اضطر مئات النازحين في شمال غالكايو بإقليم بونتلاند للهروب مرة أخرى بعد تعرضهم وأعمالهم وديارهم لهجمات بعض الجموع الغاضبة، حسب تصريح السكان المحليين.
وكانت حالة من الرعب قد تملكت النازحين خلال الأسبوعين الماضيين بعد تعرضهم لهجمات بعض الأشخاص بدعوى تورطهم في التفجيرات التي هزت المدينة.
وكان آلاف الأشخاص من جنوب الصومال قد هربوا في السنوات الماضية باتجاه الشمال إلى إقليم بونتلاند الذي أعلن استقلاله من جانب واحد إثر تصاعد العنف في مناطقهم الأصلية.
وفي هذا السياق، أخبر محافظ غالكايو، عبد الرحمن محمد حاجي، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في 21 ديسمبر أنه على هذه الهجمات التي تستهدف النازحين بالدرجة الأولى أن تتوقف. وجاء في قوله: "لن نتسامح مع أي شخص يقوم بمهاجمة النازحين ونهب ممتلكاتهم".
وقد شهدت حوادث القتل والتفجيرات تزايداً ملحوظاً خلال الأسابيع الستة الماضية، في ظل تناقل "إشاعات" بأنها من فعل النازحين. غير أن حاجي أكد أن "هذه الهجمات من اقتراف مجرمين سنقوم بالتعامل معهم ومحاسبتهم. لا يجب أن يلقى اللوم فيها على النازحين الأبرياء".
وطالب حاجي بوقف "الإشاعات والشكوك" حول النازحين، مؤكداً أنهم صوماليون وأن "هذا بلدهم، ولا يجب أن يشعروا أنهم غرباء أو أن يصبح لديهم سبب للخوف".
وأشار إلى أن الهجمات التي تستهدف النازحين "هجمات مؤسفة ترفضها كل السلطات في بونتلاند" وأضاف قائلاً: "سنقوم بكل ما نستطيع لضمان شعور الناس بالأمان".
من جهته، أعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بالصومال عن "قلقه الشديد" حيال وضع النازحين ببونتلاند. وأضاف أنه شرع في محادثات مع السلطات لإيجاد أفضل طريقة لمعالجة الوضع.
نهب الممتلكات
وقد أثر انعدام الأمن على كل مجالات الحياة بالنسبة للنازحين بما في ذلك قدرتهم على كسب العيش، حسب أحد النازحين الذي طلب عدم الكشف عن هويته والذي قال: "كنت أملك محلاً تجارياً صغيراً وقد تعرض للنهب قبل عشرة أيام عندما تعرضنا للهجوم من طرف جمع غاضب. لم يكن ما نملكه بالكثير، بل فقط ما يقينا شر التسول. أما الآن، فلم يتبق لدي شيء ولا أعلم من أين أضمن وجبة الغذاء المقبلة لأسرتي".
وأوضح هذا النازح أنه قدم إلى غالكايو قبل أربع سنوات ولم يواجه أية مشاكل حتى الآن، ولكنه قال: "الآن علينا أن نهرب إلى الجنوب خاليي الوفاض". وأكد أن العديد من النازحين سيعودون إلى مناطقهم الأصلية إذا حصلوا على المساعدة اللازمة لذلك... أنا على يقين أن العديد منا سيرغب في العودة ولكننا لا نملك الإمكانيات اللازمة لذلك".
من جهتها، قالت النازحة هاريدو عبدي، وهي أم لأربعة أطفال، لاذت بالفرار إلى جنوب غالكايو مع بعض الأسر الأخرى: "بالكاد تمكنا من النجاة بحياتنا عندما هاجمنا الجمع الغاضب. لقد تركنا كل ممتلكاتنا وراءنا". وأضافت أنها لن تعود إلى غالكايو بالرغم من كل الضمانات المقدمة من طرف سلطات بونتلاند. وعلقت على ذلك بقولها: "عندما تركت مقديشو وتوجهت إلى هنا كنت أعتقد أن هذا مكان آمن ولكنه لم يعد كذلك".
وقد ناشد عبدي منظمات الإغاثة بمساعدة النازحين الجدد قائلاً: "نحن في العراء ونحتاج للمساعدات الغذائية وللمأوى".
ah/mw – az/dvh
"