وجد حوالي 3,000 إفريقي باحث عن اللجوء أنفسهم مجبرين على مغادرة تل أبيب بعد أن أصدرت وزارة الداخلية الإسرائيلية في أغسطس/آب 2008 أمرا يسمح لهم بالإقامة والعمل فقط في المدن والبلدات الواقعة شمال حديرة وجنوب غديرة، على بعد حوالي ساعة بالسيارة من تل أبيب حيث يعيشون الآن. وبالرغم من أن هذا القرار كان قد صدر أصلا في حق القادمين الجدد فقط، إلا أن اللاجئين المقيمين في إسرائيل منذ فترة وجدوا أنفسهم مؤخرا يعانون من نفس القيود المفروضة على تصاريح عملهم والتي تجبرهم على مغادرة بيوتهم.
ويجد هؤلاء اللاجؤون صعوبة في العثور على عمل في جنوب وشمال إسرائيل، أما في تل أبيب فهم يتمكنون عادة من العثور على بعض الوظائف البسيطة، مثل تنظيف الشوارع أو العمل في المطاعم، التي تساعدهم على إعالة أسرهم. كما تضم تل أبيب المدرسة الوحيدة بإسرائيل التي تستجيب للاحتياجات الخاصة لأطفال الباحثين عن اللجوء، وهي مدرسة بياليك الابتدائية والثانوية الواقعة جنوب المدينة.
وقد نظم الباحثون عن اللجوء في 17 فبراير/شباط مظاهرة في تل أبيب للاحتجاج على هذا القانون مطالبين الحكومة بالسماح لهم بالمكوث في المدينة الرئيسية بإسرائيل. وفي هذا الصدد، أخبر روم ليفكوفيتس، ناطق باسم موكيد" (خط ساخن للعمال الأجانب) شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "هذا القانون يجبر العديد من الباحثين عن اللجوء على إعادة بدأ حياتهم بعيدا عن مجتمعاتهم وبعيدا عن الخدمات التي يتمتعون بها هنا مثل الرعاية الطبية والتعليم المجاني. كما يجبرهم على الابتعاد عن أماكن عملهم".
وقال مصدر من المجتمع الإنساني لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "إننا نشعر أن هذا التحرك يهدف إلى إجبار الباحثين عن اللجوء على العودة إلى العمل في القطاع الزراعي مقابل أجور تقل عن الأجر الأدنى. وكان العديد من هؤلاء الباحثين عن اللجوء قد عملوا في القطاع الزراعي من قبل حيث كانوا يتعرضون لسوء المعاملة من طرف مُشَغِّليهم. وبعد أن سُمِح لهم أخيرا بمغادرة المزارع الجماعية والانخراط في الحياة العادية، يبدو الآن أن هناك في إدارة السكان [فرع من وزارة الداخلية] من يريد إجبارهم على العودة إلى العمل كالعبيد".
ويأتي هذا القانون في إطار محاولة إسرائيل الحد من عدد العمال الأجانب، ومعظمهم من التايلانديين الذين يعملون في الزراعة. وقد أخبرت سابين حداد، ناطقة باسم وزارة الداخلية، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن هناك وظائف متوفرة خارج تل أبيب.
"