1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Pakistan

باكستان: مستشفيات ترزح تحت نير الطائفية

Hospital staff treating blast victims must now battle increased personal danger Abdul Majeed Goraya/IRIN

 لا تتوقف الانقسامات الدينية والسياسية والعرقية عند حصد مئات الأرواح في كراتشي، أكبر مدن باكستان، ولكنها تؤثر أيضاًعلى فرص بقاء الجرحى الراقدين في المستشفيات على قيد الحياة.

وفي هذا السياق، قال طبيب بقسم الطوارئ في المستشفى المدني بكراتشي، أحد أكبر المستشفيات العامة في المدينة، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "إننا نعاني من ضغط شديد بعد أي هجوم إرهابي. ففي وقت سابق، عج قسم الطوارئ بناشطين من مختلف الأحزاب السياسية يهددوننا بعدم معالجة مرضى الجماعات المنافسة لهم. وهم يستخدمون جميع تكتيكات التأخير من إغلاق المداخل إلى الضرب على الأبواب وإساءة معاملة الموظفين. وقد بدأنا الآن نتلقى مكالمات [من المسلحين] أيضاً".

وأضاف الطبيب، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن "أحد الأحزاب القائمة على الانتماء العرقي قوي لدرجة أنه يمنع أطباء المناوبة من القيام بأعمالهم فور وصول الجرحى. يوجد في المبنى أطباء وموظفون آخرون ينتمون إلى هذا الحزب. وقد تلقينا مراراً وتكراراً أوامر بعدم معالجة المصابين البشتون، الذين يسهل التعرف عليهم من لهجتهم ولحاهم. نحن نعاني في الأصل من نقص في الموظفين والأدوية والمعدات الطبية، وبالإضافة إلى الفوضى التي تعم المكان، وبغض النظر عن الأخلاق والواجب المهني، كيف يمكنني إنقاذ حياة شخص ما عندما تكون حياتي في خطر؟".

ووفقاً لتقرير صادر عن اللجنة الباكستانية لحقوق الإنسان في يوليو، لقي 260 شخصاً مصرعهم في عمليات القتل المستهدف منذ يناير 2010. ويشهد هذا العدد ارتفاعاً مستمراً، إذ تعرض 50 شخصاً للقتل حتى الآن في أحدث موجة عنف إثر إطلاق نار عشوائي في سوق شيرشاه يوم 19 أكتوبر.

الصراعات الحزبية

يكمن لب المشكلة في كراتشي في الحرب الدائرة بين الحركة القومية المتحدة وحزب عوامي الوطني من أجل السيطرة على هذه المدينة الساحلية. ويستمد كلا الطرفين الدعم من جماعات عرقية متنافسة. إذ تعتمد الحركة القومية المتحدة على أصوات المتحدثين بالأردية الذين هاجروا إلى كراتشي بعد الانفصال عن الهند عام 1947، في حين يمثل حزب عوامي الوطني البشتون بصفة أساسية.

واعترف حبيب الرحمن سومرو، الأمين العام لنقابة أطباء باكستان، بتفشي الطائفية في الخدمات الصحية. وجاء في قوله: "أنا لا أنكر حدوث هذا. أنا أعيش في هذه المدينة وأعرف كيف تتطور الأحداث. إن رفض توفير العلاج أو تأخيره في حالات الطوارئ، وخصوصاً بعد حوادث العنف العرقي والإرهاب، يعد جريمة ولكنه يحدث. وواقع الحال الآن أن هناك مكاتب للحركة القومية المتحدة وحزب الشعب الباكستاني الحاكم في جميع المستشفيات العامة في المدينة ما عدا تلك التي تقع في منطقة سيطرة البشتون، حيث توجد بها مكاتب لحزب عوامي الوطني".

ومن بين ضحايا هذه الصراعات الحزبية، شمس خان الذي أصيب بجروح في 3 أغسطس أثناء أعمال العنف التي أعقبت مقتل زعيم الحركة القومية المتحدة رضا حيدر وأودت بحياة 45 شخصاً. ويتحدث خان عن تجربته قائلا: "أصبت بطلق ناري في ساقي من بعض الصبية. هرعت إلى مستشفى الشهيد عباس ولكن الأطباء هناك رفضوا علاجي، بل أن أحدهم ساقني من لحيتي ورماني خارج المستشفى واصفاً إياي بطالبانِ. توجهت ساعتها نازفاً إلى مركز جِناح الطبي الجامعي. كنت قد فقدت كمية كبيرة من الدماء عندما بدأ الأطباء بمعالجتي. أنا الآن أعرج وأحتاج للاستعانة بعكاز أثناء المشي، ولو تمكنت من الحصول على العلاج مبكراً لما وصلت إلى هذه الحال، حسب رأي الطبيب".

وأخبر سومرو شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بأن الأطباء يتعرضون لتهديد مستمر، مشيراً إلى أن " حوادث قتل كثيرة حدثت منذ التسعينيات واستهدفت الأطباء على أسس طائفية وعرقية. وقد لقي أكثر من 85 طبيباً حتفهم. وكان الأمر قد بدأ بالصراع بين السنة والشيعة، ثم انتقل إلى الصراع بين المهاجرين والبشتون ليصل حاليا إلى الصراع بين الطوائف. إن هذا جنون مطبق. يجب أن يتم تجاوز الانتماءات السياسية".

من جهته، قال طبيب في مركز جِناح الطبي الجامعي طلب عدم نشر اسمه: "لقد شهدنا أياماً تعرض فيها الأطباء للضرب من قبل الناشطين السياسيين الغاضبين ومن طرف أسر الضحايا بعد انفجار قنبلة... يجب أن تتوقف حلقة الجنون هذه".

sj/oa/cb – ais/amz


This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join