أفاد مسؤولون جامعيون وطلاب أن العديد من طلاب المدارس، الذين فقدوا أقاربهم أو بيوتهم خلال الهجوم الإسرائيلي الأخير الذي دام 23 يوما، يعانون من صعوبة في التأقلم. حيث لم يتمكن بعضهم من التسجيل للفصل الدراسي الجديد لافتقاره للمال اللازم لذلك في حين لا يزال البعض الآخر تحت تأثير الصدمة.
وكان مركز الميزان لحقوق الإنسان بغزة قد أفاد أن 14 مؤسسة تعليم عالي، من أصل 15 مؤسسة موجودة بالقطاع (كلها داخل مدينة غزة أو في محيطها)، قد تعرضت لأضرار متفاوتة جراء الهجوم العسكري الإسرائيلي، في حين تعرضت ستة منها لقصف مباشر.
وأفاد المسؤول الإعلامي بمركز الميزان، محمود أبو رحمة، أن ثلاث كليات، هي كلية دار الدعوة والعلوم الإنسانية برفح وكلية العلوم الأمنية بغزة وكلية الزراعة ببيت حانون (تابعة لجامعة الأزهر)، قد دُمِّرت. كما أدى الهجوم إلى تسوية ستة مبان جامعية في غزة بالأرض وإلحاق أضرار متفاوتة بـ16 مبنى آخر. وتقدر الأضرار التي لحقت بالمباني الجامعية بحوالي 21.1 مليون دولار، وفقا للخطة الوطنية الفلسطينية للإنعاش المبكر وإعادة الإعمار في غزة.
وكانت إسرائيل قد شنت هجوما عسكريا على غزة، ردا على إطلاق الصواريخ من غزة على أراضيها، بدأ في 27 ديسمبر/كانون الأول وانتهى في 18 يناير/كانون الثاني.
الجامعة الإسلامية
أفاد شهود عيان أن ست هجمات صاروخية متفرقة استهدفت الجامعة الإسلامية مباشرة بعد منتصف ليل 28 ديسمبر/كانون الأول، متسببة في تدمير المبنيين الرئيسيين بالجامعة وإلحاق أضرار متفاوتة بتسعة مبان أخرى أثرت على الإمدادات المائية والكهربائية وأنظمة الإنترنت، وفقا لرئيس الجامعة، كمالين شعث. وقد كان المبنيان الرئيسيان يحتضنان 74 مختبرا علميا وهندسيا مجهزا بآلاف الأدوات والأجهزة، حسب حسام عايش، مسؤول العلاقات العامة بالجامعة
وتسعى الجامعة، التي يبلغ عدد طلابها 22,000 طالب، لإعادة بناء وتجديد ما دمره القصف إلا أنها تفتقر لمواد البناء بسبب الحصار الإسرائيلي، علاوة على أنه من غير المتوقع أن تسمح إسرائيل بتعويض أي من المختبرات التي تم تدميرها مما قد يجعل مواصلة الدراسة بالجامعة أمرا في منتهى الصعوبة.
وفي هذا السياق، أوضح الناطق باسم إدارة التنسيق المدني الإسرائيلية، بيتر ليرنر، أن "المواد المصرحة بدخول غزة تقتصر على السلع الغذائية الأساسية ومواد الإغاثة الإنسانية الرئيسية".
وكان الجيش الإسرائيلي قد أشار إلى أن الجامعة الإسلامية تُستَعمَل من طرف حماس لتطوير وتخزين الأسلحة بما فيها صواريخ القسام التي تستهدف المدنيين الإسرائيليين، وهي ادعاءات تنفيها الجامعة وحركة حماس بشدة.
وقدرت الجامعة الإسلامية الخسائر التي تكبدتها بحوالي 15 مليون دولار، في الوقت الذي لا تتعدى فيه المبالغ المحصلة من رسوم الدراسة لعام 2009 عشرة مليون دولار. وناشدت الجامعة المهتمين بمساعدتها على تجاوز هذه الأزمة كما قامت بخفض الدفعة الأولى المستحقة على الطلبة إلى النصف لتشجيعهم على الالتحاق بدراستهم لأن "الرسوم أصبحت تشكل الآن مشكلة بالنسبة لأكثر من 70 بالمائة من الطلاب الذين اضطر العديد منهم إلى تفويت هذا الفصل الدراسي"، حسب عبد الرحمن مقداد، 20 عاما، طالب بالسنة الثالثة بكلية إدارة الأعمال. وأضاف مقداد أن "الكتب لم تعد متوفرة بسبب الحصار ولا يستطيع معظم الطلبة تحمل كلفة نسخها خصوصا وأن الجامعة تفتقر في الوقت الحالي للحبرأيضا ".
جامعة الأزهر
ثلاثة ألف طالب من بين 20,000 طالب مسجل بالجامعة لم يتمكنوا من العودة إلى صفوفهم هذا الفصل بسبب آثار الحرب |
بدورها، تعرضت كلية الزراعة في بيت حانون لدمار كامل. وقدرت الخسائر التي لحقت بها بحوالي 4.3 مليون دولار وفقا لمسؤولي الجامعة.
"