يكافح إقليم بلوشستان الواقع جنوب غرب باكستان لمواجهة تدفق النازحين بسبب الفيضانات في إقليم السند المجاور على الرغم وجود عدد متزايد من المخيمات.
وفي هذا السياق، قال رامري، المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): هناك دائماً تحديث للأرقام والتقييمات ولكن في هذه اللحظة هناك نصف مليون متضرر في بلوشستان...لقد ارتفعت الأرقام إثر تدفق الناس من السند وزاد الضغط على الموارد".
وقد جاء العديد من النازحين حديثاً إلى بلوشستان من منطقتي يعقوب أباد وشهداد كوت بإقليم السند. وقد تم إخلاء مدينة شهداد كوت التي يبلغ عدد سكانها 500,000 نسمة في 21 يونيو، وعبر معظم الذين تم إجلاؤهم إلى بلوشستان.
ومن بين هؤلاء، شمعون بيبي، وهو نازح من قرية قريبة من يعقوب أباد في الخمسين من عمره، تحدث إلى شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قائلاً: "سرنا أميالاً طويلة وكنا نستقل بعض الشاحنات المارة أحياناًَ. بقينا دون طعام لمدة يومين. حاولنا أكل أوراق الشجر للبقاء على قيد الحياة وكنا سنلقى حتفنا لو لم يتكرم بعض القرويين بإعطائنا بعضاً من حليب الماعز".
وأفادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن بلوشستان أقامت خمسة مخيمات في كويتا وسيبي وديرة هوراد جمالي والظاهر ونوتال.
وقد أعلنت حكومة الإقليم 12 مقاطعة من مقاطعاته الـ 30 "متضررة من الفيضانات"، كما تم إصدار تحذيرات بشأن الأمراض إثر أولى التساقطات المطرية الموسمية الغزيرة في أواخر شهر يوليو.
وأفادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وغيرها من منظمات الإغاثة العاملة في بلوشستان أنه من الصعب جداً العثور على الموارد اللازمة لتقديم العون للمحتاجين. وعلق رامري من مفوضية الأمم المتحدة للاجئين على ذلك بقوله: "في الوقت الحالي كل شيء يشكل أولوية: المأوى والغذاء والمياه. وليس لدينا ما يكفي من الموارد لتوفيرها للمحتاجين".
نصير أباد
وفي مدينة ديرة أله يار بمقاطعة نصير أباد "هناك عشرات الآلاف من الناس، بمن فيهم العديد من الذين غادروا السند دون أن يصطحبوا معهم أي شيء على الإطلاق،" حسب جمال مزاري، البالغ من العمر 22 عاماً والطالب بمدينة كويتا الذي يعمل كمتطوع مع السلطات لمساعدة ضحايا الفيضانات في بلوشستان.
من جهته، قال مفوض نصير أباد، شير خان بازاي، لوسائل الإعلام: "لدينا نقص حاد في الخيام والناس يعيشون في العراء". وقد خيم الكثير من الناس على طول الطرق السريعة من السند إلى بلوشستان.
كما اشتكى غلام قادر، وهو نازح من غوتكي في الأربعين من العمر، سوء أوضاع المتضررين لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قائلاً: "الجو حار للغاية ونحن لا نملك أي ماء وبالكاد نجد بعض الطعام. لم يتم توزيع أية مساعدات منذ أيام...أصغر أطفالي البالغ من العمر 7 سنوات مريض ويعاني من الحمى والإسهال ولا أعرف ما عساي أن أفعل".
ووفقاً لنشرة مجموعة الصحة الصادرة عن منظمة الصحة العالمية في 21 أغسطس والتي تغطي الفترة من 29 يوليو إلى 18 أغسطس، أفادت المرافق الصحية في بلوشستان أنها عاينت 26,006 مرضى، 23 بالمائة منهم مصابون بالإسهال و21 بالمائة يشتبه بإصابتهم بالملاريا و16 بالمائة بالجرب.
وأخبر نواب أسلم ريساني، رئيس حكومة الإقليم، وسائل الإعلام أن "الفيضانات تسببت بدمار واسع النطاق في بلوشستان وألحقت أضراراً بالبنية التحتية".
ووفقاً لتقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في 20 أغسطس، وصلت مياه الفيضان من نهر الإندوس إلى إقليم بلوشستان، مع تزايد أعداد الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة بشكل مستمر.
kh/at/cb-amz/dvh