أفاد مسؤولو الصحة أنهم يحاولون درء الأمراض في أعقاب الزلزال القوي الذي ضرب إقليم غرب سومطرة بإندونيسيا في الوقت الذي شهدت فيه عمليات الإغاثة توقفاً مفاجئاً.
وكانت أمطار غزيرة قد غمرت أجزاء من غرب سومطرة في 5 أكتوبر جالبة معها القليل من الهواء المنعش بالنسبة للبعض والكثير من البؤس بالنسبة لآلاف الناس الذين لا زالوا يفتقرون للمأوى بسبب هذا الزلزال الذي بلغت قوته 7.6 درجة على مقياس ريختر.
وفي هذا السياق، قال رستم باكايا، مدير مركز الأزمات بوزارة الصحة أن "هطول المطر أمر جيد لأنه يغسل كل الغبار وينظف الجو. إنه نعمة". وأكد أن الوزارة تعمل كل ما بوسعها للحيلولة دون انتشار الأمراض في المناطق المتضررة من الزلزال. وأضاف قائلاً: "لقد أرسلنا فرقاً طبية إلى المناطق المنكوبة لمعاينة الناجين والاطلاع على أحوالهم".
غير أن رضوان غوستيانا من مؤسسة إيبو، وهي منظمة غير حكومية إندونيسية تعمل في المناطق المتأثرة بالزلزال في بادانج باريامان وتعنى بتوفير العيادات المتنقلة والاستشارة، حذر من أن انعدام المياه النظيفة والمأوى الكافي يعرض الناجين من الزلزال لأمراض مثل الإسهال.
وأخبر شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "الوصول إلى المياه النظيفة يبقى مشكلة. كما أن مواد الإغاثة مثل الخيام لم تصل بعد لذا يحاول الناجون الاحتماء في ما تبقى من بيوتهم". وأضاف أن "الناس لا يملكون المأوى الكافي ويواجهون خطر المضاعفات التنفسية خصوصاً خلال موسم الأمطار".
تباطؤ جهود الإغاثة
وقد بدأ عمال الإغاثة يعيدون تركيز جهودهم الآن بعد أن تضاءلت الآمال في العثور على ناجين تحت أنقاض البنايات المدمرة في العاصمة بادانج، حسب المسؤولين.
وقد علق معظم المفقودين في بادانج تحت أنقاض كثيفة من الإسمنت ومن غير المحتمل أن يكونوا مازالوا على قيد الحياة بعد مرور خمسة أيام على الزلزال، حسب بريادي كاردونو، الناطق باسم الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث. وقد أخبر هذا الأخير شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "البحث عن ناجين في بادانج قد توقف. وقد بدأ عمال الإغاثة الآن يزيحون الحطام باستعمال معدات ثقيلة لتجميع الجثت. وأضاف أن "البحث عن ناجين لا يزال مستمراً في بعض المناطق النائية".
ويحاول أقرباء المفقودين تقبل مصير أحبائهم في ظل تباطؤ جهود الإغاثة، حيث قال نورخوسني الذي كان ابنه يحضر ندوة في فندق أمباكانج مع 80 شخصاً آخر نظمتها شركة تأمين: "لم يعثروا بعد على ابني. لقد كانت جهود الإغاثة بطيئة في كل المراحل. ولكنني أعتقد أن ذلك كان مصيره. لقد بدأت أتقبل فراقه".
الانزلاقات الأرضية
وقد أفادت إدارة غرب سومطرة أنها لن تحاول العثور على 600 شخص دفنوا عندما جرفت الانزلاقات الأرضية الناتجة عن الزلزال ثلاث قرى صغيرة في بادانج باريامان محولة المنطقة إلى مقبرة جماعية. وجاء في تصريح الناطق الرسمي باسم الإدارة، ديدي نوزول قوله: "هناك إمكانية ضئيلة للعثور على ناجين ونحن نعطي الأولوية لمن له فرصة أكبر في النجاة. لقد بقي الضحايا مدفونين لأكثر من خمسة أيام لذلك فإنه من غير المحتمل أن يكونوا على قيد الحياة".
الصورة: جيفري آريز/إيرين |
أحد الناجين من الزلزال يحصل على حقنة من طبيب في مركز طبي مؤقت في بادانج، غرب سومطرة |
وما يزال 343 شخصاً على الأقل في عداد المفقودين في حين تعرض 178,671 منزلاً لأضرار متفاوتة وأكثر من 88,300 بيت آخر لدمار كامل بسبب الزلزال، حسب الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث.
من جهته، أفاد الوزير المنسق لشؤون الرعاية الاجتماعية، أبو رضا البكري أن الحكومة خصصت ستة ترليون روبية (حوالي 625 مليون دولار) كميزانية إعادة إعمار لغرب سومطرة و100 مليار روبيه كميزانية طوارئ.
وسيتم تخصيص نصف ميزانية إعادة الإعمار لترميم البيوت وتوفير الاحتياجات الأساسية للناجين.
atp/ey/mw – az/dvh
"