حذرت منظمة حقوقية أفغانية من احتمال أن يؤدي استخدام المدارس كمراكز اقتراع وفرز أصوات تحضيراً للانتخابات المقبلة في أفغانستان إلى أنشطة معادية للتعليم.
وقد تم تحديد موعد الانتخابات الرئاسية والمحلية في 20 أغسطس وسيتم استعمال مئات المدارس في البلاد كمراكز اقتراع وفرز أصوات، وفقاً للجنة الأفغانية المستقلة للانتخابات.
وفي هذا السياق، أفاد موجز صادر عن المرصد الأفغاني لحقوق الإنسان أنه "نظراً لتدخل القوات الأفغانية والدولية لحماية مراكز الاقتراع ونظراً لأن لانتخابات هي عملية سياسية مهمة تدعمها الحكومة وحلفاؤها الدوليون، فقد لا يميز المهاجمون بين المدارس ومراكز الاقتراع".
وفي الوقت الذي تعهد فيه المتمردون باستهداف العملية الانتخابية وكل المساهمين فيها، شهد هذا العام ارتفاعاً في عدد الهجمات التي استهدفت المرافق التعليمية. فخلال الفترة بين يناير و30 يونيو 2009، استهدف المتمردون 123 مدرسة ووجهوا تهديدات لـ51 أخرى، حسب المرصد الأفغاني لحقوق الإنسان نقلاً عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف). وأضاف المرصد أن "60 طالباً ومدرساً على الأقل لقوا حتفهم في حين أصيب 204 آخرين بجروح في حوادث أمنية متفرقة خلال الفترة نفسها". كما أوضحت وزارة التعليم أن أكثر من 400 مدرسة، خصوصاً في الجنوب المتوتر، ما تزال مغلقة.
وللحيلولة دون وقوع أية حوادث أمنية جراء الانتخابات، اقترح المرصد الأفغاني لحقوق الإنسان استخدام المساجد وغيرها من المواقع كمراكز اقتراع. وطالب القوات الأفغانية والدولية بتقليص حضورها في المدارس.
وقد أفاد صبور غفراني، المسؤول بوزارة التعليم، أن الوزارة بصدد إجراء تقييم للعواقب الأمنية التي قد تلحق بالمدارس بسبب الانتخابات، إذ أخبر شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أنه "إذا تبين أن الطلاب والمدرسين يواجهون مخاطر جمة فإننا سنطالب بعدم استعمال المدارس خلال عملية الانتخابات".
وكانت وزارة الصحة قد أعربت أيضاً عن مخاوفها حيال استعمال المرافق الصحية خلال عملية الانتخابات بدعوى أن تسجيل الناخبين والاقتراع وفرز الأصوات داخل المرافق الصحية قد يعرضها لمخاطر كبيرة.
إغفال الضحايا الأطفال
ووفقاً للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، أصبح المدنيون يتأثرون أكثر فأكثر بتدهور الأوضاع الأمنية في البلاد، إذ أفاد المرصد الأفغاني لحقوق الإنسان أن أكثر من 1,100 شخص غير مقاتل من بينهم 242 طفلاً فقدوا أرواحهم خلال النزاع من شهر يناير حتى نهاية شهر يونيو 2009.
وجاء في تصريح أجمل صمدي، مدير المرصد، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أنه "عادة ما تتغاضى الأطراف المتنازعة عن الضحايا الأطفال ولا يتم القيام إلا بالقليل القليل للتخفيف من معاناتهم.... لقد فشل اللاعبون العسكريون الدوليون والحكومة الأفغانية في حماية ودعم الأطفال ضحايا عملياتهم العسكرية في الوقت الذي اعتاد فيه المتمردون على استعمال الأطفال لشن هجمات انتحارية أو كجنود أو دروع بشرية أو غيرها من الدوافع العسكرية".
"