1. الرئيسية
  2. Americas
  3. Haiti

معايير البحث والإنقاذ تبلغ عامها العشرين

Rescuer at work, Leogane, Haiti, Jan 2010 Phuong Tran/IRIN
Rescuer at work, Leogane, Haiti

عندما ضرب زلزال بقوة 8.1 درجة على مقياس ريختر مكسيكو سيتي عام 1985، بحثت فرق الاستجابة للكوارث نفس المباني مراراً وتكراراً، وخلال جهود البحث والإنقاذ التي تلت زلزال 1986 في السلفادور، اصطدم فريقا إنقاذ أوروبيان حول النهج المناسب للقيام بالمهمة.

وقال جو بيشوب، وهو مستشار إدارة الطوارئ، أنه منذ عشرين عاماً كانت أعمال البحث والإنقاذ الدولية "فوضوية للغاية... فقد كان المجال مفتوحاً أمام الجميع، ولم يكن هناك قاسم مشترك على الإطلاق... كما كانت الأدوات المستخدمة غير مناسبة أبداً لهذه المهمة... وكان كل ذلك على حساب المتضررين".

ولكن الوضع تغير مع إنشاء الفريق الاستشاري الدولي للبحث والإنقاذ في شهر ديسمبر قبل 20 عاماً. وأضاف بيشوب قائلاً: "اعتقد أنه ما زال هناك الكثير الذي يتعين القيام به، ولكننا قطعنا شوطاً كبيراً منذ وقوع زلزال المكسيك في 1985".

ويتفق معه في الرأي ينس كريستنسن، وهو مسؤول في الأمم المتحدة تم إنقاذه من بين الأنقاض بعد خمسة أيام من زلزال 12 يناير 2010 في هايتي، حيث قال: "لقد قطع الفريق الاستشاري الدولي للبحث والإنقاذ شوطاً طويلاً خلال الـ 20 عاماً الماضية".

وكانت الاستجابة الدولية للزلزال الذي ضرب هايتي الأكبر من نوعها على الإطلاق. وأوضح كيل لارسون، أحد كبار مستشاري الحكومة السويدية، أن "أفضل ما في ذلك حقيقة أن فرق البحث والإنقاذ بالمناطق الحضرية أنقذت عدداً أكبر من الأرواح من أية استجابة لزلزال آخر خلال العشر أو العشرين عاماً الماضية".

بدورها، قالت نيهان اردوغان، مسؤولة الشؤون الإنسانية في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) وعضو فريق الأمم المتحدة لتقييم الكوارث والتنسيق في هايتي، أن عملية البحث والإنقاذ في هايتي "سمحت للفريق الاستشاري الدولي للبحث والإنقاذ بتعلم دروس هامة".

وقد عقد الفريق الاستشاري الدولي للبحث والإنقاذ اجتماعه الدولي الأول في كوبي باليابان، في شهر سبتمبر، جامعاً بذلك 200 مشارك و79 بلداً وثماني منظمات دولية. وقد أطلق الاجتماع الذي شارك في تنظيمه مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) احتفالات الذكرى العشرين لانشاء الفريق الاستشاري الدولي للبحث والإنقاذ، وأحيى الذكرى الخامسة عشرة لزلزال هانشين العظيم في كوبي.

وتعتقد اردوغان أن الإنجاز الرئيسي للاجتماع هو إعلان هيوغو الذي اعتمد من قبل جميع الدول الأعضاء المشاركة. وأضافت أن الخطوة المقبلة هي تحقيق "فهم مشترك واستراتيجية مشتركة لإحداث فرق كبير على المستوى التشغيلي".

الدروس المستفادة

وتعتقد اردوغان أن أكبر درس تعلمه الفريق الاستشاري الدولي للبحث والإنقاذ على مر السنين هو الاتفاق على الحد الأدنى من المعايير الدولية. وفي إشارة إلى تجربتها في هايتي، قالت: "لقد كان تنسيق عمليات البحث والإنقاذ بالمناطق الحضرية تحدياً كبيراً، نظراً لأن الفرق كانت تملك آراء ومناهج مختلفة تماماً حول التدابير الأمنية".

وفي 16 ديسمبر 2002، صادق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 57/150 على وضع معايير دولية وبناء قدرات البحث والإنقاذ بالمناطق الحضرية بهدف تحسين كفاءة وفعالية عمليات البحث والإنقاذ الدولية، ولكن التحدي المتبقي كان اعتماد الفرق الدولية المؤهلة للبحث والإنقاذ بالمناطق الحضرية. ومن الإجراءات التي سبق اتخاذها لمعالجة هذه الفجوة إجراء الفريق الاستشاري الدولي للبحث والإنقاذ لعملية التصنيف الخارجي التي بدأت في 2005 لتحديد الفرق المؤهلة.

وأفادت اردوغان أن "هايتي كانت أول كارثة كبيرة استخدمت فيها الفرق المصنفة". وفي ضوء ما حدث في هايتي، "نحن نعلم جيداً الآن أن التصنيف الخارجي الذي يقوم به الفريق الاستشاري الدولي للبحث والإنقاذ قد نجح بامتياز". مع ذلك، فمن أصل 60 فريقاً دولياً للبحث والإنقاذ بالمناطق الحضرية استجاب لزلزال هايتي، كانت ثماني فرق فقط مصنفة من قبل الفريق الاستشاري الدولي للبحث والإنقاذ، حيث أشار لارسون إلى "أن العملية مكلفة وبطيئة إلى حد ما".

وقد يستغرق فريق البحث والإنقاذ بالمناطق الحضرية الدولية سنوات لإكمال عملية التصنيف، كما أفادت اردوغان، وقائمة الانتظار للتأهل لتصنيف الفريق الاستشاري الدولي للبحث والإنقاذ تمتد حتى 2014. وأضافت أنه بمجرد حصول أي فريق على التصنيف، فإننا نبدأ "بتحدث اللغة نفسها وفعل الشيء نفسه".

من جهته، قال ماريوش فلتيناوسكي، قائد الفريق المصنف للبحث والإنقاذ بالمناطق الحضرية في بولندا، في عرض للاستجابة لزلزال هايتي أن "التعاون مع الفرق المصنفة الأخرى تم دون أخطاء تقريباً، وهذا حدث لأن الفرق عملت وفقاً لنفس المعايير، وبمعدات متشابهة وبشكل رئيسي لأنها كانت تعرف بعضها البعض".

بناء القدرات

أما الدرس الآخر فكان الحاجة إلى تعزيز القدرات على المستويات المحلية والوطنية والدولية. فبسبب ضيق الوقت وطول المسافات، قد تمر 48 ساعة على الأقل قبل وصول فريق إنقاذ دولي في حالات الطوارئ.

وقال لارسون: "إذا استطعنا نشر هذه المنهجية على جميع مستويات وطبقات الاستجابة، سنتمكن عندها من إنقاذ المزيد من الأرواح. وإذا تم تدريب الفرق الوطنية، يمكنها عندئذ التعاون معاً والعمل على نحو أفضل مع الفرق الدولية في عملية الإنقاذ".

ويسعى الفريق الاستشاري الدولي للبحث والإنقاذ الآن إلى تصنيف الفرق الوطنية. وأشار توني فريش، رئيس الفريق الاستشاري الدولي للبحث والإنقاذ، أنه على الرغم من أن فوائد عملية التصنيف الخارجي في ضمان الحد الأدنى من المعايير التشغيلية الدولية ومطابقة الاحتياجات بالقدرات ظهرت جلياً في هايتي، إلا أن أهمية إدخال الحد الأدنى من المعايير ومنهجية مماثلة على الصعيد الوطني أصبحت واضحة تماماً كمفتاح لتحسين التأهب لمواجهة آثار الزلازل".

"ما بعد الأنقاض"

ودرس آخر تناوله الاجتماع الدولي في كوبي كان مفهوم "ما بعد الأنقاض". فقياساً على حريق محلي والاستجابة التي تقوم بها دائرة الإطفاء المحلية، أشار لارسون إلى أن رجال الإطفاء لا يأتون ويخمدون الحريق ثم يغادرون فحسب. فهناك إجراءات تتبع إخماد الحريق مثل نقل الضحايا والتعامل مع الصدمات النفسية وغيرها. وأضاف أن هناك مجالاً لتحسين الآداء في مرحلة ما بعد وقوع الكوارث.

وخلال هذه الفترة في هايتي، كان ينظر إلى توسيع دور فرق البحث والإنقاذ بالمناطق الحضرية كإضافة قيمة إلى المساعدة الإنسانية الشاملة، حيث قاموا بتقييم سلامة المباني العامة الحيوية واستعادة المعدات التالفة وجمع المتوفين. وقد أصبح الاعتراف بأهمية مرحلة إعادة الإعمار جانباً هاماً من جوانب تفكير فرق البحث والإنقاذ بالمناطق الحضرية حول الاستجابات المستقبلية للكوارث.

البحث والإنقاذ الدولي بالمناطق الحضرية

ويشمل الفريق الدولي النموذجي للبحث والإنقاذ بالمناطق الحضرية مكونات البحث والإنقاذ والعناية الطبية، فضلاً عن الدعم الإداري واللوجستي، ويمكن نشره في غضون ثماني ساعات من الإخطار بحدوث حالة طوارئ. ويتألف الفريق المتوسط من 20 إلى 60 عضواً أما الانتنشار الدولي الكبير فيتطلب من 80 إلى أكثر من 100 عضو.

وقال بيشوب أنه "في معظم عمليات البحث يتم إنزال الكلاب في البداية، ولكن هناك حاجة أيضاً لوجود مهندسين إنشائيين وأطباء بيطريين ومسعفين. ويمكن للفريق البقاء في المهمة لمدة 10 إلى 14 يوماً قبل وصول امدادات جديدة، ولكن الفعالية التشغيلية لانقاذ الحياة محدودة بحوالي أربعة أيام. "فمعدل البقاء على قيد الحياة ينخفض بشكل كبير بعد اليوم الرابع".

وأضاف أن "السكان المحليين يقومون بـ 90 بالمائة من عمليات الإنقاذ، [بينما] تتعامل الفرق الدولية مع عمليات الإنقاذ عبر الاختراق العميق التي يطول أمدها".

مكاسب سياسية

وقال مسؤول كبير في مجال العمل الإنساني أنه "من الواضح جداً" أن الدول اكتسبت صورة إيجابية في وسائل الإعلام بسبب فرق البحث والإنقاذ الخاصة بها. بالإضافة إلى ذلك، فهي وسيلة جيدة لصقل المهارات وتطوير "التجارب الحياتية الحقيقية" لاستخدامها في بلادها.

مع ذلك، وكما أشار بيشوب، "يتم نشر هذه الفرق مجاناً، وهي لا تكلف البلد المتضرر سنتاً واحداً إذ أن المحرك الأساسي لها هو تقديم الإغاثة الإنسانية". وأضاف أن الاستثمار الذي يقومون به في البلدان الضعيفة هو الاستثمار الصحيح، فالمعدات والتدريب وتكاليف الصيانة ستكون غير مستدامة في كثير من البلدان".

ورغم عدم وجود "ما يمنع شخص طيب من القدوم مع كلب ومعول... فإن أسرة الفريق الاستشاري الدولي للبحث والإنقاذ تعمل على تصفية ['سياحة الكوارث']،" كما أفاد بيشوب.

kz/bp/mw-ais/dvh


This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join