يعاني آلاف النازحين من مناطق النزاع بالإقليم الحدودي الشمالي الغربي بباكستان من صعوبات متزايدة في ظل استمرار انخفاض درجات الحرارة في العديد من المناطق الشمالية، حسب تصريح عدد من النازحين لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين).
وأخبر الناطق باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالإنابة شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) الأسبوع الماضي أنه "من المحتمل أن يكون حوالي 900,000 شخص لا زالوا نازحين ويعيش معظمهم مع أسر مضيفة". وأوضح أنه من الصعب تقدير عدد النازحين في المخيمات بسبب تنقل العديد منهم بين بيوتهم في مناطق النزاع وبيوت أخرى في المناطق المضيفة.
وفي هذا السياق، اشتكى وارث محسود، وهو نازح يبلغ من العمر 35 عاماً، سوء أوضاعه قائلاً: "من الصعب جداً التأقلم الآن وقد اشتد البرد. نحن ننام في شرفة مفتوحة في بيت مضيفنا. فليس لديه سوى غرفتين بالداخل يشغلهما أفراد أسرته البالغ عددهم 10 أفراد".
وأضاف قائلاً: "اثنان من أطفالي الصغار مصابان بالبرد ويعانيان من ارتفاع الحرارة. أجد صعوبة كبرى في توفير الدفء اللازم لهما ليلاً".
وكان محسود قد نزح من جنوب وزيرستان في شهر نوفمبر إثر تعزيز الحكومة لعمليتها العسكرية ضد المقاتلين هناك وهو يعيش الآن مع أقاربه في مدينة ديرة إسماعيل خان بالإقليم الحدودي الشمالي الغربي. وعلق على أوضاعه قائلاً: "فكرنا في العودة إلى ديارنا في بداية هذا الشهر بسبب الضغط الذي نسببه لمضيفنا، ولكن بيتنا الذي يقع بالقرب من وانا [جنوب وزيرستان] قد تعرض للدمار ولا نستطيع الرجوع إليه قبل أن يتم ترميمه وإصلاحه".
وبالإضافة إلى النازحين الذين يعيشون مع أسر مضيفة، أفادت المفوضية أن هناك حوالي 110,368 نازحاً في 13 مخيماً في بيشاور ونوشيرا ومردان وشرسادا ومنطقتي دير السفلى وهانغو، معظمهم نزحوا من منطقة باجور.
ووفقاً لآخر تحديث صادر في 9 ديسمبر 2009 عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، تم توزيع مستلزمات الشتاء، بما فيها الخيام المناسبة لجميع أحوال الطقس والمفارش والأغطية، على النازحين. غير أن ظروف المعيشة لا تزال صعبة.
أخطار الحريق
وأفاد محمود حسين، أحد المنظمين التابعين للسلطات المحلية بمنطقة هانغو أن بعض النازحين يحاولون إضرام النار للحصول على بعض الدفء وعادة ما يقومون بإضرامها في مكان قريب جداً من الخيام أو بداخلها. وأضاف: "نحن نحاول منعهم من ذلك للمخاطر التي ينطوي عليها". وكان أربعة أطفال قد تعرضوا للحرق حتى الموت قبل أسبوعين بعد أن شبت النار في خيمتهم بمخيم جلالة بمنطقة مردان بسبب تماس كهربائي.
صعوبات تواجه النساء والأطفال
وتعتبر ظروف الحياة أصعب بالنسبة للنساء والأطفال حيث قالت زارينا بيبي، وهي نازحة تعيش مع 50 أسرة أخرى في مخيم محمد خوجة: "من الصعب جداً تنظيف الملابس أو الاستحمام بسبب انعدام المياه الساخنة. ولا نستطيع تسخين أكثر من طنجرة صغيرة من الماء على أفراننا".
كما يواجه النازحون العديد من المشاكل الأخرى غير المتوقعة حيث قالت عظمى بيبي، وهي لاجئة في مردان تبلغ من العمر 40 عاماً: "مع حلول فصل الشتاء بدأ رجال الأسر المضيفة ينامون داخل البيت بدل النوم في ساحاته الخارجية. لا نستطيع الوصول إلى الحمامات إلا إذا مررنا بالغرفة التي ينام فيها قريبي وابنه وهذا غير لائق في ثقافتنا. أحياناً أضطر وبناتي المراهقات للصبر دون الذهاب إلى الحمام لأكثر من 14 ساعة إلى أن يغادر الرجال البيت".
من جهته، أفاد ماهين خان، وهو طبيب أطفال في بيشاور، أن "أمراض الجهاز التنفسي تصبح جد منتشرة بين الأطفال في هذا الوقت من السنة. والأطفال معرضون للمرض بشكل خاص وقد توالت تقارير بحدوث العديد من حالات العدوى بين أطفال النازحين".
وقد تسبب انعدام الأمن في عرقلة وصول المنظمات الدولية والنساء المتخصصات في الشؤون الصحية إلى النازحين.
kh/ed/cb – az/dvh
"