منذ التسعينات وبيتر وانغاي مشاريا، عامل البريد المتقاعد، يقوم بالزراعة في منطقة نجورو بإقليم الوادي المتصدع. وهو لا يتوقع أي إنتاج هذه السنة بالرغم من قيامه بزراعة الذرة والفول والبطاطا وبعض الخضراوات الأخرى خلال موسم الأمطار الطويلة بين شهري مارس ويونيو 2009. وقد تحدث إلى شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) يوم 17 أغسطس من مزرعته في قرية كيريري بمنطقة لاري قائلا:
قبل عام 1994، كانت الفلاحة تشكل متعة كبيرة بالنسبة لنا. كانت مربحة وكانت الأمطار جيدة. ويمكنني أن أقول أن الحياة كانت جيدة للغاية حينها.
غير أن الأمور بدأت تتغير بعد عام 1994. أصبحت الأمطار غير منتظمة وأصبحت كمياتها قليلة للغاية بالنسبة لما تحتاجه المزروعات. كنا أحيانا نجني محصولا جيدا وأحيانا أخرى كان المحصول يأتي أقل بكثير مما نتوقعه. وتدهورت الأمور من سيئ إلى أسوأ خلال عام 2005 ثم استمرت في التدهور منذ ذلك الحين. كنا نبذل الكثير من حيث التحضير والزراعة ولا نجني سوى الخسائر عندما يحين الحصاد.
نحن الآن نشهد أطول موجة جفاف عرفناها في حياتنا. لم نحظ إلا بالقليل جدا من الأمطار منذ 2007. وقد ساهم العنف الذي أعقب انتخابات 2008 في تفاقم الوضع. حيث هرب الناس من ديارهم وأتى بعضهم إلى منطقتنا بحثا عن اللجوء مما تسبب في المزيد من الضغط على المحصول الزراعي القليل الذي كنا نجنيه.
أعتقد أن عمليات قطع الأشجار في غابة ماو المجاورة قد ساهم بدوره في تقلص الأمطار في المنطقة. كما جفت الأنهار والجداول وأصبح الناس يضطرون للسفر مسافات طويلة بحثا عن المياه. أنا محظوظ لأنني قمت ببناء خزان مياه كبير لحصاد مياه الأمطار ولكن إذا استمرت موجة الجفاف فإنني سرعان ما سألحق بالآخرين لشراء المياه.
لقد تكبدت خسائر كبيرة هذه السنة ولا أعلم من أين أبدأ لتعويضها. أفكر في الابتعاد عن زراعة الذرة والفول . لقد سبق وقمت بزراعة العشب وقد أقرر توسيع المساحة المزروعة عشبا عندما تأتي الأمطار الموسمية القصيرة [المتوقعة بين سبتمبر وديسمبر]. سأتخلص حتى من كميات القطن القليلة التي زرعتها وسأزرع بدلها العشب الذي سيساعدني على إطعام الأبقار.
ولكي نتمكن من زراعة الذرة في العام المقبل، يجب أن تنظر الحكومة في طرق لمساعدتنا لأننا عادة ما نعتمد على المحصول الحالي للتحضير لزراعة الموسم المقبل. سيتحتم على الحكومة أن تقوم بخفض أسعار الوقود لعام 2010 لتمكيننا من حرث الأرض . كما يجب عليها أن تخفض أسعار الأسمدة أكثر.
أنا أناشد الحكومة والمانحين لإغاثتنا بالطعام في الوقت الحالي لأننا لا نملك سوى القليل منه. فالكميات القليلة من الذرة التي توزعها الحكومة لا تكفي. كما نحتاج للمساعدة لتعويض المواشي التي نفقت بسبب الجفاف حتى وإن كان ذلك عن طريق قروض. إذ ستساعدنا تلك القروض على تجهيز موارد المياه من آبار وخزًانات نحن في أمس الحاجة لها.
وإذا استمرت الأمور على ما هي عليه، فإن أسرتي مهددة لأن راتب التقاعد الذي أتقاضاه عن عملي في البريد لا يكفي لإطعام زوجتي وأطفالي وأحفادي الذين يعتمدون علي أيضاً
js/mw/az/kkh