يرى الخبراء أن عمالة الأطفال في بنجلاديش تزداد انتشارا بسبب الفقر والانقطاع عن التعليم وانعدام الرقابة الحكومية وجشع أرباب العمل.
ووفقا لدراسة صادرة مؤخرا عن صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف) تحت عنوان فقر الأطفال والتباين الطبقي في بنجلاديش، هناك 7.42 مليون طفل عامل في البلاد، أي ما يقدر بحوالي طفل واحد من كل ستة أطفال.
وفي هذا السياق، تحدثت شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) إلى فاروق، البالغ من العمر 12 عاما، والذي يعمل كمساعد لأحد سائقي الشاحنات في دكا. كما تحدثت إلى أمه ورب عمله. وقد تكلم فاروق عن ظروف عمله قائلا:
أبدأ عملي في السابعة صباحا وأستمر فيه حتى الساعة العاشرة ليلا، كل يوم طيلة سبعة أيام. أحيانا، عندما يتوجه السائق إلى خارج دكا لتوصيل بضائع معينة أرافقه واضطر للبقاء مع الشاحنة طوال الوقت. أجني 135 تاكا (دولارين) يوميا من عملي هذا الذي أمارسه منذ أربع سنوات. قبل ذلك كنت أغسل الشاحنات في ورشة للسيارات مقابل دخل أقل بكثير مما أجنيه الآن.
كنت قبل وفاة والدي أذهب إلى المدرسة ولكنني اضطررت للتوقف عن ذلك بعد وفاته لزيادة دخل أسرتي. أنا أتمنى فعلا أن أتمكن من متابعة دراستي ولكنني أعتقد أن الأوان قد فات ولا أعلم إذا كان بوسعي أن أبدأ من جديد. لدي الآن فرصة لتعلم صنعة مفيدة وأتمنى أن أصبح سائق شاحنة ماهر عندما أكبر.
إن العمل كمساعد لسائق شاحنة مضن ومحفوف بالمخاطر ولكنني مضطر للقيام به لمساعدة أسرتي. هناك الكثير من الأطفال يمارسون نفس العمل مثلي. والعديد منهم أصغر مني سنا. مديري يحبني. وبالرغم من أنه يُعنِّفني أحيانا إلا أنه في معظم الأحيان يعاملني معاملة جيدة. أعلم أن هناك سائقين قساة ويعاملون مساعديهم بفظاظة، بل أن البعض منهم يقومون بضربهم أيضا".
أما أم فاروق، بارول بيغوم البالغة من العمر 35 عاما، فتحدثت عن اضطرار ابنها للعمل قائلة:
"توفي زوجي قبل سبع سنوات... فبدأت أعمل كخادمة في البيوت مقابل 2,700 تاكا (40 دولارا) شهريا. ولكن دخلي لم يكن يكفي. فلدي طفلة تبلغ من العمر ثمان سنوات تذهب إلى المدرسة، وعلي أن أفكر في مستقبلها. لذلك لم يكن أمامي خيار آخر سوى إرسال ابني للعمل.
الصورة: مساهم/إيرين |
يعي محمد عرفان أن فاروق يجب أن يكون في المدرسة، ولكنه يعتقد أنه يوفر له فرصة لتعلم حرفة |
من جهته، تحدث رب عمل فاروق، محمد عرفان البالغ من العمر 40 عاما، عن تشغيله لطفل قائلا:
"يسألني الكثير من الناس عن سبب تشغيلي لطفل كمساعدي. أنا أعتقد أن أسرته تحتاج للمال وأنا أقدم له فرصة لجنيه. كما أنني أقدم له فرصة لتعلم السواقة باعتبارها مهارة مهمة. فإذا تعلم هذا الطفل المهنة وأصبح سائقا جيدا فإن ذلك سيكون أمرا جيدا بالنسبة له ولأسرته.
طبعا أنا أعلم أنه لا ينبغي أن يعمل في عمره هذا بل الأحرى به أن يكون في المدرسة. وأنا أتعاطف معه وأشعر بالأسى لحاله، ولكن، في المقابل، إذا لم أقدم له فرصة العمل فإن أسرته ستواجه مشاكل مالية كبيرة. أنا لا أضربه وأحاول أن أساعده. أعرف أن بعض السائقين يعاملون مساعديهم بقسوة كبيرة بل أن البعض منهم يضربونهم أيضا".
mw/ds/cb – amz