1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Iraq

العراق: كيف ننقذ الأطفال من براثن المتطرفين؟

[Iraq] Some of the orphans in Iraq are exploited by criminal gangs. [Date picture taken: 04/18/2006] Zaineb Ahmed/IRIN
Some of the orphans in Iraq are exploited by criminal gangs

كانت رسالة الشيخ هـ. م. إلى المراهقين المتجمعين حوله بعد صلاة الجمعة في أحد مساجد بغداد صريحة ومباشرة مفادها أن الإسلام بسيط وغير معقد. إذ يجب أن يكون المسلم معتدلاً وغير متطرف ليكسب محبة الله".

وأوضح رجل الدين هذا، الذي اكتفى بذكر الحروف الأولى من اسمه خوفاً من تعرضه للانتقام، أن الطريقة الوحيدة لكسب الحرب ضد الإرهاب والطائفية في العراق هي إبقاء الشباب بمنأى عن المتطرفين.

ففي أواخر عام 2007، بدأ تنظيم القاعدة في العراق بتجنيد النساء لجمع المعلومات الاستخباراتية ونقل الأسلحة وتنفيذ هجمات انتحارية مما دفع السلطات لتجنيد وتدريب حارسات عند نقاط التفتيش بحثاً عن متفجرات مخبأة تحت ثياب النساء.

وفي محاولة منهم لتجاوز هذه التدابير الأمنية المشددة، لجأ المتمردون السنة إلى تجنيد المراهقين لتنفيذ الهجمات باعتبارهم لا يثيرون الشبهات عند اقترابهم من نقاط التفتيش ومن القوافل.

وعلق الشيخ هـ. م. على ذلك بقوله: "مع غياب البرامج الحكومية وغير الحكومية لتسخير قوة الشباب لبناء البلد، يجب أن نقوم نحن، رجال الدين، بدور كبير لتعليم الأطفال ما هو الصواب وما هو الخطأ علنا نساعد التائهين منهم في سلوك السبيل الصحيح".

"طيور الجنة"

وفي عام 2008، شكلت القاعدة تنظيم "طيور الجنة" لتجنيد الأطفال وتدريبهم لتنفيذ الهجمات على قوات الأمن والهجمات الانتحارية، وفقاً لمسؤول أمني رفيع المستوى في مجال مكافحة الإرهاب طلب عدم الكشف عن هويته. وجاء في قول المسؤول: "لا نعرف عدد هؤلاء الأطفال بالتحديد، لكننا متأكدون من أن عددهم كبير لاسيما أولئك القادمون من القرى النائية الذين يجتذبهم فكر تنظيم القاعدة. وقد استنتجنا من الاستجوابات أن جميع هؤلاء الأطفال إما فقدوا ذويهم في هجمات أو أجبروا على الانضمام للتنظيم من قبل أسرهم التي تتعاطف مع القاعدة".

كما أظهرت السلطات العراقية في عام 2008 شريط فيديو تم العثور عليه أثناء غارة في شمال بغداد مجموعة من المراهقين، بعضهم لا يزيد عمره عن عشرة أعوام، يمثلون عمليات اختطاف وهمية. وأظهر الشريط هؤلاء المراهقين وهم يرتدون قمصان كرة قدم وأقنعة ويلوحون ببنادقهم ويحطمون الأبواب متظاهرين بتنفيذ هجوم وخطف أولاد آخرين.

وفي مشهد من المشاهد، كان بعض الأولاد يرتدون أحزمة ناسفة ويتمرنون على كيفية إنزال رجل من على دراجته واختطافه. وفي مشهد آخر كان الأولاد يقدمون البيعة لتنظيم القاعدة في العراق.

وفي شهر أبريل 2010، ألقت قوات الأمن القبض على ولد في العاشرة من عمره قبل لحظات من محاولته تفجير نفسه بحزام ناسف عند نقطة تفتيش في مدينة الفلوجة، التي تقع على بعد حوالي 660 كلم غرب العاصمة وتشكل المعقل السابق لتنظيم القاعدة في العراق.

وكان والد الصبي مقاتلاً في تنظيم القاعدة وكنه لقي حتفه في العام السابق. وحسب الملازم أحمد صبحي، أخبر الصبي المحققين أنه بدأ عمله مع التنظيم بمساعدة المسلحين في نقل القنابل والأسلحة الصغيرة ثم اضطر بعد ذلك لتنفيذ عملية انتحارية.

وأفاد مسؤول مكافحة الإرهاب أنه يتم إرسال الأطفال الذين تم إعدادهم ليكونوا انتحاريين إلى مراكز احتجاز الأحداث حيث يجري استجوابهم وإدراجهم في برامج إعادة تأهيل قبل أن إطلاق سراحهم. وأوضح أن تسعة مراهقين قاموا بتنفيذ هجمات انتحارية منذ مطلع عام 2009 وأنه تم ضبط ما يقرب من اثني عشر مراهقاً آخر قبل تنفيذ عملياتهم.

تدابير غير فعالة

وأوضح الطبيب النفسي في بغداد، أحمد خليل ناصر، أن معظم هؤلاء الأطفال يعيشون في مناطق نائية وينحدرون من أسر فقيرة وغير متعلمة، مما يجعل من الصعب جداً على العاملين في مجال الصحة أو المسؤولين العثور عليهم وتقديم أي شكل من أشكال إعادة التأهيل لهم بعد إطلاق سراحهم من سجن الأحداث.

وعلق ناصر على ذلك بقوله: "أولاً، علينا أن نتأكد من أن جميع الأطفال في مثل هذه المناطق مسجلون في المدارس للحصول على التعليم المناسب حتى لا يكونوا فريسة للمتطرفين. وثانياً، لا بد من وضع برامج تستهدف أولئك الذين انضموا إلى صفوف المتمردين ومعالجتهم وفقاً للأسباب التي دفعت بهم للقيام بذلك. وفي غياب مثل هذه البرامج، سوف يظل هؤلاء الأطفال يشكلون هدفاً سهلاً لتنظيم القاعدة، كما لن يتخلى أولئك الذين تم القبض عليهم ثم أطلق سراحهم عن القتال".

من جهتها، أفادت هناء إدوارد، رئيسة منظمة الأمل غير الحكومية الواقع مقرها في بغداد، أن الحكومة والمنظمات غير الحكومية تقوم بتنظيم بعض البرامج التي تهدف لإعادة تأهيل الأطفال المقاتلين ومساعدتهم على الاندماج في المجتمع ولكن فعاليتها محدودة.

وأشارت إدوارد إلى أن "هناك بعض البرامج الحكومية لإعادة تأهيل هؤلاء الأطفال داخل مراكز الاحتجاز وتعليمهم المهن مثل النجارة والحدادة ولكن دور المنظمات غير الحكومية ما زال ضعيفاً بسبب القوانين التي تفرضها الحكومة على هذه المنظمات عند زيارتها للمعتقلات".

sm/ed/mw –amz/dvh

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join