1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Iraq

العراق: القتل من أجل المياه

A dry pond in drought-afflicted al-Muthanna Governorate ACTED

 في الساعات الأولى من صباح 18 يونيو، اقتحم مسلحون منزل فيصل حسن في غرب بغداد وقتلوه وزوجته وطفليهما الصغيرين. ولكن لم يكن الدافع وراء هذه الجريمة طائفياً أو سياسياً أو حتى اقتصادياً، بل كان مرتبطاً بالمياه.

فقد كان حسن البالغ من العمر أربعين عاماً موظفاً في دائرة الري المحلية في مدينة أبو غريب، الواقعة على بعد 32 كيلومتراً من بغداد والتي اشتهرت في الآونة الأخيرة بالفضائح المرتبطة بالسجن المقام على أرضها. وكان القسم الذي يعمل فيه حسن يشرف على توزيع الحكومة للمياه على الأراضي الزراعية داخل مدينة أبو غريب ومحيطها.

وحسب محقق الشرطة، محمد خضير، رفع مقتل حسن عدد العاملين في قسم الري الذين تعرضوا للقتل في هذه المدينة إلى ثلاثة خلال الأشهر الثلاثة الماضية. وعلق خضير على ذلك بقوله: لم يكن لأي من هؤلاء علاقة بالسياسة أو الأنشطة المعادية للمتشددين ولكنهم كانوا بدل ذلك ضحايا لطبيعة عملهم التي أصبحت محفوفة بالمخاطر".

خطر المواجهات المحلية

وتتمتع القبائل والعشائر التقليدية في المناطق الريفية في العراق بسلطة كبيرة، إذ عادة ما تحصل من أعضائها على ولاء أقوى مما يقدمونه للحكومة الوطنية. وقد دخلت هذه العشائر في الماضي في اشتباكات حول الأراضي وموارد المياه ولكن مع غياب حكومة قوية منذ عام 2003 وانخفاض إمدادات المياه خلال السنوات الأخيرة، يرى بعض المحللين أن الخلافات المحلية المرتبطة بالمياه في ازدياد وأصبحت تنذر بخطر حدوث نزاعات مسلحة.

وعلق جعفر محمد علي، وهو محلل بكربلاء على ذلك بقوله: "لا نملك اليوم حكومة تعمل بشكل كامل لأنها منشغلة كلياً بالحالة الأمنية والخلافات السياسية، ولذلك لا تلعب دوراً قوياً في ردع أي خلاف محتمل واسع النطاق. كما نعاني أيضاً من نقص حاد في المياه على الصعيد الوطني ومن وضع اقتصادي سيء للغاية يجعل من الصعب جداً على المزارعين القيام بأعمال أخرى".

من جهته، أفاد علي اسماعيل الزبيدي، أحد شيوخ القبائل في محافظة الديوانية الواقعة على بعد حوالي 200 كلم إلى الجنوب من بغداد، أن قبيلته أجرت "مفاوضات صعبة" بشأن حصص المياه مع قبيلة أخرى مجاورة. وأضاف قائلاً: "نحن نعاني من مشاكل يومية فيما يخص المياه، فهم يستعملون مضخات مياه كهربائية ضخمة لشفط المياه ولا يتركون لنا سوى قطرات فقط. كما أن المسؤولين في الحكومة عاجزون عن تنظيم الري ووقف أولئك الذين ينتهكون اللوائح الخاصة به إما بسبب الفساد أو لأنهم يخشون على حياتهم. لذا يتعين علينا حل هذه المشكلة بأنفسنا". وأوضح أنه بحاجة لعقد المزيد من الاجتماعات مع شيوخ هذه القبيلة لحل النزاع حول المياه "ولكن هذا لا يعني أنه بإمكاننا الانتظار طويلاً، بل سنتصرف بسرعة لتأمين المياه التي نحتاجها لأرضنا حتى لو توجب علينا حمل السلاح".

أمة تفتقر للمياه

وكان العراق تاريخياً واحداً من الدول الأكثر خصوبة في المنطقة بفضل نهري دجلة والفرات اللذين يتدفقان باتجاه الجنوب الشرقي عبر البلاد بأسرها. وكان شريطاً أخضراً من الأراضي الخصبة يمتد عبر وسط البلاد تغذيه مياه النهرين. غير أن مستويات المياه في دجلة والفرات انخفضت بشكل مطرد في السنوات الأخيرة بسبب قلة هطول الأمطار وبناء السدود على الأنهار في تركيا وسوريا.

بالإضافة إلى ذلك، تعرض القطاع الزراعي في البلاد للشلل بسبب عقود من الحرب وانعدام الأمن وقلة الاستثمارات وقطع الأشجار من دون رادع لاستخدامها كحطب للوقود، مما زاد من ملوحة التربة وتسبب في تعرض بعض المناطق للتصحر. وقد تحولت مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية التي كانت خصبة فيما قبل إلى صحراء شبه قاحلة أخذت تسبب عدداً متزايداً من العواصف الرملية في ظل ذبول النباتات المثبتة للتربة.

وقد قامت الحكومة، استجابة لذلك، بتبني تدابير لتنظيم كمية المياه المستخدمة للري في كل محافظة ولكنها واجهت صعوبات في تنفيذها. وقال مهدي القيسي، وكيل وزارة الزراعة، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "المزارعين لم يلتزموا بلوائح توزيع المياه. ونحن ننصحهم باتباع هذه اللوائح هذا العام لأننا لا نستطيع ضمان كمية المياه التي ستتوفر لدينا".


sm/ed/cb –amz/dvh

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join