1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Palestine

الأرض الفلسطينية المحتلة: أوكسفام تطالب بإزاحة العراقيل التي تعترض إنتاج الزيتون

Olive harvest Willow Heske/Oxfam

بدأ في 15 أكتوبر رسمياً موسم حصاد الزيتون بالنسبة للفلسطينيين. وقد خرج رامي علي وأسرته، شأنهم في ذلك شأن مئات الأسر الفلسطينية الأخرى، إلى حقول الزيتون للبدء في جني ما يبدو وكأنه حصاد جيد.

غير أن رامي وأسرته يواجهان بعض العراقيل. فعلى الرغم من أنهم ليسوا من الفلسطينيين الذين فقدوا أراضيهم بالكامل لصالح بناء المستوطنات أو لصالح جدار العزل الذي تقوم ببنائه الحكومة الإسرائيلية، إلا أن أرضهم التي تضم 200 شجرة زيتون تقع بالقرب من مستوطنة كادوميم الإسرائيلية مما يضطرهم للحصول على إذن خاص للدخول إلى أرضهم.

وقد تحدث رامي عن وضعه لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في مكالمة هاتفية قائلاً: "حاولنا بالأمس وقبل الأمس أن نجني المحصول، ولكن الجيش الإسرائيلي أمرنا بالمغادرة لعدم حصولنا على إذن للقيام بذلك".

ولم تتمكن الأسرة من جني محصولها سوى في يوم 15 أكتوبر لكون قريتها، كفر قدوم، تضم واحدة من 30 تعاونية زراعية تستفيد من مشروع يموله الاتحاد الأوروبي وتنفذه منظمة أوكسفام. ومع بعض التدخلات الخارجية، حصلت الأسرة أخيراً على الإذن اللازم وتمكنت من جلب 40 متطوعاً إلى الحقل لمساعدتها في جني المحصول في أسرع وقت ممكن.

ويرى رامي أنه لولا المساعدة الإضافية لاستغرق العمال الأربعة في أسرته حوالي شهراً واحداً لحصاد 200 شجرة. وفي ظل التحفظ على التصاريح حتى شهر نوفمبر، ومنحها لثلاثة أيام فقط، فإن الأمور كانت لتكون صعبة للغاية. فإذا تأخر المزارعون في جني محاصيلهم، يفسد الكثير منها وتقل قيمة ما تدره من دخل مقابل الزيت الذي يحصل عليه المزارعون منها.

وفي هذا السياق، نقلت جريدة "جيروسليم بوست" عن متحدث باسم الإدارة المدنية لقوات الدفاع الإسرائيلية في 15 أكتوبر قوله أن السلطات تستلزم طلباً رسمياً من ملاك الأرض "لدخول الفلسطينيين إلى منطقة السياج الأمني لأغراض زراعية"، وهو ما يحتاج إلى وقت للإتمام.

ويؤثر الوضع السياسي في الأرض الفلسطينية المحتلة على كل جوانب الإنتاج بالنسبة لمزارعي الزيتون مثل رامي، بما في ذلك قدرتهم على العناية بأشجارهم وتوقيت وكيفية جنيهم للمحصول وهوية من يبيعونه إياه وما يحصلون عليه مقابل ذلك. وتقوم دراسة نشرتها أوكسفام بالتزامن مع بدء موسم الحصاد لهذا العام بتقديم تفاصيل عن بعض المشاكل التي يعاني منها المزارعون.

وقد تصل هذه المشاكل إلى تدمير الأشجار نفسها، إما من قبل الحكومة الإسرائيلية لإفساح المجال للبناء، أو من قبل المستوطنين الغاضبين في المنطقة. ونقلت الدراسة عن الأمم المتحدة قولها أن آلاف الأشجار تعرضت للضرر فيما أسمته بـ "حوادث مرتبطة بالمستوطنين" خلال الأشهر الستة الأولى من هذا العام، دون أن تقوم السلطات بتقديم أي أحد للمحاكمة بسبب ذلك.

علاوة على ذلك، هناك مشاكل تتعلق ببيع زيت الزيتون بعد إنتاجه. فنقاط التفتيش وإغلاق الطرقات وضرورة الحصول على التصاريح كلها أسباب تجعل توصيل السلع إلى الأسواق عملية صعبة ومكلفة للغاية.

وقد كانت غزة، التي يحول اكتظاظها بالسكان دون تمكنها من إنتاج ما يكفيها من الزيت، تشكل السوق الرئيسية لتجارة الزيت الذي يتم إنتاجه في الضفة الغربية. غير أن الحصار الإسرائيلي تسبب في تقليص إمكانية الوصول إلى هذه السوق، مما اضطر سكان غزة الآن للاعتماد على الزيت المنتج في إسبانيا أو سوريا أو مصر، والذي يتم تهريبه عبر الأنفاق. كما وجد العديد من سكان القطاع أنفسهم مجبرين على التخلي عن زيت الزيتون لصالح بدائل أرخص.

إضافة إلى ذلك، تسبب جدار الفصل بدوره في الحد من إمكانية الوصول إلى السوق الإسرائيلية، على الرغم من اعتقاد أوكسفام بأن كميات كبيرة من زيت الزيتون الفلسطيني لا تزال تصل إلى إسرائيل عبر قنوات غير رسمية، وغالباً عن طريق تجار فلسطينيين يحملون الجنسية الإسرائيلية.

كما تواجه الصادرات عدداً من العراقيل تتمثل في ضرورة مرورها عبر الموانئ أو المطارات الإسرائيلية، ووجوب تفريغ حمولات الزيت المغادرة للأرض الفلسطينية المحتلة عند نقطة العبور ثم إعادة تحميلها على مركبات إسرائيلية لمواصلة الرحلة. كما أن عمليات التفتيش المتكررة عند نقاط التفتيش تعرض الزيت الفلسطيني لخطر التلف والتدهور وتقلل من قدرته على منافسة أسعار السوق.

مضاعفة الدخل

أشارت أوكسفام في تقريرها إلى أن الزراعة تشكل مصدراً رئيسياً للعمل الرسمي وغير الرسمي على حد سواء في الأرض الفلسطينية المحتلة. وأوضح التقرير أن "قطاع زيت الزيتون يوفر للمجتمعات الأشد فقرا إيرادات تفوق 100 مليون دولار أمريكي سنوياً" خلال سنوات الإنتاج الجيد. وتقدر أوكسفام أنه "بإمكان إنتاجية ودخل مزارعي الزيتون أن يتضاعفا" إذا ما توفر الاستثمار الجيد والممارسات الزراعية الملائمة.

وقدم التقرير توصيات على المستوى السياسي، حاثاً الحكومة الإسرائيلية على رفع العقبات التي تعترض زراعة وتسويق زيت الزيتون، ووقف العنف الذي يمارسه المستوطنون والكف عن مصادرة الأراضي والموارد الفلسطينية . كما طالب السلطات الفلسطينية بالاهتمام بالزراعة بشكل أكبر ودعمها بموارد إضافية. ولكن في ظل تعقد الحالة السياسية، فإنه من الأرجح أن يحصل المزارعون أمثال رامي على فوائد فورية أكثر من مشاريع مثل مشروع أوكسفام تهدف إلى تمكينهم من الحصول على قيمة أكبر لما يجنونه من محصول.

ويستحق زيت الزيتون الجيد ثمنا جيداً. لذلك، فإذا تمكن المزارعون الفلسطينيون من تطبيق المعايير الأوروبية الخاصة بزيت الزيتون البكر والاستفادة من شهادات التجارة العادلة والإنتاج العضوي، فإن ما ينتجونه من زيت سيصل إلى الأسواق المتخصصة ويحصل على أسعار أفضل بكثير. كما أنهم سيتمكنون من مواجهة دورة مواسم قلة الإنتاج إذا حسنوا أساليب الإنتاج وحصلوا على مواسم حصاد جيد.

وحسب أوكسفام، إذا تمكن المزارعون من تغيير نمط دورة الإنتاج من تتابع سنة إنتاج جيد وسنة إنتاج منخفض إلى سنة واحدة للإنتاج المنخفض كل خمس سنوات، فسيستطيعون بذلك رفع إنتاجهم من حوالي 20,000 إلى 35,000 طن من زيت الزيتون سنويا.

وفي هذا السياق، أفادت ويلوو هيسكي، الناطقة باسم أوكسفام في قرية كفر قدوم، أن 15 طنا، من أصل 150 أو 200 طن من الزيت الذي تنتجه التعاونية سنوياً، أصبحت الآن قابلة للتصدير مستفيدة من شهادتي التجارة العادلة والإنتاج العضوي. غير أن ذلك لا يشكل سوى نسبة صغيرة للغاية لا تشمل زيت عائلة رامي. وعلقت هيسكي على ذلك بقولها أن "عدم قدرة الأسرة على العمل في أرضها بشكل منتظم تمنعها من تطبيق أفضل الممارسات الزراعية وتحول دون حصولها على الشهادات اللازمة."

وعلى الرغم من ذلك، أعرب رامي عن سروره بما تمكن من جنيه خلال اليوم الأول من الحصاد. فبفضل مساعدة المتطوعين، تمكن وأسرته من جني جزء كبير من المحصول، وأعرب عن شعوره بأن حصاد "هذا العام سيكون حصاداً جيداً للغاية."


eb/oa –zaz/amz


This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join