شهد العام الماضي زيادة عدد الهجمات والمضايقات التي تستهدف عمال الإغاثة في أفغانستان، خصوصا في الأقاليم الجنوبية المتوترة. فوفقاً للأمم المتحدة، تعرض العشرات من العاملين في مجال الإغاثة للخطف أو القتل خلال عام 2008، كما تعرضت شحنات كبيرة من المساعدات الإنسانية للنهب والسلب من طرف المتمردين والمجموعات الإجرامية، مما تسبب في تقليص المجال الإنساني في البلاد بشكل كبير، حسب عمال الإغاثة.
وفي هذا الإطار، تحدثت شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) لأحمد والي (ليس اسمه الحقيقي)، الذي يعمل لدى منظمة غير حكومية محلية في إقليم لوغار الواقع على بعد 60 كلم جنوب كابول. وكان أربعة من موظفي لجنة الإغاثة الدولية قد تعرضوا للقتل على أيدي مسلحين مجهولين في شهر أغسطس/آب 2008 في هذا الإقليم. وقد تحدث والي عن الأخطار التي تواجهه قائلاً:
لقد تغير الوضع كثيرا منذ أن بدأت العمل في مجال الإغاثة خلال التسعينات. ففي الماضي، كنا محصنين نوعاً ما ضد الهجمات، مما كان يمكننا من الوصول بأمان للمحتاجين لمساعداتنا مهما كانت انتماءاتهم. كان الناس يحترموننا ويدعموننا. أما الآن، فيتملكني رعب دائم من أن أتعرض للقتل أو الاختطاف. أتعامل بسرية تامة في ما يخص عملي وأحاول جاهدا ألا أظهر أي انتماء لأي منظمة غير حكومية لأن ذلك قد يعرض حياتي للخطر. لا أحمل بطاقة عملي معي ولا أستعمل السيارات الرسمية وأحاول جاهداً التصرف كشخص محلي عادي.
أنا أعي تماما أن الوضع لن يستمر على ما هو عليه، فعاجلا أم آجلا سيعلم الأشرار بأمري. أمامي حاليا خيارين: إما أن أتوقف عن عملي وأفتح متجراً هنا أو أن أطلب من مدرائي نقلي إلى كابول.
إنني أعجز عن استيعاب السبب الذي يجعل عمال الإغاثة عرضة للهجمات والتهديدات. فنحن نحاول فقط تخفيف الآلام الإنسانية دون أن يكون لنا دخل بالسياسة أو السلطة أو الأنشطة العسكرية.
إذا لم يتحسن الوضع، فإن أحداً لن يتجرأ على العمل مع المنظمات الدولية. كما أن الكثير من أمثالي سيخسرون وظائفهم. ولكن المعاناة الحقيقية هي معاناة المحتاجين إلى مساعدتنا والذين لن يجدوا من يساعدهم أو يخفف من آلامهم".
"