أفاد تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، تحت عنوان الوضع الغذائي ومستقبل المحاصيل، أن ارتفاع الأسعار العام الماضي أدى إلى تفاقم واقع انعدام الأمن الغذائي بين الأسر الفقيرة. وأشار إلى أنه تمت الموافقة في شهر يناير/كانون الثاني على عملية الطوارئ المشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي الهادفة لتقديم المساعدة لأكثر من 500,000 يمني.
وفي هذا السياق، أخبر جيان كارلو شيري، ممثل برنامج الأغذية العالمي في اليمن، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن اليمن يعتبر واحدا من أكثر بلدان العالم معاناة من انعدام الأمن الغذائي وأكثر بلدان الشرق الأوسط معاناة من ذلك. وعزى ذلك بشكل أساسي لارتفاع أسعار المواد الغذائية "الذي أثر بشكل جد سلبي على الأسر الفقيرة خصوصا في المناطق القروية مما يستدعي ضرورة تنفيذ عملية طوارئ جديدة للتخفيف من تأثير ارتفاع أسعار المواد الغذائية على هذه الأسر".
وستستهدف هذه العملية الجديدة، التي سيتم تنفيذها على مدار 12 شهرا، أكثر من نصف مليون فقير في ثمان محافظات يمنية. وستركز على النساء الحوامل والمرضعات والأطفال دون سن الخامسة.
وتجدر الإشارة إلى أن اليمن يستورد أكثر من 80 بالمائة من احتياجاته الغذائية في حين لا يتعدى إنتاجه المحلي من الغذاء 15 إلى 20 بالمائة فقط.
وأوضح شيري أن "ارتفاع الأسعار أثر سلبا في مجموع البلاد وتضاعف تأثيره على بعض المناطق الأكثر فقرا بما فيها محافظة صعدة وعمران وحجة والحديدة ولحج والجوف وحضرموت".
أنظمة غذائية غير مستوفية السعرات الحرارية
أفاد إسماعيل محرم، رئيس الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي، أن الأنظمة الغذائية لمعظم الناس تفتقر للسعرات الحرارية الضرورية. حيث "يستقي 84 بالمائة من السكان سعراتهم الحرارية من الحبوب و9 بالمائة فقط من اللحوم". وأوضح أن استهلاك الفرد اليمني من السعرات الحرارية يعتبر الأقل في المنطقة "حيث لا يتعدى 2,100 سعرة حرارية للفرد الواحد مقابل 3,200 سعرة حرارية للفرد في مصر و2,800 سعرة حرارية للفرد في السودان".
كما أضاف محرم أن 45 بالمائة من سكان اليمن يعيشون على أقل من دولارين في اليوم في حين لا يتعدى الدخل اليومي لـ 15 بالمائة من السكان دولارا أمريكيا واحدا. وعلق على ذلك بقوله أن "دخلهم اليومي لا يكفي لشراء وجبة واحدة فما بالك بطعام اليوم كله".
وذكر محرم بعض العوامل التي تهدد الأمن الغذائي في البلاد بما فيها النمو السكاني المتزايد مقابل ضعف النمو الزراعي ومحدودية الموارد المائية والأراضي الزراعية.
ووفقا لتقرير منظمة الأغذية والزراعة، يعاني أكثر من 820 مليون شخص في الدول النامية من سوء التغذية نتيجة اتباعهم لأنظمة غذائية غير مستوفية السعرات الحرارية أوالمكونات الغذائية. كما أفاد برنامج الأغذية العالمي أن 40 بالمائة من سكان اليمن يعانون من سوء التغذية.
وذكر التقرير أن 80 بالمائة من أطفال اليمن الذين هم دون سن المدرسة يعانون من التقزم ، وهو ما ينطبق أيضا على 20 دولة أخرى.
"