أعرب مسؤولو الهجرة في جمهورية أرض الصومال المعلنة من جانب واحد عن قلقهم من ارتفاع عدد المهاجرين الإثيوبيين غير الشرعيين الذين يدخلون إلى الإقليم، قائلين أن عددهم يصل إلى 90 شخص يومياً مقارنة بـ 50 شخص يومياً خلال عام 2008.
وقد أفاد أحد مسؤولي الهجرة الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن أولئك الداخلين إلى أرض الصومال هم باحثون عن اللجوء من منطقة أوروميا بإثيوبيا في حين يعبر آخرون أرض الصومال في طريقهم إلى شبه الجزيرة العربية.
ولا يزال العدد الحقيقي للاجئين الإثيوبيين في أرض الصومال غير واضح في ظل تضارب أرقام السلطات بالإقليم وأرقام المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وفي هذا السياق، قال محمد إسماعيل، مدير إدارة الشؤون الاجتماعية في وزارة الداخلية المكلفة بالإشراف على شؤون اللاجئين والباحثين عن اللجوء: "نعتبر أن هناك 4,000 لاجئ إثيوبي [فقط]، أما كل الأشخاص الآخرين الذين يعيشون في أرض الصومال ليسوا لاجئين بل قدموا إلى أرض الصومال بحثاً عن حياة أفضل".
ووفقاً لمكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الصومال، هناك 1,600 لاجئ إثيوبي في أرض الصومال وأكثر من 14,000 باحث عن اللجوء. وقد أخبرت روبرتا روسو، الناطقة باسم المفوضية، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في 22 أكتوبر أن "المفوضية مسؤولة بشكل كبير عن تنظيم حملات إعلامية قوية تستهدف الإثيوبيين وتطلعهم على حقهم في طلب اللجوء إذا كانوا هاربين من الاضطهاد في بلدهم وعلى حقوقهم كلاجئين".
غير أن مصدراً في وزارة الداخلية أفاد أن آخر تقديرات الوزارة والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين في عام 2006 تشير إلى أن هناك 8,000 لاجئ إثيوبي على الأقل في أرض الصومال. أما ساليبان إسماعيل بولالي، رئيس منظمة حقوق الإنسان بالقرن الإفريقي، فقد أفاد أن "مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين منحت صفة لاجئ لـ1,500 شخص فقط في حين تفيد التقديرات أن هناك آلاف الإثيوبيين في أرض الصومال".
العيش في الشوارع
وقالت أشا عبدي، وهي أم إثيوبية لستة أطفال تعيش وإياهم في شوارع هرغيسا، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "غادرت وأطفالي بيتنا في مدينة بابولي بمنطقة أوروميا قبل عدة أشهر. جئنا إلى هنا لأننا عانينا طويلاً من قلة الطعام". وأسرة أشا واحدة من العديد من الأسر الإثيوبية التي تصارع للبقاء في شوارع هرغيسا. وقالت أشا: "نعيش تحت ظلال البيوت ونتسول الطعام للبقاء على قيد الحياة".
من جهته، أخبر مسؤول إثيوبي، طلب عدم الكشف عن هويته، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أنه يبدو أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في هرغيسا تشجع طالبي اللجوء على دخول أرض الصومال. وجاء في قوله أن "الإثيوبيين يهاجرون إلى أرض الصومال بحثاً عن حياة أفضل، كأن يتم توطينهم في بلد أجنبي حيث يأتون إلى هنا ثم يعودون إلى ديارهم بعد التسجيل لدى المفوضية في هرغيسا كطالبي لجوء. وعندما يأتي موعد توطينهم يعودون إلى هرغيسا".
غير أن روسو أفادت أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عملت كل ما في وسعها لتوعية اللاجئين بحقوقهم ولضمان عدم سوء استعمال آليات الحماية الموضوعة لفائدتهم. وأضافت أن المفوضية في عدد قليل من الحالات عرضت اختيار إعادة الاستقرار في بلد ثالث إذا كان اللاجئ يواجه خطر انعدام الأمن في بلد اللجوء أو استحالة الاندماج في المجتمع. وأوضحت أن هذا الاختيار يمنح لأكثر الحالات حاجة.
maj/js/ah/mw - az/dvh
"