قال عضو بالمجلس المحلي في عمران في تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية إيرين أن الاشتباكات بين المتمردين الشيعة بقيادة الحوثي ورجال القبائل الموالين للحكومة في شمال اليمن التي اندلعت منذ وقت متأخر من ليلة 18 يوليو قد خلفت 35 قتيلاً و 30 جريحاً على الأقل مهددة وقف إطلاق النار الهش الذي تم التوصل إليه في فبراير بالانهيار التام.
ثلاثون شخصاً ممن قتلوا كانوا من منطقة العماشية في مركز حرف سفيان بمحافظة عمران التي تبعد 120 كم شمال العاصمة صنعاء، في حين أن الخمسة الآخرين لقوا مصرعهم في منطقة المنابه بمحافظة صعدا.
وقد أورد موقع نبأ نيوز المستقل(nabanews.net) أنباء وقوع ضحايا حيث أشار إلى أن أكثر من نصف القتلى كانوا من مقاتلي الحوثي .
وقد ذكر الموقع أن "كلا الجانبين سواء من مسلحي الحوثي أو أتباع الشيخ صغير بن عزيز الموالين للحكومة قد استخدموا في الاشتباكات مختلف أنواع الأسلحة مما أسفر عن تدمير العديد من المنازل والمرافق العامة في منطقة العماشية". و أضاف الموقع أن كلا الجانبين قد استأنف زراعة الألغام على الطرق الهامة وفي الحقول.
وقال عضو المجلس المحلي بعمران طلب عدم ذكر أسمه أن مركبتين عسكريتين تابعتين للجيش اليمني قد تعرضتا للهجوم في حادث منفصل وهما في طريقهما إلى صعدا.
و ذكر عضو المجلس المحلي أن "هذه محاولة من أتباع الحوثي لجر الجيش إلى اشتباكات...ونحن لا زلنا غير متأكدين من وجود ضحايا بين صفوف القوات التي كانت تنقلها المركبات الثلاث".
وقد اتهم عبد الملك الحوثي القائد الميداني للحوثيين السلطات اليمينية والسعودية بتقديم دعم مالي لأتباع الشيخ بن عزيز وتزويدهم بالأسلحة والمعدات.
و أضاف عبد الملك الحوثي أن "الحكومة ليست جادة بشأن استعادة السلام في صعدا...لذلك تحولت إلى تأجيج العنف بين مواطنيها."
جهود السلام القطرية
وقد تزامنت الاشتباكات مع الجهود التي تبذلها الحكومة القطرية لتعزيز النقاط التي تم الموافقة عليها في اتفاق السلام الذي يستمر لعامين والذي توسطت فيه الدوحة بين الحكومة والمتمردين.
وقد قام الشيخ حمد بن خليفة آل ثان أمير قطر بزيارة اليمن في بداية هذا الأسبوع لهذا الغرض. وتعهد أمير قطر بمبلغ 50 مليون دولار في شكل مساعدات من أجل إعادة إعمار صعدا، ومن المقرر أن يقوم فريق وساطة قطري رسمي بزيارة اليمن في الأسبوع الأخير من يوليو في محاولة للفصل بين الأطراف المتحاربة. وكانت الحكومة والمتمردون قد انخرطوا في قتال متقطع منذ عام 2004.
النازحون في الداخل يرفضون العودة
وقال عبد السلام الشرابي، وهو عامل إغاثة في مركز توزيع الأغذية في مدينة عمران في حديث مع شبكة الأنباء الإنسانية إيرين، في العشرين من يوليو، أن الأسر النازحة من مركز حرف سفيان قد تراجعت عن قرار العودة إلى ديارهم بعدما سمعوا بأعمال العنف الأخيرة.
وأضاف عبد السلام أن "أكثر من 20 أسرة تعيش في ملجأ في المدينة وتحصل على الغذاء من هذا المركز كانت على وشك العودة إلى منازلهم في مركز حرف سفيان يوم الاثنين 19 يوليو ولكن ذلك لم يحدث... هذه الأسر مقيمة الآن ولكن في شقق مؤجرة أو خيام منتشرة هنا وهناك أو مع عائلات مضيفة".
وفي مؤتمر صحفي عقد في صنعاء في 10 يوليو قالت كلير بورجوا ممثلة وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في اليمن للصحفيين أن 30 بالمائة فقط من الأشخاص النازحين في الداخل المقدر عددهم بحوالي 330 ألف شخص قد عادوا إلى قراهم منذ اتفاق وقف إطلاق النار في 11 فبراير.
وقد ذكرت كلير أن "هدفهم هو العودة إلى ديارهم...وكل ما يحتاجونه هو الأمن"، مضيفة أنه يجب إعادة بناء المنازل المدمرة واستعادة الخدمات الأساسية من أجل الإسراع في عودة النازحين داخليا.