1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Syria

اللاجئون العراقيون في سوريا...حرقة الانتظار للحصول على أطراف صناعية

Dozens of refugees living with disabilities, mostly children, are waiting for treatment and artificial limbs Rebecca Murray/IRIN

 محمد* البالغ من العمر 38 عاماً الذي بترت ساقه اليمنى من فوق الركبة هو واحد من العديد من اللاجئين العراقيين الذين ينتظرون الجراحات الترقيعية في عيادة العظام بالفرع السوري لمنظمة تير ديزوم" Terre des hommes  الخيرية.

تزوج محمد، الذي ينتمي إلى الطائفة السنية من زوجته الشيعية منذ تسعة أعوام. وكان كلاهما يعمل في التدريس ولديهما ثلاث بنات. ولكن بعد أن أثار الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق عام 2003 أعمال عنف طائفية، قال محمد أنه تلقى تهديدات من جيش المهدي لأنه كان يعيش في منطقة شيعية.

ووفقاً له، قامت الميليشيات باختطافه في عام 2006 للحصول على فدية ومن ثم تعليقه بالسلاسل وتعذيبه. كما أوضح أن مختطفيه قطعوا رجله اليمنى بمثقاب كهربائي مما استدعى بترها بعد وقت قصير بسبب أصابتها بالغرغرينة.

وبعد تحريره من الأسر أخيراً أثناء عملية عسكرية للجيش الأمريكي، قام محمد بتقديم شهادة ضد من عذبوه وحزم أمتعته وغادر إلى دمشق.

وينتظر محمد الآن عملية جراحية لتصويب عظام الفخذ اليمنى الملتوية ليتمكن بعدها من التخلي عن عكازيه الثقيلين والتقدم بطلب للحصول على أطراف صناعية.

ولأنه ممنوع من العمل في سوريا ولاعتماده الكامل على المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين للحصول على حصص غذائية وراتب شهري، فإن أسرته تنتظر بفارغ الصبر إعادة توطينها في بلد ثالث.

ويقول محمد أن المفوضية أوصت بأن يتلقى هو وابنته المنطوية على نفسها مشورة ضد الاكتئاب ويعترف أنه ينفس عن غضبه بضرب زوجته وبناته وأنه فكر مراراً في الطلاق.

وفي فناء منظمة "تير ديزوم" الخيرية، لا تعتبر قصة محمد أمراً غير مألوف بين المرضى،  وغالبيتهم من العراقيين الذين أصيبوا في أعمال عنف استخدمت فيها السيارات المفخخة والذخائر غير المنفجرة ووسائل التعذيب والأسحلة الكيماوية.

وقال أخصائي العظام خالد زينون: "نصف عملنا فني ونصفه الآخر  نفسي. فمن المهم خلق علاقة خاصة مع المريض".

ويوجد حالياً 153 ألف عراقي مسجلين لدى المفوضية السامية للأم المتحدة لشؤون اللاجئين في سوريا من إجمالي أكثر من 290 ألف لاجئ منذ 2003. ويقدر عدد العراقيين الذين لجؤوا إلى سوريا بحثاً عن المأوى بحوالي مليون ونصف عراقي خلال ذروة النزاع.

ولكن منظمة "تير ديزوم" الخيرية مثقلة بطلبات اللاجئين، إذ لا يوجد في سوريا سوى عدد قليل من مرافق إنتاج الأطراف الصناعية وتعتمد المنظمة الخيرية بصورة كاملة على الجهات المانحة الخاصة. وقد قامت "تير ديزوم" بصناعة ما يقدر بحوالي 480 طرفاً صناعياً ولديها منح معتمدة  لـ35 طرفاً صناعياً آخراً. ويقول زينون أن لديه نحو 150 لاجئ من ذوي الاحتياجات الخاصة، معظمهم من الأطفال الذين لا زالوا بانتظار العلاج والتمويل اللازم له.

وأضاف قائلاً: "كل حالة مختلفة عن الأخرى تماماً ونحن نحاول تقديم حلول حسب الطلب لكل مريض باستخدام مواد مستوردة بصورة كبيرة من أوروبا".

وأوضح أن "الأطراف الصناعية الإلكترونية المتطورة قد تكلف ما بين 5 آلاف يورو (6,608 دولاراً) و20 ألف يورو (26,432 دولاراً)"، مضيفاً أن "الأطراف التي نصنعها هنا تكلف حوالي 2,000 يورو (2,643 دولاراً). وهي أطراف أساسية تماماً ولكنها تسمح للناس بالمشي وأداء وظائفهم".

العيوب الخلقية

ولدت هبة البالغة من العمر أربعة أعوام بعيب وراثي، فقد توقفت ساقيها في منطقة فوق الركبة عن النمو.

وقال والدها فادي أنه وزوجته رنا حوصروا وسط قتال عنيف في منطقة بغداد بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق. وعندما فرت الأسرة أخيراً إلى سوريا عام 2005 كانت رنا حامل في شهرها السابع بطفلتها هبة. وقد عزا الأطباء في مستشفى دمشق حيث ولدت هذا التشوه إلى الحرب الكيماوية.

ويقول فادي أن هبة تعاني أوقاتً صعبة جداً في المدرسة مضيفاً أنه "أثناء فترات الراحة يخرج الأطفال للعب ولكنها لا تستطيع ذلك. وتشعر بأنها معزولة لأنها مضطرة للبقاء في حجرة الدراسة".

وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية والحكومة العراقية في أكتوبر عن القيام بتحقيق مستمر في العيوب الخلقية في أنحاء العراق بعدما قامت تقارير إعلامية واسعة النطاق بتسليط الضوء على معدل مخيف للتشوهات الناجمة عن الإشعاع والأسلحة الكيماوية في الفلوجة.

وفي مركز منظمة "تير ديزوم" الخيرية ترتدي هبة زوجاً من الأرجل الصناعية المصنوعة خصيصاً لها وتقوم بممارسة المشي عبر فناء المركز.

وشرح زينون قائلاً: "في البداية يشعر المرضى بالكثير من الألم. فهم بحاجة لفترة طويلة من التعود على الطرف الصناعي على المستوى النفسي أكثر منه على المستوى الجسدي. كما أنهم بحاجة إلى التعايش معه ثم إجبار الآخرين على معاملتهم بطريقة جيدة. وذلك ليس بالأمر السهل".

ويعترف زينون أن الأطراف المخصصة للأطفال تكون مكلفة لأنهم ما زالوا في مرحلة النمو.

بدوره، قال والد هبة: "نحن نعتمد على الجهات المانحة الخاصة ولكن لا يمكن التكهن بها"، مضيفاً أن الأسرة لا تتلقى مساعدات إضافية. وأضاف قائلاً: "أشعر بالندم لأنني بدأت هذه العملية فأنا لا أعرف كيف أستبدلهما".

*ليس اسمه الحقيقي

rm/mw-hk/dvh

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join