على الرغم من أن ملايين الأشخاص في المناطق الاستوائية يواجهون خطر الإصابة بالطفيليات القاتلة، إلا أن التشخيص الدقيق يكاد يكون مستحيلاً في مثل هذه المناطق التي تكثر فيها الإصابات لأنها نائية وتفتقر للمجاهر أو العاملين الصحيين.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، سيتعرض حوالي ثلاثة ملايين شخص هذا العام للإصابة بواحد من الأمراض التالية: داء شاغاس الموجود بشكل خاص في الأمريكيتين وداء المثقبيات الإفريقي (مرض النوم) خصوصاً في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى؛ وداء الليشمانيات خاصة في جنوب شرق آسيا وشرق إفريقيا والبرازيل.
وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن هناك عدداً قليلاً من الوسائل المناسبة التي تستخدم تقنيات دقيقة ومنخفضة التكلفة للكشف عن هذه الأمراض. كما لا يتم الإعلان سوى عن جزء ضئيل من الحالات المشتبه بها من هذه الأمراض. وإذا تركت دون علاج، فإن الأمراض الثلاثة المذكورة تصبح قاتلة وقد تتسبب في تورم الأعضاء وتقرحات جلدية شبيهة بالجذام وانهيار في الجهاز العصبي المركزي قبل الموت.
وفي هذا السياق، أفادت ماري تانجا، وهي عالمة لدى مجموعة البحوث والتكنولوجيا بولاية كاليفورنيا، أن الباحثين يعملون على تطوير ما كانوا يأملون أن يصبح مقياساً لتشخيص جميع هذه الأمراض التي تسببها عائلة واحدة من الطفيليات. ويتمثل الهدف من ذلك في التمكن من تغطيس شريط قياس في قطرة من الدم وتعريضه للأشعة فوق البنفسجية والحصول على تشخيص في أقل من ساعة واحدة، وهو اختبار سريع يكلف بضعة سنتات لكل اختبار فقط.
وفي التجارب الأولية، تمكنت الأصباغ من التقاط "العلامات الحيوية" للطفيليات - وهي مادة تشير إلى وجود طفيلي عندما تتوهج تحت مصباح اليد. وجاري العمل حالياً في البرازيل على تقييم الاختبارات المصنعة من قبل الشركات في أمريكا اللاتينية للكشف عن داء شاغاس. ووفقاً لتقييم مستقل صدر حديثاً، تصل نسبة الدقة في مقياس الليشمانيات "rk39" إلى 24 بالمائة.
أما التحدي بالنسبة لمرض النوم فيتمثل في ابتكار اختبار يعمل في الميدان مثلما يعمل في المختبر، حيث أفاد بيري سيمارو، رئيس برنامج داء المثقبيات الإفريقي بمنظمة الصحة العالمية، أنه "على الرغم من الجهود الهامة التي تبذلها العديد من الجهات، إلا أن سد هذه الثغرة ليس بالأمر السهل. فالعثور على علامة حيوية مثالية وسهلة الاكتشاف وحساسة ومحددة [أي مؤشر دقيق للمرض] أمر معقد".
من جهتها، أفادت تانجا أن التجارب السريرية، وهي اختبارات واسعة النطاق في ظروف حياة حقيقية، لشريط الكشف "ثلاثة في واحد" ستبدأ في غضون خمس سنوات.
pt/he –amz/dvh
"