لا يزال 14,000 فلسطيني من المقيمين في العراق أو العالقين في المخيمات الواقعة على الحدود السورية العراقية يواجهون ظروفاً صعبة بالرغم من التحسن البطيء في الوضع الأمني، حسب المراقبين.
وفي محاولة لتحسين وضع هذه الأقلية، طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال زيارة له إلى العراق يوم 5 أبريل/نيسان الحكومة العراقية بإصدار جوازات سفر معترف بها دولياً بدل وثائق السفر العراقية، حسب تصريح دليل القسوس، القائم بأعمال السفارة الفلسطينية ببغداد، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين).
وكان العراق قد بدأ بإصدار وثائق سفر للفلسطينيين منذ عام 1948 "عندما تم نفيهم من فلسطين"، حسب القسوس الذي أفاد أن الخيارات المطروحة تشمل: إصدار جواز سفر عراقي، أو جواز سفر عراقي مع إشارة خاصة إلى كون حامله من أصل فلسطيني، أو جواز سفر فلسطيني صادر عن السلطة الفلسطينية.
كما طالب عباس خلال زيارته بإطلاق سراح 49 لاجئاً فلسطينياً في السجون العراقية الذين اعتقلوا لأسباب متعددة منذ 2003، حسب القسوس الذي أضاف: "وعد إخواننا العراقيون بأن ينظروا في هذه المطالب ويقوموا باللازم لمساعدة كل اللاجئين الفلسطينيين في العراق".
ويتعلق الأمر هنا، حسب قوله، بحوالي 3,000 فلسطيني عالقين في مخيمين مؤقتين على الحدود العراقية السورية وحوالي 11,000 فلسطيني يعيشون في بغداد وفي محافظتي الموصل والبصرة.
الشكوك
وقد رحب (أ. و.)، وهو لاجئ فلسطيني يبلغ من العمر 24 عاماً يسكن في منطقة البلديات شرق بغداد، بالأخبار التي تحدثت عن جهود عباس دون أن يبدي تفاؤلاً حيال حدوث تغيرات سريعة.
وأوضح هذا اللاجئ الذي فضل عدم الكشف عن هويته قائلاً: "نحن نسمع مثل هذه التصريحات والوعود منذ عام 2003 ولم يحدث أي شيء. بل عوضاً عن ذلك ساءت ظروف حياتنا وتدهورت أوضاعنا".
وأضاف أن والده تعرض لإطلاق نار في أحد شوارع بغداد أرداه قتيلاً شأنه في ذلك شأن مئات اللاجئين الفلسطينيين الذين تعرضوا للقتل في اعتداءات عرقية مختلفة منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003. كما تعرض (أ. و.) نفسه للاعتقال والسجن لمدة تقارب الشهر على يد قوات الأمن العراقية للاشتباه في انخراطه في صفوف المتمردين.
ومنذ ذلك الحين، بدأ (أ. و.) يحتاط كثيراً ويتجنب حمل بطاقة الهوية العراقية التي تظهر أنه من أصل فلسطيني. كما بدأ يستخدم اللهجة العراقية لدى مخاطبة الناس لتغطية هويته الأصلية وتجنب مضايقات قوات الأمن.
وأشار إلى أنه يفضل ترك البلاد إن أتيحت له الفرصة حيث قال: "لا يوجد لنا أمل أو مستقبل في هذا البلد".
وكان حوالي 35,000 فلسطيني ممن لا جنسية لهم يعيشون في العراق قبل عام 2003 ولكن العديد منهم تعرضوا للترويع أو لهجمات على يد جماعات مسلحة اتهمتهم بالولاء لنظام صدام حسين. وقد دفعت عمليات القتل والاختطاف والاضطهاد الآلاف منهم إلى الهرب إلى الأردن وسوريا بينما فر آخرون إلى مخيمات مؤقتة. كما تمكن البعض من الحصول على فرصة إعادة التوطين في الخارج.
"