في الوقت الذي يجري فيه الإعداد للهجوم الذي ستشنه الآلاف من القوات الأفغانية والدولية على إقليم هيلمند جنوب أفغانستان، أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن قلقها حيال عدم تمكن المتأثرين بالنزاع في الإقليم من الوصول إلى الرعاية الصحية.
وقد حذرت اللجنة من أن اشتداد وتيرة النزاع ستضر بالنظام الصحي المتدهور بهيلمند. وجاء في قول بيجان فريدريك فرنودي، مسؤول الإعلام بمكتب اللجنة بكابول: "يتمثل مصدر قلقنا الرئيسي في عدم تمكن المدنيين أو المحاربين المصابين في المناطق المتأثرة بالنزاع من الوصول إلى الرعاية الصحية بسبب نقاط التفتيش والحواجز على الطرقات والخوف العام من السفر".
وتتولى اللجنة الدولية للصليب الأحمر تقديم خدمات صحية منقذة للحياة دون تمييز لجميع المتأثرين بالنزاع بما في ذلك غير المقاتلين المرضى أو المصابين.
وأوضح فرنودي أنه "بموجب القانون الدولي الإنساني يتحتم على كل الأطراف المتحاربة، سواء القوات الأفغانية أو الدولية أو المعارضة المسلحة، أن تضمن الوصول السريع والمفتوح لكل المصابين والمرضى بغض النظر عن انتمائهم العسكري أو السياسي أو العرقي".
ويشترك أكثر من 15,000 جندي من القوات الأفغانية والبريطانية والأمريكية في عملية عسكرية كبرى تهدف إلى استعادة مناطق مرجه وند علي بجنوب هيلمند من قوات طالبان التي ظلت تسيطر عليها طيلة العامين الماضيين. وقد توعدت قوات طالبان في بيان على الإنترنت في 10 فبراير بصد الهجوم.
وأفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها أخطرت كل الأطراف المتنازعة بموقع مركز الإسعافات الأولية الوحيد الذي تديره في مرجه.
كما أن هناك عدد من المستشفيات في لاشكارغا، عاصمة إقليم هيلمند، التي تبعد حوالي 40 كيلومتراً عن مرجه. وقد أفاد فرنودي أن "الخدمات الصحية ضعيفة جداً في أفغانستان وعادة ما تزداد سوءاً أو يصبح الوصول إليها صعباً في حالات النزاعات المسلح على الرغم من أن الحاجة إليها أكبر في مثل هذه الأوقات".
خيام للنازحين
وأفاد مسؤولون في الإقليم أن حوالي 300 أسرة وصلت إلى لاشكارغا من مرجه وما زال المزيد من الأشخاص يحاولون مغادرة منطقة النزاع ولكن التقارير تفيد أن المتفجرات المزروعة على جوانب الطريق تعيق خروجهم.
وقد لجأ العديد من النازحين للإقامة لدى أقارب وأصدقاء لهم في الوقت الذي حصلت فيه 60 أسرة على خيام يمكن نصبها في موقعين في لاشكارغا، حسب داوود أحمدي، الناطق باسم الإقليم.
وقد أفادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنها حصلت على تقارير تفيد بأن 282 أسرة من منطقة ند علي بحثت عن المأوى في مدينة لاشكارغا خلال الأسبوع الماضي.
كما أوضحت المفوضية وبرنامج الأغذية العالمي أنهما يراقبان الوضع في هيلمند عن كثب وأنهما على استعداد لمساعدة النازحين. وأشار شاليس ماكدوناف، الناطق باسم برنامج الأغذية العالمي في كابول، أن "البرنامج يملك مخزوناً غذائياً في هيلمند وهو على استعداد للاستجابة لأية احتياجات عاجلة". وأضاف أنه إذا اقتضى الأمر سيتم إرسال المزيد من المساعدات الغذائية إلى الإقليم بسرعة.
وأشار نادر فرهد، الناطق باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أن "المفوضية تشدد على تدقيق كل التقارير الخاصة بالنزوح والاستجابة لها في الوقت المناسب وبطريقة منسقة". وأضاف أن المنظمة أعدت مساعدات غير غذائية لـ3,000 أسرة متأثرة بالنزاع في هيلمند.
وليس لدى منظمات الأمم المتحدة أية مكاتب في هيلمند لأسباب أمنية ولكنها تنفذ مشاريعها الإنسانية عبر هيئات حكومية ومنظمات غير حكومية.
وأوضحت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها تقوم بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر الأفغاني بمساعدة النازحين في هيلمند منذ عدة سنوات وستستمر في ذلك.
ad/cb- amz/dvh
"