أخبر العقيد عثمان حسن أويكي، المسؤول رفيع المستوى في شرطة بونتلاند، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن السلطات في بلاده بدأت حملة لردع المهاجرين المحتملين ومهربيهم الذين يستعملون موانئها للوصول إلى دول الخليج.
وأوضح أويكي أن آلاف الصوماليين والإثيوبيين قد تجمعوا في بوساسو، العاصمة التجارية للبلاد، في محاولة لعبور خليج عدن إلى اليمن، قائلاً: نقدر أن يكون هناك ما بين 3,000 و5,000 مهاجر حالياً داخل بوساسو وفي محيطها".
وأضاف أن وحدات أمنية تمركزت في بعض الموانئ الشاطئية التي يستعملها المهربون لإركاب المهاجرين، موضحاً أن "ميناء شاطئ مراري [الواقع على بعد 10 كيلومتر عن بوساسو] والذي كان يعتبر واحداً من أهم الموانئ المستعملة من قبل المهربين أصبح الآن يضم مخفراً للشرطة".
وأضاف قائلاً: "على الرغم من الجهود التي تبذلها الشرطة في بونتلاند لوقف تدفق المهاجرين إلا أنهم يستمرون في الوصول. لقد أقفلنا واحداً أو اثنين من الموانئ المعروفة ولكنهم يعثرون على غيرها".
وقال أنه بعلى الرغم من أن الشرطة ستستمر في إنشاء مخافر في "معظم الشواطئ الهامة"، إلا أنها لا تملك الإمكانيات التي سساعدها على وقف التهريب بشكل نهائي دون الحصول على مساعدة المجتمع الدولي.
ووفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، قام 924 مركباً وأكثر من 46,700 شخص بالعبور إلى اليمن انطلاقاً من القرن الإفريقي منذ شهر يناير. وأفادت روبرتا روسو، الناطقة باسم المفوضية في الصومال، أنه "حتى الآن، تبين غرق 322 شخصاً أو فقدانهم في عرض البحر فاعتبروا في عداد الأموات".
من جهته، أخبر صحفي محلي، طلب عدم الكشف عن هويته، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن السلطات سبق وحاولت فيما مضى وقف تدفق المهاجرين ولكنها فشلت. كما أنهم "حاولوا إعادة توطينهم في ديارهم في إثيوبيا أو جنوب الصومال ولكن المحاولة باءت بالفشل". وأضاف أن العديد من المهاجرين عادوا للمحاولة من جديد "فهم يائسون ومهما حصل سيركبون القوارب إذا رغبوا في ذلك".
وأفاد أويكي أن الشرطة أوقفت إعادة توطين المهاجرين لأنه "بمجرد أن نعيدهم إلى ديارهم يرجعون إلى المحاولة من جديد، ونحن لا نملك إمكانية الاستمرار في إعادتهم".
واشتكى من أن منظمات الإغاثة لا تقدم الدعم الكافي لمواجهة الوضع مضيفاً أنه لا يوجد حتى مخيم رسمي لاستضافة المهاجرين، "فهم منتشرون في كل مكان مما يصعّب مهمة الشرطة في مراقبتهم".
غير أن روسو أوضحت أنه "في عام 2006 كانت هناك محاولة لإنشاء مخيم للمهاجرين ولكنها فشلت. فبدل أن يوفر هذا المخيم الحماية لساكنيه تحول إلى منشأ لكل أنواع المخالفات". كما قامت السلطات والوكالات في عام 2009 بالنظر مرة أخرى في فكرة إنشاء المخيم ولكنها سرعان ما تخلت عنها من جديد.
وأضافت روسو أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وشركائها يقومون بنشر المعلومات حول مخاطر عبور خليج عدن وحول الخيارات المتاحة للمهاجرين والباحثين عن اللجوء.
وأشار الصحفي إلى أنه لدى بونتلاند خطاً ساحلياً طويلاً من الصعب جداً على الشرطة حراسته، "لأن السلطات لا تملك ما يكفي من إمكانيات للقيام بذلك بشكل فعال".
وتشير التقارير إلى أن المهربين يتقاضون من كل راغب في الهجرة ما بين 150 و200 دولار لنقله إلى اليمن، حسب الصحفي الذي أضاف أن "العديد من المهاجرين يضطرون للعمل أكثر من سنة لتوفير هذا القدر من المال".
ah/mw- az/dvh
"
