تسببت الامطار التي هطلت في جميع أنحاء إقليم كردستان بشمال العراق الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي، بعد غياب دام عامين، في عودة المزارعين الذين كانوا قد هجروا أراضيهم، وفقاً لتصريحات المسؤولين.
وقال بلدار محمد أمين، رئيس مديرية الزراعة بأربيل: "لقد أضر الجفاف الذي ضرب المنطقة خلال الموسمين الماضيين بمصادر الري الرئيسية الخاصة بنا من المياه السطحية ومياه الآبار، وكان لهذا أثر سلبي على جميع محاصيلنا -- خاصة القمح والشعير".
وقال أمين لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "نحن متفائلون هذا الموسم لأن البداية جيدة إلى الآن. يمكن لبعض المزارعين زراعة أراضيهم بدءً من هذا الشهر، في حين سيبدأ آخرون في شهري يناير وفبراير".
وأضاف أنه إذا استمر الطقس على هذا المنوال طوال الموسم سوف يتخطى الإنتاج 350 ألف طن من القمح والشعير في المحافظات الثلاث التي تشكل إقليم كردستان. وفي العام الماضي، أنتج المزارعون ثلث هذه الكمية فقط، وخلال عام 2007 تم حصاد 12 ألف طن فقط.
وقال أمين أن السلطات ستساعد المزارعين من خلال دعم البذور ومعدات الري وتقديم القروض للمساعدة في حفر الآبار وتوفير المعدات، دون تقديم المزيد من التفاصيل.
نازحون
ووفقاً لتقرير صادر في 13 أكتوبر 2009 عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، نزح أكثر من 100 ألف شخص منذ عام 2005 بسبب الجفاف.
وكانت قنوات جوفية من صنع الإنسان معروفة باسم "كارز" توفر بالعادة إمدادات مائية يمكن الاعتماد عليها، ولكن الكثير منها قد جف.
وقال التقرير أن ما يقرب من 40 بالمائة من 683 قناة في خمس محافظات شمالية (وهي دهوك وأربيل والسليمانية وكركوك والموصل) قد تم هجرها في عام 2005، بينما تقلصت تدفقات الـ 116 قناة التي لا تزال تستخدم هذا الصيف، مما يعرض حوالي 36 ألف شخص آخرين لخطر النزوح.
وقال ديل لايتفوت من قسم الجغرافيا في جامعة أوكلاهوما في التقرير الذي يتكون من 56 صفحة: "ستضيع أجيال من الأسر والتاريخ المشترك والتعلق بالمكان عندما تموت القرية، كما سيؤدي تشريد الناس إلى مشاكل اجتماعية واقتصادية إضافية".
"وقد اتخذت الأسر القرار المؤلم ببيع مواشيها ومغادرة القرية إلى مكان آخر، حيث لا تكون المياه شحيحة إلى هذا الحد"، حسبما ذكر التقرير الذي أضاف أن "معدل تراجع عدد السكان قد بلغ 70 بالمائة تقريباً في القرى المتضررة منذ الجفاف والإفراط في ضخ المياه الذي أدى إلى جفاف العديد من القنوات الجوفية".
وقد تم تطوير تقنية القنوات الجوفية "الكارز" في بلاد فارس القديمة، وتضم سلسلة خطية من الآبار التي تم ربطها عن طريق نفق منحدر تحت الأرض يجمع مياه الآبار المتراكمة ويوصلها إلى قنوات سطحية عند سفح التلال.
وأخبر محمد جوهر وهو مزارع يبلغ من العمر 56 عاماً من محافظة السليمانية شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن الجفاف قد أجبره على التخلي عن أرضه في أوائل عام 2006. وأضاف محمد وهو أب لثمانية أبناء، أنه انتقل الى المدينة وعمل كعامل نظافة في إحدى المدارس الثانوية، ثم حارساً في مبنى سكني، ويعمل الآن بستاني.
وأوضح بالقول: "نحن مفعمون بالأمل بأننا سنتمكن في نهاية المطاف من العودة إلى الأرض التي عاش عليها أجدادنا".
sm/ed/cb-ais/dvh
This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions