توتر العلاقات
وقد اتسمت العلاقات بين اللاجئين الفلسطينيين، الذين يبلغ عددهم حوالي 400,000 لاجيء موزعين في 12 مخيماً، ومضيفيهم بحد كبير من التوتر، حيث يحمّل بعض اللبنانيين اللاجئين الفلسطينيين مسؤولية اندلاع الحرب الأهلية التي مزقت البلاد خلال الفترة بين 1975 و1990.
قيدوني بقيود بلاستيكية، وألقوا بي على الأرض وضربوني بأطراف بنادقهم |
وأضافت قائلة: "يتعرض المدنيون إلى أشكال مختلفة من الإساءة تراوحبين البسيطة وال شديدة. أعتقد أن هذه الانتهاكات تحصل بشكل دوري حسب الشهادات التي تمكنا من جمعها". وتفيد معظمها بارتكاب الجنود لهذه الإنتهاكات إلا أن "الميلشيات المحلية قد تكون مسؤولة عن بعضها أيضاً، على الأقل في حالة واحدة".
كما أوضحت باترلي بأنه تم تسجيل حالات اعتقال للعديد من الفلسطينيين، خصوصاً الشباب منهم لعدة ساعات، وتعرضهم للصفع والضرب، بالإضافة إلى حالات أكثر خطورة تم فيها تهديد الفلسطينيين بالقتل، وتقييدهم في أوضاع مؤلمة لعدة ساعات وضربهم. كما أفاد بعض الشهود بأن فقط من الطعام والشراب والأدوية تقدم للمعتقلين، وفي بعض الأحيان يتم منعها عنهم كلياً.
الخوف من التعرض للإساءة
وتقول منظمة مراقبة حقوق الإنسان "هيومان رايتس ووتش" بأن مثل هذه القصص هي التي تثني بعض الفلسطينيين المقدر عددهم بحوالي 5,000 لاجيء عن المجازفة بمغادرة مخيم نهر البارد. وقالت رانيا مصري، وهي ناشطة في مجال حقوق الإنسان تعمل مع منظمة "حملة إغاثة نهر البارد" بأن الخوف من الإساءة يثنى الفلسطينيين عن التحرك عموماً.
وأضافت مصري: "نعلم أن العديد من لاجئي نهر البارد لن يجازفوا بالخروج إلى عملهم مخافة التعرض لسوء المعاملة".
الصورة: هيو ماكلويد/إيرين |
مخيم البداوي المزدحم الذي يبعد 10 كيلومترات عن مخيم نهر البارد |
وصرح شاب آخر في الثامنة عشر من عمره لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بأنه تعرض للضرب والركل مراراً على مدى 13 ساعة قضاها في الاعتقال بصحبة عدد من الفلسطينيين.
وقال الشاب الذي كان يعمل بمحل تجاري قبل اندلاع الأزمة: "لقد بقيت مختبئاً داخل مخيم نهر البارد بعد أن غادرته أسرتي. إلا أن شدة القصف دفعتني إلى الرحيل". وعند وصوله إلى نقطة تفتيش، تم إلقاء القبض عليه ونقله إلى المعتقل.
وأضاف الشاب: "لقد قام العديد من الجنود بضربي خلال الاستجواب، وقد رأيت أخرين يتلقون معاملة أسوأ مما تلقيته. كان أبشع شيء أنهم قاموا بسبي وسب شعبي، وسب أمي وأختي. لا أحد يقدر على تحمل كل ذلك".
"