من المتوقع أن يحين موعد ولادة حوالي 4,375 امرأة حامل من النازحات في شمال غرب باكستان في شهر يونيو/حزيران بوجود عدد قليل جداً من العاملين الصحيين المدربين والقليل فقط من المرافق الصحية الملائمة، وفقاً لصندوق الأمم المتحدة للسكان.
وتلك النسوة هن جزء من حوالي 6,000 سيدة حامل اضطررن للنزوح من ديارهن نتيجة المواجهات القائمة بين قوات الأمن الباكستانية وطالبان في منطقة سوات شمال غرب البلاد.
وأوضح الدكتور محمد علي، مسؤول برنامج بمنطقة مردان ويشرف على خدمات الطوارئ بصندوق الأمم المتحدة للسكان أنه "ليست هناك أية خطط لهؤلاء النساء".
من جهتها، أفادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن حوالي 1.7 مليون شخص فروا من مناطق الصراع في بونير ودير وسوات في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي منذ بداية شهر مايو/أيار عندما بدأ الجيش الباكستاني عملياته. كما أن حوالي 550,000 شخص آخر غادروا خلال الأشهر الثمانية أو التسعة الماضية.
وتعيش حوالي 200,000 امرأة من النازحات الجدد في 16 مخيماً أقامتها حكومة الإقليم الحدودي الشمالي الغربي بالاشتراك مع المفوضية. وقد أعرب الأطباء عن قلقهم إزاء افتقار هذه المخيمات لخدمات التوليد في حالات الطوارئ وخدمات الرعاية بعد الولادة.
وفي هذا السياق، أفاد الدكتور أورانك زيب، المدير التنفيذي لجمعية الصحة Health Society، وهي منظمة غير حكومية تعمل في مخيمات النازحين في مردان: "إذا حدثت، لا سمح الله، حالة ولادة طارئة داخل المخيم بعد السابعة مساء، فلن تكون هناك موظفات طبيات أو موظفات إسعاف مثل القابلات ... لتقديم المساعدة".
كما أفاد الدكتور خالد خان، وهو مسؤول مشاريع لدى صندوق الأمم المتحدة للسكان يعمل مع النازحين، أن نحو 15 بالمائة من الحوامل اللواتي يلدن يعانين من مضاعفات قد تحتاج إلى عمليات نقل دم أو جراحة. وأوضح أن المضاعفات المرتبطة بالحمل عادة ما تزداد في حالات النزاع.
من جهتها، أفادت سلمى ناهض، مسؤولة برامج بجمعية الصحة، بوجود "ارتفاع في عدد حالات الملاريا، مما يشكل تهديداً للنساء الحوامل اللواتي قد يكن أكثر عرضة للإجهاض". وأشارت إلى وجود حاجة ملحة لشباك الوقاية من البعوض لعدم كفاية الشباك التي تم الحصول عليها حتى الآن.
كما أفادت فوزية بخت شير، موظفة صحية في مخيم في صوابي أن ثلاث من كل خمس نساء ساعدت في الاهتمام بهن يعانين من فقر الدم، مشيرة إلى احتمال تسبب ذلك في حدوث مضاعفات حمل.
وفي الوقت الذي يتوفر فيه ما يكفي من الأدوية، بما فيها الحديد والفيتامينات، داخل المخيمات، إلا أن هناك نقصاً في غرف التوليد والقابلات. وأوضحت بخت شير أن ذلك يعني أن "النساء يجدن أنفسهن مضطرات إما للولادة في الخيام أو لمن ينقلهن إلى المستشفيات".
ومع ارتفاع درجات الحرارة إلى 39 درجة مئوية في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي، يشكو النازحون من أن خيامهم أصبحت مثل الأفران كما أن الولادة داخل هذه الخيام تشكل اختباراً لمدى تحمل الأمهات والموظفات الصحيات على حد سواء.
الوحدات المتنقلة لصندوق الأمم المتحدة للسكان
وفي محاولة منه للتصدي لهذه المشكلة، بدأ صندوق الأمم المتحدة للسكان بتزويد المخيمات بوحدات متنقلة مصممة خصيصاً لهذه الغاية ومجهزة بغرفة توليد أو عمليات وبالكوادر المدربة. وأوضح علي أنه "سيكون هناك فريق من خمسة أعضاء في كل وحدة متنقلة من بينهم موظفة طبية وقابلة مدربة وسائق ومساعد". وأفاد أن الغرض الرئيسي من هذه الوحدات المتنقلة هو تحويل المراكز الصحية بالمناطق الريفية إلى مرافق ولادة طارئة تعمل على مدار 24 ساعة.
وأضاف أن "المركز الصحي في المنطقة الريفية بتخت بهاي يبعد ثلاثة كيلومترات عن مخيم جلالة في مردان ولا يستغرق الوصول إليه سوى خمس دقائق فقط".
واختتم بقوله: "نظراً لأن توفير السكن الآمن لموظفاتنا أمر فائق الأهمية بالنسبة لنا فقد اقترحنا أن تعمل الوحدات المتنقلة خلال النهار في حين يقدمن خدماتهن ليلاً في المراكز الصحية".
"