أغلق مخيم المناذرة للنازحين الذي يقع على مشارف مدينة النجف جنوب العراق أبوابه أمام النازحين الجدد، مجبراً بذلك العديد من العراقيين الهاربين من العنف في بغداد والمحافظات المجاورة على إيجاد مناطق أخرى للنزوح.
وأخبرت العائلات التي حاولت الوصول إلى هذا المخيم شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بأنها تبحث يائسة عن مكان للاستقرار بعد أن بدأت الأمراض تصيب أطفالها من شدة الحر وانعدام الطعام والمأوى.
وقالت أم عبير، وهي أم لأربعة أطفال اضطرت مؤخراً للنزوح بسبب العنف الطائفي الدائر في بغداد: إننا نحاول منذ خمسة أيام مضت أن ندخل إلى أحد المخيمات في النجف... ولكن، إلى الآن، لم يقدم لنا أي أحد المساعدة، وبدأ المرض يداهم طفليّ الصغيرين".
وأضافت قائلة: "من الصعب علينا رؤية الناس يحصلون على كافة احتياجاتهم داخل المخيمات بينما نبقى نحن في الخارج نعاني من الجوع والتعب والأوساخ. يجب توفير الرعاية لنا قبل أن نُستَهدف أو نموت في هذا الطقس الحار، فلا يوجد أي مكان نأوي إليه ولا نجد سوى أوراق الجرائد نقي بها رؤوسنا من حر الشمس".
غير أن مثنى علي زيد، المسؤول الإعلامي لدى مجلس محافظة النجف صرح بأن المجلس لا يستطيع تقديم المزيد من المساعدات للقادمين الجدد موضحاً بأن "العديد من المخيمات ممتلئة بالكامل، وإذا سمح للمزيد من العائلات بالدخول إليها فإن النازحين الحاليين سيفقدون ما كانوا يحصلون عليه من مساعدة".
ويقع مخيم المناذرة في مصنع قديم للأخشاب بالقرب من أبو سخير سايلو في محافظة المناذرة الواقعة على بعد 18 كلم جنوب مدينة النجف. أما المخيم نفسه فيقع على بعد كيلومتر واحد أسفل الطريق الرملي المنشق عن الطريق الرئيسي الرابط بين محافظة المناذرة ومدينة النجف.
وكانت وزارة شؤون المشردين والهجرة العراقية قد أقامت المخيم في يناير/كانون الثاني 2007 بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر العراقي لإيواء العائلات التي كانت تعيش في مستوطنات تم تفكيكها ، وفقاً للتقرير الذي أصدرته المنظمة الدولية للهجرة حول مخيمات النازحين في العراق في يونيو/حزيران-يوليو/تموز.
ويدير المخيم حالياً مكتب النجف التابع لوزارة شؤون المشردين والهجرة وهو يأوي حوالي 230 عائلة [أي حوالي 1,150 شخص].
وقال زيد أن سياجاً أمنياً جديداً أقيم حول المخيم جعل من المستحيل على القادمين الجدد دخوله. وأضاف قائلاً: "نحن نعلم أن الناس يحتاجون لإنقاذ أرواحهم ولكن علينا أن نفهم بأن إيواء المخيم لأكثر مما يستطيع استيعابه من العائلات سيزيد الوضع السائد فيه سوءاً. لا نستطيع أن نجعل المزيد من الأطفال يموتون في المخيم، فإذا قدم المزيد من النازحين يصبح احتمال انتشار الأمراض أعلى بكثير".
ووفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فقد توفي ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين سنة وثلاث سنوات حتى منتصف شهر يوليو/تموز بسبب الحر الشديد وارتفاع خطر الإصابة بالجفاف.
وقالت أنيتا رامان، الموظفة الإعلامية المساعدة بوحدة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الخاصة بالعراق، بأن المخيم لا يحتوي على أنظمة للتبريد، ولا على الرعاية الصحية، وبأن النازحين يعيشون فيه ظروفاً اقتصادية صعبة بسبب قلة فرص العمل.
عدم توفر الأراضي
إقرأ أيضاً |
وحول هذه القضية قالت دينا يوسف، وهي مسؤولة رفيعة المستوى لدى الوزارة: "نحن نحاول أن نحصل على موافقة أصحاب الأراضي المجاورة لبناء مخيمات ولكن للأسف البعض منهم يعارض الفكرة كلياً إذ يقولون بأن ذلك سيؤثر على الزراعة وعلى ظروفهم المعيشية".
ووفقاً للإحصاءات التي تقوم بها كل من وزارة شؤون المشردين والهجرة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية، يوجد حوالي 2.2 مليون نازح في العراق، 1,011,870 منهم شردوا خلال الستة عشر شهراً الأخيرة. وتأوي النجف وحدها حوالي 53,970 نازح بينما تستمر العائلات بالتنقل داخل المحافظة بحثاً عن مناطق أكثر أمناً.
"