أفاد مسؤولون أن محصول القمح الوفير المتوقع لهذا العام سيقلل من مستوى انعدام الأمن الغذائي المنتشر في أفغانستان ويخفض أسعار المواد الغذائية في البلاد.
ومن المعتقد أن هناك أكثر من ثمانية ملايين شخص في أفغانستان يعانون من انعدام الأمن الغذائي ويحتاجون إلى مساعدات غذائية.
وفي هذا السياق، قال سعد الدين صافي، الخبير في الأمن الغذائي في وزارة الزراعة والري والثروة الحيوانية لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): نحن متفائلون بأن إنتاج الحبوب لهذا العام سيقلل بشكل كبير من انعدام الأمن الغذائي".
بدورها، قالت سوزانا نيكول، مسؤولة الاتصال في برنامج الأغذية العالمي في كابول أن "البوادر مشجعة" مضيفة أن توفر الأغذية وإمكانية الحصول عليها لا يزالان يعتمدان على المحصول النهائي وأسعار السوق.
وأفادت وزارة الزراعة والري والثروة الحيوانية الأفغانية ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) أنه من المتوقع أن تنتج أفغانستان بحلول نهاية أغسطس/آب أكثر من ستة ملايين طن من الحبوب من بينها أكثر من 4.5 مليون طن من القمح. ويعود السبب في ذلك إلى حد كبير لسقوط كميات جيدة من الأمطار على البلاد.
وقال صافي: "نعتقد أن استهلاك الفرد من الحبوب مثل القمح والأرز والذرة والشعير يتراوح ما بين 150-180 كيلوغرام سنوياً ولذلك سيحتاج سكان البلاد البالغ عددهم 26 مليون نسمة إلى أكثر من ستة ملايين طن [من الحبوب]".
ومن المتوقع أن تنتج نصف أقاليم البلاد البالغ عددها 34 إقليماً كميات أكبر من احتياجاتها من الحبوب بما يتراوح بين 25,000 و50,000 طن بينما ستواجه الأقاليم الباقية البالغ عددها 17 إقليما والواقع معظمها شرق ووسط وجنوب البلاد، عجزاً في إنتاج القمح بما يتراوح بين 25,000 و50,000 طن، وفقاً لوزارة الزراعة والري والثروة الحيوانية الأفغانية.
الشراء من السوق المحلي
وبالإضافة إلى استيراد حوالي 215,000 طن من القمح من الهند وروسيا والصين عام 2009، ستقوم الحكومة الأفغانية بشراء 100,000 طن على الأقل من المزارعين المحليين.
وأضاف صافي قائلاً: "سنقوم بتغذية مخزوننا الاستراتيجي ونحاول معالجة العجز في بعض الأقاليم من الفائض في الأقاليم الأخرى".
وأفاد برنامج الأغذية العالمي أنه يعتزم أيضاً شراء7,000 طن من القمح من صغار المزارعين والمستضعفين منهم من خلال برنامجه المسمى "الشراء من أجل التقدم".
وأوضحت نيكول أنه "إذا وصل الحصاد حد التوقعات أو تجاوزها، فسيقوم برنامج الأغذية العالمي بشراء المزيد من المواد الغذائية من السوق المحلي شريطة أن تستوفي معايير الجودة الدولية الخاصة ببرنامج الأغذية العالمي"، مضيفة أنه سيتم أيضاً استيراد 224,000 طن من القمح/دقيق القمح.
على الرغم من أن أسعار المواد الغذائية انخفضت نسبياً في أفغانستان خلال الأشهر القليلة الماضية، إلا أن أسعار القمح ما تزال أعلى بنسبة 50 بالمائة عما كانت عليه عام 2007 عندما كانت الأسعار تعتبر "طبيعية"، وفقاً لبرنامج الأغذية العالمي.
وقالت نيكول: "بالطبع نحن نأمل أن يتوقف احتياج بعض أكثر المستضعفين الذين يحصلون على مساعدات غذائية من برنامج الأغذية العالمي لهذه المساعدات" مضيفة أن البرنامج سيستمر في مخططه لمساعدة 8.5 مليون مستفيد في عام 2009.
"