وصلت أسعار المواد الغذائية إلى أعلى مستوياتها منذ أزمة 2008، وفقاً لإحصائيات جديدة صادرة عن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو).
ففي منتصف 2008، وصلت الأسعار العالمية للمواد الغذائية إلى أعلى مستوى لها منذ 30 عاماً مما أثار واحدة من أسوأ الأزمات الغذائية في الآونة الأخيرة مما أدى إلى إسقاط حكومة واحدة على الأقل والدفع بأكثر من مليار شخص إلى خانة الجوع.
وقال عبد الرضا عباسيان، أمين الفريق الحكومي الدولي المعني بالحبوب في الفاو أن متوسط أسعار الأغذية العالمية - بما في ذلك أسعار الحبوب وزيت الطبخ واللحوم ومنتجات الألبان - قد ارتفع 25 بالمائة في ديسمبر 2010 مقارنة بما كان عليه في ديسمبر 2009.
وعلى الرغم من أن متوسط أسعار الحبوب مثل الذرة والقمح والأرز ارتفعت بنسبة 39 بالمائة عن مثيلتها في ديسمبر 2009، إلا أنها لا تزال أقل بنسبة 13 بالمائة عن الذروة التي بلغتها في يونيو 2008.
وقد تسبب الطقس العاصف وتقلب الأسعار في هذا الارتفاع خلال النصف الثاني من عام 2010. فقد بدأت الأسعار في الارتفاع في يوليو 2010 بعد أن ضرب الجفاف والحرائق روسيا وأوكرانيا، من أكبر منتجي القمح في العالم. وبحلول سبتمبر 2010 ارتفعت أسعار القمح بين 60 و80 بالمائة في الوقت الذي حظرت فيه روسيا الصادرات.
كما تعرضت كندا، وهي منتج رئيسي آخر للقمح، لأحوال جوية سيئة. ومنذ نوفمبر، أثر الجفاف الممتد على محصولي فول الصويا والذرة في الأرجنتين، التي تعد من أكبر منتجي هذه الأصناف في العالم، في الوقت الذي قد تؤثر فيه الفيضانات في أستراليا، التي تعتبر مصدراً هاماً للقمح العالي الجودة، على الأسعار.
وأضاف عباسيان: "أنا أقل تفاؤلاً مما كنت عليه في نوفمبر إذ لا يوجد لدينا الكثير من الأخبار السارة ... مع ذلك قد يكون لدينا محاصيل وفيرة لاحقاً في كل مكان وقد تنهار الأسعار – لا أحد يمكنه التنبؤ بذلك. لكن في الوقت نفسه لن تنخفض الأسعار وهناك احتمال قوي أن تبقى مرتفعة لمدة عامين".
ويعد ارتفاع أسعار المواد الغذائية خبراً ساراً بالنسبة للمزارعين إذ يشجعهم على زراعة المزيد من المحاصيل. ولكن عباسيان قال أن "العديد منهم يميلون إلى أن التنويع في المحاصيل مما قد يؤثر على إمدادات محصول بعينه".
كما يثير عدم وضوح إمدادات الذرة في الصين القلق، حيث قال عباسيان أن "الإحصائيات الصينية تشير إلى أنهم يملكون كميات قياسية من المحاصيل لكن تضخم أسعار المواد الغذائية كبير جداً". وإذا اقتحمت الصين السوق بطلبيات كبيرة في 2011 فإنها قد تسبب اضطراباً في الإمدادات عالمياً.
وأشار إلى أنه على البلدان ذات المحاصيل الوفيرة أو التي تمتلك مخزونات كافية من المواد الغذائية الأساسية أن تحافظ على احتياطي استراتيجي. كما ينبغي على البلدان المستوردة للغذاء التفكير استراتيجياً والتفاوض على شروط تجارية ملائمة.
من جهة أخرى، قد يؤثر ارتفاع أسعار الوقود، التي تخطت حاجز الـ 90 دولاراً للبرميل الأسبوع الماضي، على إنتاج الأغذية وتوزيعها في 2011.
jk/he-dvh
Our ability to deliver compelling, field-based reporting on humanitarian crises rests on a few key principles: deep expertise, an unwavering commitment to amplifying affected voices, and a belief in the power of independent journalism to drive real change.
We need your help to sustain and expand our work. Your donation will support our unique approach to journalism, helping fund everything from field-based investigations to the innovative storytelling that ensures marginalised voices are heard.
Please consider joining our membership programme. Together, we can continue to make a meaningful impact on how the world responds to crises.