Help us amplify vital stories and drive change in underreported crises.

Support our work.
  1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Afghanistan

أفغانستان: معضلة المزارعين - القمح أم الفواكه أم الزعفران؟

A wheat field in Bamiyan Afghanistan Akmal Dawi/IRIN

أشار عبد الله إلى حقله المزروع بالقمح في إقليم هيرات غرب أفغانستان معرباً عن ندمه لاختياره هذا المحصول دون غيره موضحاً أن القمح رخيص للغاية". وأفاد عبد الله أنه سيكون من الصعب عليه جني أكثر من 50,000 أفغاني (1,050 دولار) من الهكتارين اللذين زرعهما بالقمح قائلاً: "لن أستطيع إطعام أسرتي كما ينبغي من هذا الدخل".

كما أعرب العديد من المزارعين الذين اتصلت بهم شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في هيلمند وقندهار وبلخ عن نفس المخاوف. ويعتبر القمح من المحاصيل الاستراتيجية والغذائية الأساسية في أفغانستان ولكن البلاد بحاجة دائمة لاستيراده حتى عندما يكون المحصول جيداً ووفيراً.

ويعاني حوالي سبعة ملايين شخص (أي أكثر من 24 بالمائة مجموع السكان المقدر عددهم بحوالي 27 مليون البلاد نسمة) من انعدام الأمن الغذائي. كما أن الكثير غيرهم يتأثرون بشكل مباشر بتقلبات أسعار المواد الغذائية، وفقاً للمنظمات الإنسانية. وتقوم وزارة الزراعة والرعي والثروة الحيوانية بتوزيع بذور القمح المنتقاة لتشجيع زراعتها في المناطق المعتمدة على الري التي لا تصلح لمحاصيل أخرى ولكنها لا تدعم القمح في المناطق المروية.

وفي هذا السياق، قال مجيد قرار، المتحدث باسم وزارة الزراعة والري والثروة الحيوانية، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "نحن لا نشجع المزارعين على زراعة القمح لأنه محصول غير مربح، بل نشجعهم على إنتاج الفاكهة والزعفران بدلاً من ذلك".

وحسب مسؤولين من الوزارة، يمكن للمزارع جني مبلغ يتراوح بين 500 و600 دولار عن كل هكتار من القمح، في حين يمكن أن تدر المساحة نفسها حوالي 25,000 دولار إذا زرعها بالزعفران و16,000 دولار إذا زرعها بالرمان و13,000 دولار إذا زرعها باللوز.

الري

ولا يمكن لجميع مزارعي القمح التبديل بسهولة من القمح إلى زراعة محاصيل أكثر ربحاً، حيث تستفيد حوالي ثلث الأراضي الزراعية في أفغانستان من الري أما الباقي فهو مناسب فقط لزراعة القمح الذي يعتمد على الأمطار، كما يقول الخبراء. ومن بين الـ 5,064 طن من القمح المنتج على الصعيد الوطني العام الماضي، جاء 1,677 طن فقط من الحقول المعتمدة على الأمطار، حسب وزارة الزراعة والري والثروة الحيوانية.

ولتحقيق مردود عال من زراعة الفاكهة والزعفران، يحتاج المزارعون للاستثمار في شبكات الري واستخدام المزيد من العمال والبحث عن فرص المعالجة والتسويق لمنتجاتهم.

وفي هذا السياق، قال قرار، المتحدث باسم الوزارة: "تعرف فاكهتنا بجودتها العالية في الأسواق الدولية والحكومة تسعى جاهدة لتسهيل فرص التصدير على نحو أفضل وأوسع". وأضاف أن البلد يمكن أن يصبح مصدِّراً رئيسياً للفاكهة الطازجة والجافة ولكنه ليس مصدّراً كبيراً للقمح.

وقد شجعت الوزارة الجهات المانحة مثل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية على تمويل مشاريع إنتاج الفاكهة وتصديرها في ظل محاولات البلاد دخول الأسواق الإقليمية والدولية.

شراء القمح للمساعدات الإنسانية

ويمكن لعمليات منظمات الإغاثة الإنسانية أن تؤثر تأثيراً كبيراً على مزارعي القمح، إذ يمكنها مساعدتهم من خلال شراء منتجاتهم من الحبوب أو التسبب في انخفاض الأسعار المحلية عن طريق استيراد كميات كبيرة من الخارج. وفي هذا السياق، أفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها تشتري معظم مساعداتها الغذائية من الخارج لتجنب حدوث خلل بالأسواق المحلية.

وتعاني أفغانستان إلى حد كبير من عجز غذائي حيث يحصل الملايين من الأفغان على المساعدات الغذائية من برنامج الأغذية العالمي واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمات إنسانية أخرى منذ سنوات عديدة.

وخلال استجابته لاحتياجات الأفغان المتضررين بالجفاف والصراع وارتفاع أسعار المواد الغذائية، قام برنامج الأغذية العالمي بتوزيع أكثر من 212,000 طن من القمح في عام 2009، تم استيرادها بالكامل تقريباً وإرسالها إلى مختلف الأقاليم عبر طرق غير آمنة.

وفي محاولة منها لمساعدة المزارعين المتضررين، قامت وزارة الزراعة والري والثروة الحيوانية بشراء 100,000 طن من القمح من الأقاليم التي يتوفر فيها فائض في عام 2009 ودعت برنامج الأغذية العالمي لحذو حذوها.

وقد وافق برنامج الأغذية العالمي مبدئياً على شراء 20,000 طن من المزارعين الأفغان ولكنه لم يستطع إتمام ذلك بسبب ارتفاع الأسعار التي طلبها البائعون المحليون التي تفوق بكثير الأسعار العالمية، حسب تشاليس ماكدونف، المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي في كابول. غير أن البرنامج ما زال حريصاً على شراء القمح المحلي من خلال برنامج مدته خمس سنوات أطلق عليه اسم "الشراء من أجل التقدم".

وأفادت ماكدونف أن "البرنامج يخطط لشراء 10,000 طن من القمح مباشرة من جمعيات المزارعين في عام 2010". وأضافت أنه بالإمكان أيضاً شراء بعض المنتجات الأخرى مثل البسكويت الغني بالفيتامينات من السوق المحلية شريطة أن تلائم معايير النوعية والتسعير.

وقد اشترى برنامج الأغذية العالمي في مارس القمح من كازاخستان بتكلفة قدرها 255 دولاراً للطن بما في ذلك النقل (حوالي 25 سنتاً أمريكياً لكل كيلوغرام)، في حين كانت الأسعار في الشهر نفسه تتراوح بين 24 و34 سنتاً أمريكياً للكيلوغرام في أفغانستان.

ad/cb –amz/dvh


"
Share this article

Our ability to deliver compelling, field-based reporting on humanitarian crises rests on a few key principles: deep expertise, an unwavering commitment to amplifying affected voices, and a belief in the power of independent journalism to drive real change.

We need your help to sustain and expand our work. Your donation will support our unique approach to journalism, helping fund everything from field-based investigations to the innovative storytelling that ensures marginalised voices are heard.

Please consider joining our membership programme. Together, we can continue to make a meaningful impact on how the world responds to crises.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join