1. الرئيسية
  2. East Africa
  3. Sudan

السودان: أعداء السلام" يهددون اتفاقية السلام الشامل"

Southern Sudanese soldiers from the Sudan People's Liberation Army (SPLA) parade through Juba in May 2009 for celebrations to mark the 26th anniversary of the start of Sudan's civil war Peter Martell/IRIN

حذر المحللون من أنه ينبغي بذل جهود أكبر لضمان صمود اتفاقية السلام في السودان بين الشمال والجنوب في وجه التوترات المتصاعدة بين العدوين السابقين قبل الانتخابات في فبراير.

وقد أنهت اتفاقية السلام الشامل التاريخية في عام 2005 سنوات من الحرب، ووضعت معالم رئيسية شملت الانتخابات وترسيم الحدود بين الشمال والجنوب والاستفتاء على استقلال الجنوب في عام 2011.

وفي الثالث من يونيو قال سير ديريك بلامبلي رئيس لجنة التقدير والتقييم التي تشرف على تقدم اتفاقية السلام نحتاج إلى إعادة الالتزام باتفاق السلام الشامل وبتنفيذه الفعال من جانب الطرفين والمجتمع الدولي الذي يدعم الاتفاق".

بلامبلي الذي التقى بالرئيس الجنوبي سيلفا كير في جوبا تحدث عن صعوبات تواجه السودان مثل انخفاض سعر البترول ومذكرة القبض على الرئيس عمر البشير التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب.

وقال بلامبلي للمراسلين أن "هناك الكثير من الانحرافات والمشاكل والظروف الاقتصادية الصعبة ومسألة الأمن هنا في الجنوب والضغوط الدولية والمحكمة الجنائية الدولية"، مضيفا أن "كل هذه الأشياء تأخذنا بعيداً عن هذه القضية الأساسية، ولا يمكننا الاستمرار كما كان الحال من قبل".

في الشهر الماضي قال سيلفا كير لحشد عسكري في جوبا بمناسبة الذكرى السنوية الـ 26 لاندلاع الحرب الأهلية أن جنوب السودان ظل مهددا من قبل قوى خارجية وداخلية دون أن يسميها.

وأضاف سيلفا أن "اتفاقية السلام الشامل التي توصلنا إليها كنتيجة لتضحياتنا الضخمة مهددة بصورة خطيرة من قبل أعداء السلام من داخل وخارج أراضينا".

ويقدر المحللون ووكالات الإغاثة أن حوالي مليوني شخص قد لقوا مصرعهم أثناء النزاع.

عدم الثقة

وعلى الرغم من اتفاق السلام إلا أنه لا يزال هناك عدم ثقة كبير بين الجانبين، حيث تفرقهما الاختلافات الدينية والثقافية والدينية والأيديولوجية وهي التي كانت سببا في الحرب. ويشير بعض المحللين إلى احتمال تجدد الحرب في المستقبل.

وفي تقرير لها صدر في مايو حذرت منظمة الأسلحة الصغيرة في جنيف من أن "التخطيط الأمني لحكومة جنوب السودان لا يزال يعتمد بصورة كبيرة على تصور أن الشمال يعمل بصورة نشطة على تقويض اتفاق السلام الشامل مع عدم استبعاد احتمال نشوب حرب أخرى في المستقبل".

وقد شعر الجنوبيون بالغضب مؤخرا من نتائج الإحصاء السكاني الذي جرى عام 2008. وكان الهدف من التعداد هو تقديم معلومات هامة قبل الانتخابات ولكن الجنوب يعتقد أن الشمال حاول عمداً تخفيض أعداد الجنوبيين.

وقد تم إنشاء مركزين مستقلين لإدارة الإحصاء السكاني بصورة منفصلة باستخدام نفس استمارات الاستبيان مع قيام صندوق الأمم المتحدة للسكان بتنسيق عملية العد.

قال إيشايا تشول أروايا رئيس مركز جنوب السودان للتعداد والإحصاء والمسئول عن التعداد السكاني في الجنوب أن لديه مخاوف من نتائج التعداد في العديد من المناطق الشمالية.

وذكر أروايا أن نظيره الشمالي المسئول عن المكتب المركزي للإحصاء تجاهل الدعوات المطالبة بفحص بياناتهم عن كثب، مضيفاً "لقد رفضوا وهذا الرفض زاد من شكوكنا حول صحة وسلامة البيانات التي لديهم".

ويقول الجنوبيون أنهم يشكلون ثلث إجمالي السكاني على الأقل، ولكن الإحصاء السكاني أظهر أن الجنوب يمثل 21 بالمائة من إجمالي السكان البالغ عددهم 39.15 مليون نسمة.

ويدعي الجنوبيون أيضا أن الشمال قد قام بتخفيض تعداد الجنوبيين الذين يقطنون في الشمال وقاموا بتضخيم أعداد السكان الشماليين في محاولة لتغيير توازن النسبة المئوية للسكان.

وقد سجلت النتائج الخاصة بالجنوب أعداد الجنوبيين بـ 8.2 مليون نسمة في 10 ولايات.

وقال ديريك بلامبلي أنه يأمل في أن يتم حل النزاع حول الإحصاء السكاني مضيفاً أن المواقف تجاه التعداد لا زالت في مرحلة التشكيل.

وأضاف بلامبي أن "الطرفين يتحدثان عن القضية وآمل أننا سنكون قادرين الآن على التحرك قدما للإعداد للانتخابات دون أن تعرضها تلك القضية للتعطيل".

ولقد خفت حدة المخاوف الرئيسية للجنوب من أن التوازن الأقل من المتوقع للسكان من شأنه أن يؤثر على تقسيم عائدات النفط والنفوذ السياسي.

وقال بلامبلي "من الواضح أنه لا يوجد تأثير للإحصاء السكاني على ترتيبات تقاسم الثروة والتي هي بوضوح في غاية الأهمية أو على تقاسم السلطة التي ستظل كما هي حتى وقت الانتخابات".

النزاع على أبيي

وقد أشاد بلامبلي بالطرفين لمحاولتهما حل الخلاف حول منطقة أبيي الحدودية الغنية بالنفط من خلال محكمة التحكيم الدولية في لاهاي، مضيفا أن "القرار النهائي الملزم من المتوقع صدوره في الأسابيع القادمة".

''نحتاج إلى إعادة الالتزام باتفاق السلام الشامل وبتنفيذه الفعال من جانب الطرفين والمجتمع الدولي الذي يدعم الاتفاق''
وقد أدت الاشتباكات التي اندلعت في العام الماضي بين القوات الشمالية والجنوبية في أبيي إلى نزوح آلاف السكان من المنطقة.

وقد لقى أكثر من 1000 شخص حتفهم وتم تشريد الكثيرين في الاشتباكات العرقية التي اندلعت في أنحاء الجنوب في الأشهر الأخيرة.

وفي الرابع من يونيو قال أشرف قاضي الممثل الخاص للأمم المتحدة في السودان أن معدلات الوفيات في الآونة الأخيرة كانت أعلى من تلك الموجودة في منطقة دارفور التي مزقتها الحرب.

وقد حذر تقرير منظمة الأسلحة الصغيرة من أن "المجتمع الدولي يحتاج إلى التركيز على اتفاق وقف إطلاق النار الهش بين الشمال والجنوب وعلى الحكومة الجنوبية التي تسعى جاهدة للتعامل مع الضغوط الداخلية والخارجية المتصاعدة".

وأضاف التقرير أن "بعثة الأمم المتحدة في السودان يمكنها تفعيل مهمتها الأساسية بمراقبة وقف إطلاق النار والترتيبات الأمنية لاتفاق السلام الشامل ويمكنها أيضاً ترسيخ تواجد أكثر نشاطاً على أرض الواقع".

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join