عادت كيهكاشان بيبي، البالغة من العمر 30 عاماً، لتوها إلى منزلها مع ابنتها الرضيعة. تنتشر بقع حمراء على جسد الطفلة التي تبلغ سنة من العمر وتخشى كيهكاشان أن تكون مصابة بالحصبة التي أودت بحياة 11 شخصاً في منطقة دادو، في إقليم السند الجنوبي.
وعبرت كيهكاشان، التي تعيش في قرية بالقرب من مدينة دادو، عن قلقها قائلة: "تعاني طفلتي من الحمى أيضاً وقد أخذتها إلى قابلة لتفحصها، ولكنها ليست متأكدة من حقيقة المرض ولذلك سنقوم باصطحابها إلى العيادة المحلية". وتعمل القابلات كعاملات رعاية صحية أساسية في مناطق ريفية كثيرة حيث المرافق شحيحة.
وقال توماس غورتنر، مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في إقليم السند، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "لقد تم تأكيد وفاة 11 طفلاً بسبب الحصبة من قبل مسؤولي الصحة هنا". ورداً على ذلك، أمر مسؤولو الصحة في دادو بفتح المزيد من مراكز التطعيم في المستشفيات وتكثيف حملات التطعيم في المخيمات.
بدوره، قال اشتيوي أبو زياد، القائم بأعمال ممثل منظمة الصحة العالمية في حيدر أباد بإقليم السند، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "لقد بدأنا حملة كبيرة ضد الحصبة، بما في ذلك حملة التطعيم التي بدأت قبل عيد الأضحى [17 نوفمبر]. هذه الحملة مستمرة بينما نقوم بدارسة الخطط المستقبلية وكيفية المضي قدماً مع اليونيسف والسلطات الصحية المحلية. لست متأكداً ما إذا كانت الحصبة تحت السيطرة تماماً بعد، ولكنني أعتقد أنه قد تم الإبلاغ عن حالات قليلة فقط ونحن نقيم الموقف".
وقد تم تلقيح حوالي 4,000 طفل ضد الحصبة في الأسبوعين الماضيين، حيث قال أبو زياد: "إننا نغطي الآن 95 بالمائة من النازحين، وأستطيع أن أقول الأمور تتحسن".
وكانت الحصبة تهلك نحو 58 طفلاً يومياً مع استمرار ورود تقارير عن تفشي المرض في أجزاء مختلفة من البلاد.
وتقدر منظمة الصحة العالمية عدد الأطفال الذين يصابون بالحصبة سنوياً بنحو 2.1 مليون طفل، مما يسفر عن وفاة 21,000 تقريباً كل عام بسبب المضاعفات.
وقال أفا غول أفريدي، مسؤول الإعلام والمناصرة بمنظمة الصحة العالمية، في تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) من إسلام أباد أن "أفضل وسيلة لمنع الحصبة هي التحصين ثم التحصين ثم التحصين. وتشمل الوسائل الأخرى المهمة التغذية المحسنة وجرعة من فيتامين (أ)، الذي يحسن استجابة جهاز المناعة".
وأوضح عبدول أحمد، وهو طبيب في دادو: "في حالات مثل تلك التي طرأت جراء الفيضانات، عندما يجبر العديد من الأشخاص على العيش على مقربة من بعضهم البعض في المخيمات، تصبح مستويات النظافة سيئة ولا تكون التغذية دائماً كافية، وتكون هناك فرصة أكبر لانتشار جميع الأمراض المعدية".
كما يلعب انعدام الوعي دوراً أيضاً في انتشار المرض، حيث قال نظام سعيد، البالغ من العمر 35 عاماً: "لم تكن لدي أدنى فكرة عن خطورة الحصبة. لم يحصل أطفالي الثلاثة الذين تقل أعمارهم عن عشر سنوات على التطعيم، ولكن بعد أن سمعت عن المخاطر المحتملة في التلفاز أنوي أخذهم إلى عيادة ليحصلوا على التطعيم".
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، كانت هناك ثماني حالات حصبة في منطقة غوتكي في السند، و20 حالة في دادو، و11 حالة في كاشمور وثلاثة في مقاطعة ناوشيرو فيروز، بالإضافة إلى الوفيات التي حدثت في دادو. وقد تم الإبلاغ عن حالة واحدة خارج إقليم السند، في إقليم خيبر باختونخوا الشمالي. ومنذ نهاية الفيضانات، حذرت منظمة الصحة العالمية من استمرار خطر انتشار الأمراض بين الضحايا.
kh/mw-ais/dvh
"