وقد تم الآن وضع أداة تحليلية مبنية على دراسة تهدف إلى خريطة توضح ضعف القطاع الزراعي لجنوب أفريقيا تجاه تقلبات وتغير المناخ وذلك لمساعدة مخططي السياسات على تحديد المجتمعات الأكثر ضعفا تجاه تغير المناخ ومساعدتهم على الاستعداد لظروف زراعية مختلفة اختلافا جذريا.
وجدير بالذكر أن جنوب أفريقيا لديها ما يقرب من 100 مليون هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة، تحصل منها 14 مليون هكتار فقط على مياه أمطار كافية لزراعة المحاصيل.
وقد تم التوصل إلى أن صغار المزارعين الذين يعتمدون في الزراعة على مياه الأمطار هم من بين الفئات الأقل مقاومة للاحتباس الحراري في المناطق الريفية كثيفة السكان في إقليم كوازولو ناتال على الساحل الشرقي للبلاد، وتلك المناطق هي المساهم الزراعي الأكبر لجنوب أفريقيا في الناتج المحلي الإجمالي. وهي مناطق تكثر فيها نسبة الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب والإيدز. كما ثبت أيضا وجود نفس عوامل الضعف لدى المزارعين في محافظة ليمبوبو في الشمال وإقليم كاب الشرقي على الساحل الجنوبي الشرقي.
وقال جالواديس بيتيبو الباحث في مركز الاقتصاد البيئي والسياسيات في أفريقيا بجامعة بريتوريا وأحد مؤلفي الدراسة أن المزارعين في تلك الأقاليم لديهم مقاومة أقل لأن المناطق التي يعيشون فيها غير متطورة، ولا تتوفر لديهم وسيلة للحصول على أصناف المحاصيل التي تتحمل الجفاف". المؤلف الثاني للدراسة هي كلوديا رينجلر كبيرة الباحثين في المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية وهو مؤسسة بحثية مقرها الولايات المتحدة.
والأداة عبارة عن دليل يحوي 19 مؤشر بيئي واجتماعي واقتصادي يتم استخدامهم لتحديد مستوى الضعف مثل تكرار موجات الجفاف والنسبة المئوية للأراضي المروية والإيرادات الزراعية وحجم الأرض الزراعية وانتشار فيروس نقص المناعة البشري والأصول الزراعية في أقاليم البلاد التسعة.
وقد أورد المؤشر إقليمي كيب الغربي وجوتينج الذين يتوفر بهما مستوى عال لتنمية البنية التحتية والتعليم ولكنهما لا يسهمان مساهمة زراعية كبيرة في إجمالي الناتج المحلي في موضع متأخر نسبيا في مقياس الضعف.
ما الذي يمكن عمله
تقترح الدراسة تقليل الضغط على الموارد الطبيعية وتحسين إدارة المخاطر البيئية وتوفير شبكات أمان اجتماعي للفقراء.
ويجب أن يقوم واضعو السياسات بسن تدابير في الأقاليم الأكثر ضعفا من أجل تعزيز المشاركة في السوق وخاصة بين صغار المزارعين وتشجيع تنوع موارد الرزق لتقليل اعتماد الناس على الزراعة ووضع برامج اجتماعية ملائمة وزيادة الإنفاق على الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية للمساعدة في دعم وصيانة رأس المال المادي والثروة البشرية المرتبطة به.
ودعا بيتيبو إلى تنمية البنية التحتية في المناطق الريفية وتوفير برامج للتأمين الزراعي. حيث يجب إعطاء الأولوية إلى تطوير المزيد من النظم الدقيقة للإنذار المبكر من الأحداث المناخية القاسية مثل الجفاف والفيضانات في المناطق الأكثر تعرضاً للخطر وخاصة المناطق الساحلية.
وطبقا لإدارة شئون البيئة والسياحة فإن الإنتاج الغذائي في جنوب أفريقيا قد زاد خلال الأربعين عاما الماضية بدرجة أساسية عن طريق تحسين إنتاجية الأرض إلا أن إنتاج الفرد في المجتمع التنموي الجنوب أفريقي آخذ في الانخفاض بصفة عامة.
"كان هناك انخفاض كبير في الإنتاج (بصورة ملحوظة في الفترة 1981-1983 والفترة 1989-1993) وهو ما تزامن مع موجات جفاف كبيرة تلتها فترات انتعاش ولكنها لم تكن كافية لكي يتواكب خلالها الإنتاج الغذائي مع النمو السكاني. وهذا الأمر قد يصبح مثيراً للقلق حيث من الممكن أن يؤثر على الأمن الغذائي ليس في جنوب أفريقيا وحدها ولكن في المنطقة كلها".
jk/he- hk/kkh
"