فر ما يقرب من 120,000 شخص من مناطق مختلفة في محافظة صعدة شمال اليمن من منازلهم بحثاً عن مناطق أكثر أمناً على الحدود مع المملكة العربية السعودية إثر تفاقم الاشتباكات بين الجيش والمتمردين الحوثيين خلال الأيام القليلة الماضية، وفقاً لمحمد عبد السلام، المتحدث باسم مكتب زعيم المتمردين عبد الملك الحوثي.
وأخبر عبد السلام شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في 16 أغسطس أن "بعض هذه الأسر التي نزحت من أكثر المناطق تضرراً بالحرب مثل آل سالم وساقين وحيدان وشداء والملاحيط ومجز وقطابر، تعيش حالياً مع أسر مضيفة في حين يعيش البعض الآخر في مخيمات أو في الهواء الطلق.
ولم تدل الحكومة بأي تعليق بخصوص عدد النازحين في صعدة في الوقت الذي تعجز فيه منظمات الإغاثة الإنسانية عن تأكيد الأرقام بسبب القيود المفروضة على حركتها، حيث قالت رباب الرفاعي، الناطقة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "في الوقت الراهن، لا نملك أية بيانات دقيقة عن عدد النازحين بسبب القيود المفروضة على تحرك فرقنا وبقائها محصورة داخل مدينة صعدة نتيجة الاشتباكات المتقطعة... لقد وفرنا 100 خيمة لبعض النازحين في واحد من المخيمات الأربع ونقوم بتوفير المياه النظيفة يومياً في المخيمات". وأضافت أن الحصول على مياه الشرب النظيفة يشكل التحدي الأكبر الذي يواجهه النازحون هناك.
وأشارت الرفاعي إلى أنه على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، سجلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر حوالي 7,600 نازح في المخيمات بالإضافة إلى 4,000 نازح آخر يعيشون مع أسر مضيفة.
اختطاف عمال الإغاثة وعرقلة عملهم
وأفاد محمد عبد الله، عضو مجلس صعدة، أن عدداً من المنظمات الإنسانية بما فيها اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وأطباء بلا حدود وغيرها، قامت خلال الأيام الماضية بإرسال فرق إلى المناطق المتوترة غير أن تفاقم الأوضاع الأمنية هناك حد من فعاليتها.
وكان المتمردون قد قاموا في 14 أغسطس باختطاف 15 موظفاً بجمعية الهلال الأحمر اليمني، من بينهم أطباء وممرضون، من مخيمات للنازحين في المحافظة، حسب ما نقلته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن محافظ صعدة، حسن مناع. وكان هذا الأخير قد صرح أن السلطات المحلية تبذل أقصى وسعها لتسهيل وصول منظمات الإغاثة إلى النازحين.
وقد ناقشت الحكومة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في 12 أغسطس طرق توفير إغاثة إنسانية أكثر فعالية للنازحين. وقد تحدث وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي وممثلة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي براتيبا مهتا عن الدور المستقبلي للمنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في مساعدتها للأسر النازحة.
ولا تبدو هناك أية علامات على تراجع القتال بالرغم من أن الحكومة كانت قد عرضت على المتمردين وقفا لإطلاق النار في 13 أغسطس شرط انسحابهم من مناطق النزاع وإزالة نقاط التفتيش والإفراج عن المختطفين الأجانب بالإضافة إلى شروط أخرى. ولكن المتمردين رفضوا هذا العرض ونفوا احتجازهم لأي مختطفين مدنيين.
الصورة: ReliefWeb  |
| خريطة لليمن تبين موقع محافظة صعدة |
كما أفاد مسؤول آخر طلب عدم الكشف عن هويته أن 20 متمرداً من أتباع الحوثي لقوا حتفهم في غارات للجيش في حيدان وضحيان ومطرة والمحاضير.
وكانت "الحرب السادسة" بين الجيش اليمني والمتمردين الحوثيين الشيعة قد اندلعت في 12 أغسطس بعد انهيار هدنة دامت حوالي سنة. وتتهم الحكومة المتمردين برغبتهم في فرض الحكم الإسلامي المتشدد الذي كان سائداً في اليمن حتى الستينيات، في حين يدعي المتمردون أنهم يقومون بحماية قومهم من اضطهاد الحكومة.
"
