بعد مرور أربعة أيام على الانفجارين اللذين أوديا في يوم واحد بحياة 35 شخصاً في العاصمة الباكستانية كراتشي، لا يزال الناجون يصلون إلى قسم الحوادث والطوارئ بمركز جينا الطبي بالمدينة.
وكانت القنبلة الثانية قد انفجرت خارج هذا المستشفى الحكومي بينما كان يستقبل جرحى الانفجار الأول الذي نجم عن اصطدام انتحاري بحافلة.
وفي هذا السياق، قال جاويد إقبال من مركز جينا الطبي، بعد يوم من الانفجار عندما عاود القسم فتح أبوابه: "يبدو أن المرضى خائفون من القدوم إلى هنا. فلم يصل "سوى ما بين 30 إلى 40 مريضاً" مقارنة بـ400 مريض في الأيام العادية.
من جهته، قال محمد جاويد، وهو سائق سيارة إسعاف، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "عمت الفوضى عندما اصطدم الانتحاري بجموع المرضى والمصاحبين لهم والأطباء والمساعدين والمتطوعين وفرق الإسعاف التي كانت تحضر الجرحى. أصبت شخصياً بجروح في وجهي وكل ما كنت أستطيع رؤيته الناس الممدين على الأرض بلا حراك أو الذين يئنون من الألم دون وجود من يساعدهم".
وكان من بين المصابين طبيبان على الأقل وبعض موظفي مركز جينا الطبي. وقد تم التسريع بنقل مرضى وحدة الطوارئ إلى مستشفيات أخرى في حين طالب سيمين جمالي، مدير المستشفى، الحكومة بتوفير المساعدة الأمنية والتدريب "لوضع مشابه بالأوضاع الحربية".
من جهتها، قالت سوميرة سالم، البالغة من العمر 60 عاماً، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "لا تتمتع المستشفيات بمستويات جيدة من الأمن. فهي ليست من الأماكن التي تتم حراستها مخافة التعرض للإرهاب. ابني طبيب ونحن نشعر بالخوف الآن كلما ذهب إلى العمل. كما أن جيراني شعروا بالخوف من اصطحاب طفلهم المريض إلى المستشفى بعد يوم من الانفجار فأحضروه إلى بيتنا كي يكشف عليه ابني".
العنف ضد الأطباء
وبعد انفجار مركز جينا الطبي، طالبت جمعية أطباء الطوارئ بأفغانستان بضرورة تحسين الحماية الأمنية للمستشفيات، حيث أخبر مدير الجمعية، جنيد رزاق، وسائل الإعلام أن الانفجار الذي حصل أمام المركز الطبي هو "تذكير مشؤوم بغياب الإجراءات الأمنية بأقسام الطوارئ في المؤسسات الصحية بالبلاد". وقد كلفت الحكومة الآن لجنة لمراجعة الخطة الأمنية للمستشفيات.
وأفاد محمد جنيد الذي يعمل حالياً مع شركة دوائية أن "المشكلة تكمن أيضاً في كون الناس يتقاطرون على غرفة الطوارئ بعد حوادث العنف، حيث يصبح من المستحيل معالجة المصابين عندما يبدأ الناس في مقاطعتك ولفت انتباهك إلى أقاربهم الجرحى. بل يتعرض الأطباء أحياناً للعنف. كنت أعمل في أحد المستشفيات الحكومية الكبيرة ولكنني واجهت العديد من المواقف التي جعلتني أخاف على سلامتي".
بدوره، قال أشفق أحمد، وهو طالب يبلغ من العمر 22 عاماً: "هرعت إلى مركز جينا الطبي للتبرع بالدم لأن هناك دائماً حاجة له في مثل هذه المواقف. كنت هناك عندما حصل الانفجار الثاني وأصبت بجراح في قدمي. كما أصيب قريبي البالغ من العمر 14 عاماً الذي كان يرافقني. سأفكر كثيراً الآن قبل أن أحاول التطوع للمساعدة في مثل هذه المواقف. فقد أصبح الأمر خطيراً للغاية".
kh/at/cb - amz/dvh
"