أخبر مسؤولون صحيون شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن أكثر من 270 شخصاً أصيبوا بمرض انسداد الأوردة الكبدية hepatic veno-occlusive أو ما يعرف محلياً باسم مرض تشارماك" أو "بطن الجمل" في إقليم هيرات، غرب أفغانستان منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2007، توفي منهم 44 شخصاً على الأقل.
وقد أودى المرض، الذي يسبب استسقاء البطن (أي تجمع السوائل في تجويفه) وآلام في البطن وتقيؤ ويرقان، بحياة صبي في الخامسة عشرة من العمر يوم 8 ديسمبر/كانون الأول، وفقاً لعمال الصحة المحليين.
وتفيد منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة أن "انسداد أوردة الكبد هو شكل من أشكال تلف الكبد بسبب تسممه بقلويدات بيروليزيدينة Pyrrolizidine Alkaloids".
وكانت الفحوصات المخبرية التي أجريت في المعهد القومي للصحة العامة في هولندا في مايو/أيار الماضي قد أكدت أن المرض ناتج عن التعرض لقلويدات بيروليزيدينة موجودة في نبات "التشارماك" وهو عبارة عن نبات ضار يعتقد أنه ينمو بالقرب من محاصيل الحبوب في منطقة غولران في إقليم هيرات ويجد طريقه إلى طحين القمح المنتج محلياً.
وقد تم التبليغ للمرة الأولى عن ظهور المرض في منطقة غولران في نوفمبر/تشرين الثاني 2007 ولكن وزارة الصحة أفادت أن المنطقة "لم تشهد انتشاراً جديداً" له منذ مايو/أيار 2008 بسبب زيادة الوعي بين السكان.
في هذا السياق، قال عبد الله فهيم، المتحدث باسم وزارة الصحة أن "عدد الحالات المشخصة قد ارتفع بسبب مراجعة المرضى الذين أصيبوا قبل خمسة أو ستة أشهر للمراكز الصحية لتلقي العلاج".
غير أن عزيز نورزاي، رئيس مستشفى غولران الذي يضم 25 سريراً أخبر شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن ثمانية أشخاص على الأقل أصيبوا مؤخراً بالمرض، حيث قال: "لقد قمنا بتشخيص 22 حالة جديدة ... أصيب 8 منها ...خلال الشهر الماضي".
كما أفاد مسؤولون صحيون في كابول وهيرات أنه على الرغم من ظهور المرض منذ مدة طويلة، إلا أنه لا يوجد في أفغانستان إلى الآن أي دواء فعال لعلاج المرضى.
تأثر تربية المواشي
وتعتبر الزراعة وتربية المواشي مصدر الدخل الرئيسي للقاطنين في منطقة غولران. ولكن السكان يقولون أن هناك حاجة لإمدادهم بمساعدات غذائية عاجلة لأن نبات "التشارماك" قد ألحق أضراراً كبيرة بمحصولهم وماشيتهم.
وقد دعت رسائل التوعية التي نشرها عمال الصحة السكان المحليين إلى التوقف عن استهلاك دقيق القمح المنتج محلياً بسبب مخاوف من تلوثه بالنبات السام.
كما تم تسجيل ارتفاع في عدد الحيوانات التي نفقت خلال الأسابيع القليلة الماضية مما أثار مخاوف رعاة الماشية ومربيها. ويعتقد أن نبات "التشارماك" السام قد أدى إلى نفوق 1,000 رأس من الأغنام والأبقار والماعز خلال الشهر الماضي. كما نفقت الآلاف من رؤوس الماشية منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2007.
وحذر غلام فاروق مجروح، رئيس مقاطعة غولران من أن "السكان قد يتركون كل ما يملكون وينتقلون للعيش في أماكن أخرى" إذا لم يتم وضع حد لنفوق الحيوانات من خلال توفير أعلاف سليمة.