وقد أعاق الموقف الأمني المتقلب في البلاد عمل المنظمات غير الحكومية خلال الأعوام القليلة الماضية مع إجبار البعض منها على إغلاق مكاتبها بصورة مؤقتة بعد الهجمات التي تعرض لها موظفوها.
kh/eo/cb-hk/dvh
Get the day’s top headlines in your inbox every morning
Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.
DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.
Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.
It’s the perfect way to start your day.
Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.