يطرح فوتيا، البالغ من العمر 26 عاما، والذي طلب عدم الكشف عن هويته، تساؤلات عديدة حول قضية أفراد طائفته ومستقبلهم، شأنه في ذلك شأن العديد من الروهينجا . ويشكل مسلمو راخني أقلية عرقية ولغوية ودينية لا تتمتع بحق المواطنة حسب قوانين ميانمار.
ويقول فوتيا: "أتساءل دائما عن سبب بقائنا بلا وطن ونظر السلطات إلينا على أننا دون مستوى البشر. كيف يعقل أن نعيش طيلة هذه المدة على هذه الأرض جنبا إلى جنب مع سكان الولاية الآخرين ولا نحصل على حق المواطنة؟ إلى متى يجب أن ننتظر كي نصبح مواطنين بهذا البلد؟
إنني، مثل باقي الروهينجا، عادة ما أشعر بالرغبة في الهروب إلى بلد آخر والحصول على حياة أفضل، حياة خالية من التمييز والقيود. فالحياة هنا صعبة للغاية بالنسبة لنا. وقد عانيت وأمثالي في الكثير من الأحيان من سوء معاملة السلطات. حتى عندما كنا أطفالا في المدرسة كنا نعاني من التمييز ونُجبَر على الجلوس بعيدا عن الطلاب الراخينيين الذين كانوا يضطهدوننا دون أن نتمكن أو حتى نجرؤ على الرد. حتى المعلمين كانوا يعاملوننا أحيانا بعنصرية.
ولم ينته الأمر عند ذلك. فحتى عندما تقدمت بطلب الالتحاق بالجامعة واجهت المزيد من المشاكل والتمييز. فقد مُنِعت من دراسة المادة التي كنت أريد في الكلية التي أرغب. حيث حالت قيود السفر المفروضة علينا دون تمكني من الالتحاق بجامعة يانغون أو ماندلاي اللتين كنت أرغب في الالتحاق بهما. وعوضاً عن ذلك، اضطررت لمتابعة دراستي في سيتوي، عاصمة راخين.
إننا مقيدون ولا نستطيع التحرك كما نشاء. فحتى داخل راخين، نحتاج إلى تصريح من السلطات للتنقل من مكان إلى آخر. بل أنني أحتاج إلى الحصول على تصريح من السلطات عندما أريد الذهاب من سيتوي إلى منزلي واضطر إلى العودة قبل انتهاء صلاحية التصريح.
واستمر الوضع على ما هو عليه بعد تخرجي. فقد واجهتني عوائق وتحديات جديدة. إذ ليست هناك فرص عمل للروهينجا في مونغداو، مما جعل حصولي على عمل شبه مستحيل. فالناس يعزفون عن تشغيل الخريجين الروهينجا أمثالي في حين يبدو أن أقراننا الراخينيين لا يواجهون أية مشاكل.
ليس من الصعب أذن فهم السبب وراء هروب العديد من أصدقائي إلى دول الشرق الأوسط عبر بنجلاديش وامتناع معظمهم عن العودة. كان بإمكاني الهجرة أيضا ولكن الأمل أبقاني هنا، الأمل في أن أصبح مواطنا بهذا البلد وأن تتحسن حياتنا جميعا.
ولكن هذا سيستغرق وقتا، وسنحتاج للحصول على المساعدة للتمكن من تحسين سبل عيشنا. أنا على استعداد للمشاركة ولدي توقعات كبرى. في كل يوم أسمع في الإذاعة أخبارا عن الروهينجا وعن الجهود الإقليمية لمعالجة قضيتنا. ولكنني لا أعتقد أن الحكومة الحالية ستمنحنا يوما ما حق المواطنة. ربما سيتم النظر في قضيتنا العام المقبل بعد الانتخابات وتولي الحكومة الجديدة مقاليد الحكم في البلاد.
هذا أملي وحلمي. وإلى أن يتحقق، لا أملك خيارا آخر سوى العيش هنا.
"