أطلقت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عملية عابرة للحدود من خلال السعودية للاستجابة للاحتياجات الملحة للنازحين العالقين في مدينة صعدة ومحيطها شمال اليمن، وفقاً لمسؤولين من الأمم المتحدة.
وفي هذا السياق، أفاد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق شؤون الطوارئ، جون هولمز، في مؤتمر صحفي عقد بالعاصمة اليمنية صنعاء في 11 أكتوبر أن "القافلة الأولى للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين والمحملة بمواد الإغاثة الإنسانية الأساسية في طريقها لمساعدة آلاف النازحين العالقين الذين تعذر الوصل إليهم طيلة الشهرين الماضيين بسبب تصاعد المواجهات بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين".
وكان هولمز قد أنهى زيارة رسمية لليمن استغرقت ثلاثة أيام زار خلالها مخيم المرزاق بمحافظة حجة على بعد 300 كلم من صنعاء. وقد كان من المقرر أن تبدأ هذه العملية العابرة للحدود يوم 10 أكتوبر ولكن تم تأجيلها حتى 11 أكتوبر بسبب بعض العراقيل التقنية المرتبطة بالوثائق، حسب أندرو نايت، مسؤول العلاقات الخارجية بمكتب المفوضية باليمن. كما أخبر هذا الأخير شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "الشحنة الأولى من مواد الإغاثة الطارئة تتضمن المفارش والأغطية ومواد النظافة الشخصية ومستلزمات المطبخ لـ2,000 شخص. وسيتم توزيع هذه المواد على النازحين العالقين في صعدة من طرف شريكنا في التنفيذ، جمعية الأمل غير حكومية الواقع مقرها في صعدة".
أما في باقم وبعض المناطق الأخرى بالقرب من الحدود السعودية، فقد تعذر وصول عمال الإغاثة إلى ما بين 15,000 و30,000 نازح خلال الشهرين الماضيين، حسب المفوضية. غير أن رباب الرفاعي، الناطقة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، قالت لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "لقد نجحنا بالتعاون مع شريكنا المحلي، جمعية الهلال الأحمر اليمني، في توفير الخيام لـ1,000 نازح في باقم خلال اليومين الماضيين... ونحن بصدد إرسال المزيد من الخيام لتغطية احتياجات أكثر من 10,000 نازح في محافظتي صعدة وعمران".
الأمن
ووفقاً لهولمز، سيتم بذل الجهود لضمان أمن الممرات الإنسانية حيث قال: "نريد أن نقنع المقاتلين الحوثيين أن الوصول إلى النازحين في كل الأماكن التي لجؤوا إليها يستحوذ على كل اهتمامنا في الوقت الحالي". وطالب هولمز الأطراف المتنازعة بضرورة ضمان حماية المدنيين طبقاً لما هو منصوص عليه في القانون الدولي الإنساني.
كما أكد جان نيكولا مارتي، مدير مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن، على أهمية أمن موظفي الإغاثة والمستفيدين منها. وجاء في قوله أن "العديد من المواطنين في المحافظات التي تمزقها الحرب أخبرونا أن ديارهم تعرضت لأضرار بالغة أو لدمار كامل خلال الجولة السادسة من المواجهات التي اندلعت في 12 أغسطس. كما أنهم فقدوا وظائفهم وممتلكاتهم وسبل عيشهم وأصبحوا غير قادرين على شراء المواد الغذائية الأساسية لأنها إما غير متوفرة أو باهظة الثمن".
وفي آخر جولة من المواجهات بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين، سجل الموظفون الميدانيون للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين 36,216 نازحاً في محافظات صعدة وحجة وعمران في الوقت الذي وصل فيه مجموع النازحين منذ عام 2004 إلى حوالي 150,000 نازح بما فيهم أولئك الذين يعيشون لدى أسر مضيفة أو الذين يصعب الوصول إليهم.
ay/at/cb - az/dvh
"