1. الرئيسية
  2. East Africa
  3. Sudan

السودان: انتخابات في أجواء غير مستقرة

Sudanese children in the southern capital Juba take part in efforts to promote ongoing voter registration for April 2010 elections Peter Martell/IRIN
Sudanese children in the southern capital Juba take part in efforts to promote ongoing voter registration for April 2010 elections

طالب المسؤولون بالحفاظ على الهدوء خلال فترة الحملات الانتخابية التي تسبق الانتخابات السودانية التاريخية في أبريل المقبل، في الوقت الذي يشكل فيه انعدام الأمن مصدر قلق كبير في الجنوب شبه المستقل.

وكانت الحملات الانتخابية في هذا السباق الانتخابي المشحون قد انطلقت في 13 فبراير، قبل شهرين من موعد الانتخابات التي ستجرى في 11 أبريل وستستمر لمدة ثلاثة أيام. وسيتم إعلان النتائج بعد أسبوع من انتهاء العملية الانتخابية.

وقد طالب المسؤولون الساسة بعدم إثارة التوترات العرقية أو السياسية في منطقة تعاني أصلاً من اشتباكات عنيفة.

وقالت جيرسا كيدي برسابا، عضو اللجنة العليا للانتخابات بجنوب السودان: "لتكن فترة الحملات الانتخابية هذه سلمّية - أدعوهم لعدم استخدام الألفاظ التحريضية التي من شأنها أن تؤدي إلى الإخلال بالنظام العام".

وأضافت قائلة: "نطالبهم بعدم كراهية بعضهم البعض كأحزاب، وندعوهم لأن يكونوا شعباً واحداً وهو شعب جنوب السودان، حتى تنتهي هذه الانتخابات بطريقة سلمّيّة".

وتعتبر هذه الانتخابات جزءاً رئيسياً من اتفاق السلام الشامل الذي تم توقيعه في عام 2005 وأنهى 22 عاماً من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب يقدر بأنها أودت بحياة مليوني شخص.

ولكن لا يزال الجنوب يشهد توتراً شديداً بسبب وقوع العديد من الاشتباكات العرقية بين الجماعات المتناحرة. وقد شهد عام 2009 مقتل أكثر من 2,500 شخص وتشريد ما يقرب من 400,000 آخرين. كما تأثرت سبعة من ولايات الجنوب  العشر بأعمال عنف، وفقاً لمكتب المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في جنوب السودان.

وأضاف المكتب في موجز عن الوضع الإنساني أن "التوقعات لعام 2010 تشير إلى أن الأوضاع تميل إلى المزيد من التدهور" مشيراً إلى عدم تمتع قوات الأمن بموارد وقدرات كافية لحل النزاعات.

وأوضح المكتب أنه في الفترة حتى يناير 2011 وهو موعد الاستفتاء الذي سيقرر فيه الجنوبيون الانفصال أو الوحدة "هناك احتمال حقيقي - ولكننا نأمل في تجنبه - أن تطغى الأزمة الإنسانية على جنوب السودان، الأمر الذي يعرض اتفاق السلام الشامل للخطر".

كما يشكل الجوع مشكلة رئيسية، حيث حذر برنامج الأغذية العالمي من أن عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى معونة غذائية في الجنوب قد ارتفع إلى أكثر من أربعة أضعاف من أقل من مليون شخص بقليل في عام 2009 إلى 4.3 مليون شخص هذا العام وذلك نتيجة للصراع والجفاف.

تهديدات أمنية

وسيدلي الناخبون بأصواتهم لانتخاب رئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب شبه المستقل، فضلاً عن انتخاب حكام الولايات وممثلي المجلس الوطني ومجالس الولايات.

وأخبر سكوت غريشون، المبعوث الأميركي الخاص للسودان الصحفيين في جوبا يوم 18 فبراير أن "الحفاظ على الأمن خلال الانتخابات يبقى القضية الرئيسية" وأن "الجهود التي نتخذها الآن هي للحد من أي عنف محتمل".

وعلى الرغم من الخطوات التي اتخذت مؤخراً للدفع قدماً بعدة قضايا رئيسية، لا يزال التوتر قائماً بين عدوي الحرب الأهلية السابقين: الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة في الجنوب وحزب المؤتمر الوطني في الشمال.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد حذر في تقرير صدر في 19 يناير من أن "العامل الأهم الذي يؤثر في نجاح أو فشل عملية السلام في السودان هو طبيعة العلاقة بين الحركة الشعبية لتحرير السودان وحزب المؤتمر الوطني".

وأضاف التقرير أن "مناخ عدم الثقة السائد حالياً - والذي يعتبر في ظله أي مكسب لطرف بمثابة خسارة للطرف الآخر - من شأنه أن يقوض الإرادة السياسية بشكل كبير ويعطل الجهود الدولية للمساعدة ويمهد الطريق أمام تجدد الصراع".

لكن الكثيرين يخشون من تصاعد الضغوط داخل الجنوب نفسه. ففي الوقت الذي تعهدت فيه القيادة العليا في الحركة الشعبية لتحرير السودان بعدم تقييد حملات أحزاب المعارضة، لا يزال الشعور بعدم الثقة سائداًً بين المسؤولين في المستويات الوظيفية الأدنى وفي القوات المسلحة.

ويرى الكثيرون في الجنوب أن الفصيل المنشق عن الحركة الشعبية والمعروف باسم حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان – التغيير الديمقراطي هو تفويض قوة للأعداء السابقين في الخرطوم – وهو اتهام يرفضه هذا الحزب بشدة.

في أثناء ذلك، قام العديد من كبار قادة الحركة الشعبية لتحرير السودان بكسر صفوف الحزب لخوض الانتخابات كمرشحين مستقلين ضد المرشحين الرسميين بما في ذلك الترشح لمناصب حكام الولايات ذات النفوذ، مما يثير مخاوف من خلق بؤر توتر محلية قد تفضي إلى عنف.

Southern Sudanese soldiers patrol the streets of  the southern capital Juba. A fresh disarmament drive has been launched aimed to seize illegally held weapons
الصورة: بيتر مارتيل/إيرين
جنود يقومون بدوريات في جوبا: وقد دعا المسؤولون الساسة لتجنب إثارة التوترات العرقية أو السياسية قبل الانتخابات
وقال داو أتورجونق، وهو جنرال في الجيش الجنوبي وعضو في الحركة الشعبية لتحرير السودان ولكنه يخوض الانتخابات كمرشح مستقل عن منصب حاكم ولاية شمال بحر الغزال: "نحن لا نريد العنف، ويمكنني أن أؤكد لكم ذلك".

غير أنه قال: "لكنني لا استطيع أن أتحدث نيابة عن الآخرين، فإذا شعر الناس أنهم ضعفاء وأنهم سيهزمون، فربما يفكرون في اللجوء إلى العنف".

انتخابات معقدة

وقالت بارسابا أن "هذه الانتخابات على درجة كبيرة من التعقيد لذا يتعذر على الكثيرين فهمها- نحن نحاول جاهدين أن نشرح للناس ولكنهم لا زالوا يجدون صعوبة في فهمها... حتى أن بعض المرشحين أنفسهم لا يفهمونها".

وعوضاً عن ذلك يبدو أن الكثيرين في الجنوب مهتمون بشكل أكبر في الاستفتاء على الاستقلال المقرر في يناير 2011. غير أن المسؤولين أفادوا أن نجاح هذه الانتخابات نقطة مهمة للغاية لنجاح الاستفتاء.

وجاء في تقرير بان كي مون أن "إجراء انتخابات جديرة بالثقة أمر مهم جداً للانتقال بسلاسة من مرحلة ما بعد الانتخابات إلى الاستفتاء... كما سيقلل ذلك من إمكانية حدوث عنف ذو صلة بالانتخابات وسيساعد على إضفاء الشرعية على الهيئات التي ستشرف على الاستفتاء".

pm/am/mw- dvh

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join