شهد الأول من أغسطس عودة طلاب المدارس في جميع أنحاء سوات ودير وبونير وغيرها من المناطق التي ضربها العنف مؤخراً في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي إلى مقاعد الدراسة للمرة الأولى منذ ثلاثة أشهر مع افتتاح المؤسسات التعليمية لاستقبالهم من جديد.
وكانت المدارس قد أغلقت أبوابها في مايو الماضي بسبب القتال بين القوات الحكومية ومقاتلي طالبان.
وأخبر قيصر علام خان، مساعد وزير التعليم للمرحلة الابتدائية والثانوية في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "جميع المدارس قد فتحت أبوابها الآن".
وأفاد وزير التعليم في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي، قاضي الأسعد، في بيشاور أن حركة طالبان ألحقت أضراراً بـ 356 مدرسة وأن الحكومة تسعى لإعادة بنائها. كما تم نصب خيام لتكون بمثابة فصول دراسية في الحالات التي يتعذر فيها استخدام المباني المدرسية.
لكن المسؤولين يقولون أن عودة الأمور إلى طبيعتها سيستغرق وقتاً. إذ أفاد مسؤول في إدارة التعليم في سوات فضل عدم الكشف عن هويته أن "العديد من الأسر ما تزال مشردة ولم يعد أطفالها بعد. كما أن بعض الأسر ما تزال تشعر بالقلق إزاء الحالة الأمنية هنا وتخشى إرسال أطفالها إلى المدرسة". في أثناء ذلك، تحدثت التقارير عن انخفاض نسبة الحضور المدرسي في جميع أنحاء المناطق التي تأثرت بالقتال.
كما يواجه التعليم عقبات أخرى، إذ قالت أمينة بيبي من سكان المنطقة لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "يتوق أطفالي الثلاثة إلى العودة إلى المدرسة. ولكن بنتي لم يرتادانها منذ ديسمبر الماضي عندما حظرت طالبان تعليم الفتيات. كما ليست هناك وسائل نقل للأطفال لاستخدامها". فالأضرار التي لحقت بالبنية الأساسية قد أضرت ببعض الطرق بينما تم إغلاق بعضها الآخر في ظل الإجراءات الأمنية المشددة في سوات. وقد أثر ذلك على سهولة التنقل وتوفر المواصلات بالنسبة للكثيرين.
من جهة أخرى، تظل بعض المدارس مغلقة لمواصلتها إيواء النازحين. وقد أوضحت حكومة الإقليم الحدودي الشمالي الغربي أنها ستقوم بإخلائها قريباً.
وعلى الرغم من كل هذه المشاكل، فقد أعطت عملية إعادة فتح المدارس للناس شعوراً بعودة الحياة إلى طبيعتها. إذ قالت دنيا بيبي، 10 أعوام، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "أنا سعيد بالعودة على الرغم من غياب أكثر من نصف الفتيات في صفي. كما كانت مدرساتنا فرحات بعودتنا". فقد ترك استيلاء طالبان على سوات الطفلة في حيرة حول ما إذا كان باستطاعتها العودة إلى الدراسة مرة أخرى.
كما استأنف المعلمون مهامهم في أنحاء المنطقة تنفيذاً لأوامر الحكومة إذ قال محمد فضل، وهو معلم مرحلة ثانوية في مدرسة خاصة للبنين: "نأمل ألا يكون هناك انقطاع الآن. فالانقطاع عن الدراسة لمدة طويلة يؤثر سلباً على الطلاب". كما افتتحت المدارس الخاصة أبوابها وتنازلت عن تسديد رسوم الأشهر الثلاثة الماضية.
This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions