يبدو أنه سيتعين على دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وغيرها من البلدان التي تملك مساحات واسعة من الأراضي الجافة والمهددة بتكرار موجات الجفاف بسبب تغير المناخ، إعادة النظر في إنتاج الأغذية فيها. من هنا لا بد أن تعتمد الزراعة في تلك الدول على الاستخدام الاقتصادي للمياه"، بدلاً من الاستفادة القصوى من كل جزء من الأرض.
ويقول ذيب عويس، خبير الري في المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا)، ومقره سوريا، في كتاب جديد يضم مجموعة من خلاصات الأبحاث تم تقديمه خلال مؤتمر نظمه المركز مؤخراً أنه "لا بد أن يتحول تركيز السياسات الزراعية من "إنتاجية الأراضي الزراعية" إلى "إنتاجية المياه".
ويقدم هذا الكتاب خلاصات قيمة من الأبحاث التي تكشف أثر تغير المناخ في دول مثل قطر والأردن ونيجيريا وكينيا والسودان وسوريا، وتحاول تطوير استراتيجيات للتعامل مع ذلك.
في السياق نفسه، أشار عوني طعيمه، وهو أستاذ في مجال استخدام الأراضي في الجامعة الأردنية، إلى أن الأراضي الجافة تغطي أكثر من 40 بالمائة من مساحة اليابسة في العالم ويسكنها حوالي ثلث سكان العالم، 90 بالمائة منهم في الدول النامية.
ويمكن أن تتواجد المناطق الجافة في أي بلد في العالم، وتواجه جميعها مشاكل عديدة منها: النمو السكاني السريع والفقر المزمن بالإضافة إلى تدهور الأراضي – مما يجعل الأشخاص الذين يعيشون فيها أكثر عرضة للخطر.
وبالإضافة إلى البحوث الخاصة بكل بلد، تضم هذه المجموعة بعض المعلومات القيمة حول كيفية نمو الأعشاب في مستويات عالية من ثاني أكسيد الكربون، وكيف يمكن للفطر أن يساعد في منع تآكل التربة. ولعل المناطق الجافة في العالم لم تحصل على التغطية التي تحتاجها، ولكن هذا الكتاب يغطي نوعاً ما هذه الفجوة.
jk/he-foa/dvh